مال و أعمال

سندات القطط تتحدى مؤشرات الأسواق العالمية


بينما تتعرض أسواق السندات في كل مكان لضربة قوية بسبب مزيج من أسعار الفائدة المرتفعة والقلق بشأن العجز ومحافظي البنوك المركزية المتشددين، فإن إحدى فئات أدوات الدين تمنح الدائنين عوائد مكونة من رقمين: سندات الكوارث ـ catastrophe bonds أو «CAT».

لقد ظل المستثمرون فيما يسمى سوق سندات القطط أو «CAT»، التي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار، خارج العاصفة لجني عوائد تصل إلى 16% هذا العام.

وبسبب الطريقة التي تتم بها هيكلة السندات، فإن كوبوناتها تستمر في الارتفاع مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، ويحصل المستثمرون على علاوة مخاطر كبيرة على رؤوس أموالهم، طالما لم تقع كارثة.

إنها ديناميكية لفتت انتباه عدد متزايد من مديري الأصول ومصدري الصناديق. قال آندي بالمر، المسؤول عن هيكلة صفقات سندات القطط لشركة «Swiss Re» في أوروبا وآسيا، إن إصدار هذا العام حتى سبتمبر ارتفع بنسبة 27% ليصل إلى 10.2 مليارات دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ويصف الحالة المزاجية في السوق بأنها «مزدهرة».

وتتطلع شركات إعادة التأمين الكبرى مثل «سويس ري»، و«ميونيخ ري»، فضلا عن بعض شركات الاقتصاد الحقيقي، بشكل متزايد إلى سندات القطط في محاولة لحماية نفسها من الكوارث التي لا تحدث إلا مرة واحدة في العمر. وفي يوليو لجأت شركة بلاكستون إلى سندات «كات» لحماية الأصول العقارية من خسائر الكوارث الطبيعية. وأصدرتها شركة «ألفابيت»، الشركة الأم لشركة «غوغل» في حال تعرض عملياتها في كاليفورنيا لزلزال.

في هذه الأثناء، يصطف مديرو الأصول للحصول على عوائد ضخمة، كما أنهم يحبون تنويع المحفظة الاستثمارية التي توفرها هذه السندات، لأن الأدوات لا ترتبط بالأسهم أو غيرها من الأسواق ذات الدخل الثابت. وتدير شركة «Schroders AG»، و«GAM Investments of Switzerland» أكبر صناديق سندات CAT، وفقا لشركة «Morningstar» كما تنشط شركات «كريدي سويس»، و«Amundi Asset Management»، و«Axa Investment Managers» في السوق.

لكن يحتاج المستثمرون إلى التحلي بالقدرة على التعامل مع مجموعة متنوعة من المخاطر التي أصبحت أكثر وضوحا في عالم تنقلب فيه أنماط الطقس بسبب تغير المناخ، وفقا لما ذكرته «بلومبرغ».

ويجني مستثمرو سندات «كات» المال طالما أن الكارثة المحددة الموصوفة في شروط السندات ـ مثل الإعصار أو الفيضانات الشديدة أو الزلزال – لم تحدث. وإذا حدث ذلك فإن حاملي السندات من الممكن أن يخسروا بعض أو كل أموالهم، والتي تستخدم بعد ذلك لتغطية تكاليف الأضرار الناجمة عن الكارثة الطبيعية.

وقد زادت العائدات لأن ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة ينتقل تلقائيا إلى كوبونات سندات الكوارث، وهي أدوات ذات سعر فائدة متغير. ويشهد المستثمرون أيضا علاوات أكبر لمواجهة المخاطر المتزايدة الناجمة عن الأحداث المناخية القاسية. وتم تشديد المصطلحات التي تحدد الحدث المحفز.

قال ستيف إيفانز، مالك شركة أرتميس، وهي شركة تتعقب سندات الكوارث وسوق الأوراق المالية المرتبطة بالتأمين: «كانت هناك إعادة تسعير لمخاطر الكوارث في جميع أنحاء العالم، خاصة في أماكن مثل كاليفورنيا وفلوريدا وأستراليا». «لقد تضاعفت إمكانية العائد تقريبا في العقد الماضي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى