منوعات

حلقة نقاشية بـ “إعلام القاهرة” عن التحديات المناخية المصرية من منظور الإعلام البيئي .. صور


نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم الأربعاء الموافق 8 مايو، حلقة نقاشية بعنوان “التحديات المناخية المصرية من منظور الإعلام البيئي (1)”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمرها العلمي الدولي التاسع والعشرين، تحت عنوان “الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية”، وترأست الحلقة الدكتورة نجوى كامل الأستاذ بالكلية، بحضور الدكتورة نشوة عقل الأستاذ بالكلية (مُعقبًا)، والدكتورة سحر مصطفى الأستاذ المساعد بالكلية (مُقررًا) للحلقة، وبمشاركة عدد من عمداء كليات الإعلام المصرية وبعض الخبراء والقيادت الصحفية.

وتضمنت الحلقة النقاشية الحديث عن عدد من الموضوعات والقضايا المحورية، منها: التحديات والحلول المناخية في ضوء التطور التكنولوجي، دور وسائل الإعلام في تعزيز الوعي البيئي ومواجهة التغيرات المناخية، معالجة قضايا الاقتصاد الأخضر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية، تأثير اللغة والإعلام على الوعي البيئي والسياسات في ظل تغير المناخ، ودور الإعلام البيئي في ربط الجمهور بالتغيرات المناخية من خلال فكرة “الأنسنة”.

وقالت الدكتورة نجوى كامل، الأستاذ بقسم الصحافة بالكلية، في كلمتها الافتتاحية بالحلقة النقاشية أن اهتمام كليات الإعلام بمجال البيئة يرجع إلى مرحلة التسعينات، ويعود الفضل في ذلك إلى الدكتورة عواطف عبد الرحمن الأستاذة بقسم الصحافة، التي قامت بالتواصل مع عدد من المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية والهيئات الرسمية لتنظيم المؤتمرات، وبالفعل تم حيذاك تنظيم مجموعة من ورش العمل في الصعيد حول معالجة قضايا البيئة، والتي شارك فيها عدد من الخبراء العالميين والأساتذة المتخصصين مثل الدكتور أسامة الخولي.

وأشارت الأستاذ بقسم الصحافة، إلى أن الاهتمام بهذا المجال في هذه الفترة انعكس على مجال الصحافة العلمية، إذ توجه اهتمام الصحفيين وقتها لتناول هذه القضايا، ونتيجة لذلك تم تأسيس دبلومة متخصصة في مجال الإعلام البيئي والتي كانت تابعة لبرنامج ممول من الأمم المتحدة، لافتة إلى أن هذه العوامل أجمعها ساهمت في تكوين جيل جديد من الصحفيين الذين درسوا في كليات الإعلام، وقاموا بتقديم الموضوعات البيئة بطريقة مبسطة للقراء، كما زادت أعداد البحوث والأطروحات العلمية التي اهتمت بشئون البيئة، وأصبح هناك مقررات في كليات الإعلام تتناول الموضوعات الحيوية المرتبطة بالبيئة، بمعنى أنه أصبح هناك منحنى أكثر تخصصا واهتماما بقضايا البيئة.

وأوضحت “كامل” أن تزايد اهتمام الإعلام بمجال البيئة يرتبط باهتمام الدولة بشكل رسمي بهذه القضايا، وتمثل ذلك في صدور القرار الوزاري في 2015 ، فضلا عن تخصيص الهدف الخامس من رؤية مصر 2030 لهذا الموضوع، كما قامت الدولة بتنظيم العديد من الفاعليات مثل قمة المناخ، واستضافت مصر في عام 2022  مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في شرم الشيخ، مؤكدة أن هذا يعد إعلانًا رسميًا من جانب الجهات الرسمية بالاهتمام بالتغيرات المناخية.

وفي ذات السياق، أشار الدكتور عبد المسيح سمعان، الأستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، إلى جهود الدولة المصرية لمواجهة التحديات المناخية؛ كاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ cop ٢٧ واتفاق باريس الذي كان يهدف إلى مساعدة الدول النامية ب١٠٠ مليار دولار ، لافتا إلى إصدار مصر التوصية الخاصة بصندوق الأضرار والخسائر في cop ٢٧ و٢٨.

وأكد “سمعان” أن مصر تسير بخطى واثقة في ملف الطاقة المتجددة التي منها الطاقة الواعدة وهي الهيدروجين الأخضر، موضحا أنه تم توقيع أكثر من ٢٢ بروتوكول تعاون لمد السفن بتلك الطاقة، فضلا عن الاهتمام بالاستثمارات الخضراء والاقتصاد الأخضر والنقل المستدام، مشددا على ضرورة قيام الإعلام بالدور التوعوي للمواطن لترشيد استهلاك الطاقة وإعادة تدوير المخلفات والاهتمام بثقافة غرس الأشجار والمساحات الخضراء.

فيما أشارت الدكتورة أماني فهمي، عميدة كلية الإعلام جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، إلى بعض المشكلات المناخية بشكل أكثر تخصصًا يرتبط بدور الإنسان في المجتمع، لافتة إلى وجود العديد من الجهود من جانب العلماء لحل هذه المشكلات كنظرية “مانتوس”، كما اتخذت الدول العديد من الإجراءات في هذا الشأن أيضا، وأطلقت بعض الشركات مبادرات تتصل بالمسئولية الاجتماعية للمواطن، إلا أن أن الحل يكمن في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي للقضاء على هذه المشكلات، وتوعية المواطن وتشجيعه على التفاعل مع مشكلات مجتمعه، من خلال قيام الإعلام بتبسيط المعلومات العلمية للمواطن والتركيز على النفع الذي سيعود على حياته، مع الاهتمام بما يطلق عليه الإعلام الأخضر من خلال التخطيط لإنتاج الأفلام التي تتعلق بقضايا المناخ.

ومن جانبها قالت الدكتورة هبة شاهين، عميدة كلية الإعلام جامعة عين شمس، إن قضايا البيئة هي قضايا عالمية تمس كافة المجتمعات، الأمر الذي يستوجب الاهتمام بضرورة خلق رأي عام محلي وإقليمي واعي، لافتة إلى ضرورة قيام الإعلام بشكل عام وخاصة الإعلام البيئي بنشر التوعية من خلال التركيز  ليس فقط على النتائج المترتبة على التغيرات المناخية كالفيضانات والزلازل، وإنما على الأسباب الأساسية للمشكلات المناخية والتي يتسبب الإنسان في صنعها.

وأكدت “شاهين”  أهمية توظيف التقنيات التكنولوجية في مجال الإعلام لإنتاج محتوى مرئي متنوع  حول القضايا البيئية للجمهور، لافتة إلى إمكانية استغلال المنصات الإعلامية الرقمية في التوعية توعية وجذب الجمهور نظرا لانتشارها الواسع وما تقدمه من محتوى مرئي متنوع.

وخلال كلمتها، أوضحت الدكتورة آمال الغزاوي، عميدة المعهد العالي لتكنولوجيا الإعلام الحديث cic، المقصود بمصطلح الاقتصاد الأخضر، لافتة إلى أنه نموذج اقتصادي يهدف الي تحقيق النمو الاقتصادي بطريقة تحافظ على الموارد البيئة، وتوجه مصر اهتماما ملحوظا في السنوات الاخيرة بهذا المفهوم، وتتمثل أبعاد الاقتصاد الأخضر التي تهم مصر في الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة وإدارة النفايات وذلك على سبيل المثال، مضيفة أن المجتمع يواجه العديد من التحديات المناخية مثل الاحتباس الحراري وتلوث الغذاء وضوضاء النقل وتشرب البترول في البحار، بما يستدعي التخطيط لتنفيذ عدد من الحملات التوعية، والتي ينبغي إجرائها بالتعاون بين مجموعة الجهات المتنوعة كالوزارات والمجلس الاعلى لتنظيم الاعلام والهيئات البحثية.

فيما تطرق الدكتور محمد النشار، عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، خلال كلمته بالحلقة إلى دور اللغة والإعلام في التأثير على زيادة الوعى البيئي بالتغيرات المناخية، لافتا إلى ضرورة استخدام لغة بسيطة خلال تناول القضايا البيئية، وتوضيح مخاطر الأزمة المناخية وإبراز الفرص المتاحة للتغيير، مشيرا إلى أهمية تنظيم الدورات التدريبية للصحفيين العاملين في مجال الإعلام البيئي.

ولفتت الدكتورة فاتن رشاد، المدرس المتفرغ بقسم العلاقات العامة والإعلان بالكلية، إلى وجود العديد من الحملات الإعلامية التي تم تنفيذها في هذا الشأن ولكن نتائجها وتأثيراتها ضعيفة على أرض الواقع، موضحة أن السبب في ذلك هو عدم التكامل بين الجهود الحكومية ومنظمي هذه الحملات التوعوية، فضلا عدم ثقة المواطن في الجانب الدعائي لهذه الحملات، مُشددة على أهمية تكامل الجهود بين كافة الأطراف لضمان النجاح.

أما الدكتور محمود بكر، رئيس قسم البيئة ومدير تحرير الأهرام ويكلي، فاستعرض خلال كلمته أهم التحديات التي تواجه الإعلام البيئي، والتي منها عدم وجود قنوات اتصالات جدية بين الإعلاميين ومصادر المعلومات البيئية، فضلا عن عدم إيجاد آلية ثابتة لجمع المعلومات البيئية وتوثيقها وجعلها في متناول الإعلاميين، لافتا إلى أن مصادر المعلومات الأساسية لا تزال تتعامل مع وكالات الانباء الأجنبية بشكل أساسي، وذلك في ظل غياب المصادر المتخصصة المحلية والإقليمية الموثقة التي تتعلق بهذا المجال.

ومن جانبها، أكدت حنان بدوي، مساعد رئيس تحرير جريدة الأسبوع، وأمين عام جمعية كتاب البيئة والتنمية، أن طريقة “الأنسنة” في الكتابة الصحفية هي الحل لزيادة معرفة القراء بالقضايا البيئية، وذلك من خلال ربط هذه القضايا بنماذج وشخصيات مشهورة تهم مختلف القراء، لافتة إلى جهود وزارة البيئة المصرية  في هذا المجال، إذ قامت الوزارة بتنظيم دورة تدريبية لعدد من الصحفيين، والتي ركزت على كيفية تناول الموضوعات البيئة من خلال المحاكاة.

جدير بالذكر أن المؤتمر العلمي الدولي الـ ٢٩ لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي ٨ و٩ مايو 2024، بمقر الكلية، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي، وبرعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي، و”الرابطة الدولية لأبحاث الإعلام والاتصال” International Association for Media and Communication Research (IAMCR).
 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى