الأسواق العشوائيات بالإسكندرية عائق في وجه التطوير



وضعت الدولة خطة لتطوير الأسواق العشوائية، واعتبرتها واحدة من أهم المشروعات القومية التي تعمل عليها لمواجهة انتشار الباعة الجائلين واستعادة المشهد الحضاري في كافة احياء المحافظة وذلك لضمان حياة كريمة للمواطنين ورفع جودة وكفاءة الخدمات المقدمة إليهم، وذلك بالإضافة إلى التحول إلى أسواق متكاملة تزيد من العائد الاقتصادي والاستثمار وتعظم من موارد المحافظة . تعمل الدولة والقيادة السياسية على مدار 9 سنوات على بناء الإنسان وتوفير حياة كريمة له وتقديم كافة الخدمات للمواطنين

الإسكندرية تتغير، تعود إليها ملامحها الحضارية، بمواجهة حاسمة مع المنتفعين من الفوضى والمخالفات، أبرزها أخطبوط الأسواق العشوائية التى تشوه معالم عروس البحر، يوجد العديد من الاسواق العشوائية فى كافة الاحياء تحتاج الى ايدى من حديد للتصدى للعشوائيات ومراعاة ظروف البائعة الجائلين وتوفير لهم اماكن بديلة لكى يستطيع الاجهزة اعادة تطوير المنطقة .

بدأت الجهات التنفيذية والأمنية بالثغر بمعالجة أبرزها بشارع المعهد الدينى بالعصافرة، و45 بميامي، وميدان محطة مصر ومتفرعاته بقلب المدينة، مع توافر أسواق حضارية بديلة، للحفاظ على أرزاق الباعة فى إطار قانونى وحضاري.

رصدت ” الوفد ” حالة الفوضى التى تسببتها الاسواق العشوائية بعروس البحر المتوسط 

 

” سوق المنشية “

تشهد منطقة المنشية بوسط المدينة التى تتميز باحتوائها على العديد من المبانى والمنشآت التاريخية والقضائية المهمة حالة تدهور قد تؤدى الى تغيير معالمها المرتبطة بأحداث قومية وتاريخية هامة ومحكمة سراى الحقانية ومبنى الاتحاد الاشتراكى والنصب التذكارى للجندى المجهول والمعروف بميدان القناصل  أو ميدان التحرير ،،  حيث احتل الباعة الجائلون الأرصفة والطرقات فى المكان ، ولم يسلم من هذا الاغتيال محكمة الحقانية أو ما يُطلق عليها (حافظة التاريخ القضائي) حيث تحول حرمها الى ساحة للأسواق العشوائية وباتت مصدرا للضجيج والضوضاء فضلاً عن ميدان عرابى والنُصب التذكارى للجندى المجهول الذى يُعد أهم معالم المدينة من ناحية الشرق بالإضافة الى مبنى القطن

وتسببت حالة الفوضى والإهمال التى حولت جدران مبانى العدالة فى منطقة المنشية الى أرفف لعرض بضاعة الباعة الجائلين دون أدنى اعتبار لقيمة المبنى التاريخى الذى يرجع لنهايات القرن التاسع عشر فضلاً عن الحالة المتردية لشارع السبع بنات أحد أهم شوارع المدينة لكونه يربط بين ثلاثة أحياء هى أحياء غرب ووسط والجمرك، ويبدأ شارع السبع بنات من منطقة مينا البصل مروراً بمنطقة اللبان وصولاً إلي المنشية وجميعها مناطق حيوية تعج بالمواطنين والذى تحول الى حفر ومطبات بطول الشارع بالإضافة لتهالك الوصلات التى تم رصفها بعد طمس أرصفة البازلت التى كانت تتميز بها المدينة طوال تاريخها والمؤسف أن شارع السبع بنات، تحول من شارع يتميز بالجمال الحضاري، والتنظيم، إلى شارع يمتلئ بمواقف السيارات، والباعة الجائلين، وأصحاب عربات الفول، بجانب الباكيات المنشأة على أرصفة الشارع وتحديدا على سور مبنى الإدارة التعليمية للجمرك وغرب الإسكندرية، وانتشرت بالشارع العشوائية التى أفقدته جماله وطمست معالمه وتاريخه، وأصبح شارع التكدس والزحام وتقف سيارات الميكروباص وسيارات المينى باص لتحميل الركاب فى مواقف عشوائية قد تكون فى منتصف الشارع أو بدايته من منطقة المنشية أو من منطقة مينا البصل، لنقل الركاب إلى مناطق الورديان والقبارى والعجمى وغيرها من مناطق غرب ،، وبرغم الحملات المكثفة التى يشنها حى الجمرك بالتعاون مع شرطة المرافق، فإن الوضع لا يزال قائما بشهادة كل مرتادى الشارع الحيوى لأن جميع الباعة الجائلين بمجرد دخول حملات الإزالة يهرولون بعيدا عن الشارع، ثم يعودون مرة ثانية إلى أماكنهم بعد انتهاء حملات إزالة الإشغالات.

والحال لا يختلف كثيراً فى منطقة النصب التذكارى للجندى المجهول عن المبانى التاريخية الهامة تحول إلى موقف عشوائى لسائقى السيارات الميكروباص، بالإضافة لاحتلالهم الميدان والأرصفة المحيطة به، مما يتسبب فى تعطيل الحركة المرورية بالمنطقة لساعات طويلة فى غياب رجال المرور وعجزهم عن تطبيق القوانين الصارمة، وحماية الميدان من سيطرة السائقين والباعة الجائلين .

 

” طريق المحمودية “

يعد طريق المحمودية هو احد الطرق المحمورية الهامه التي شهدتها الإسكندرية في السنوات الأخيرة ليربط شرقها بغربها ويقضي علي الكثافة المرورية.. إلا ان الطريق الذي انفق عليه المليارات من الجنيهات يعاني من العديد من المشاكل بسبب تقاعس الأحياء والجهاز التنفيذي عن حماية الطرق المؤدية له أو حتي صيانتها فأصبح الوصول إليه بمثابة مأساة يوميا.. بخلاف نقص كباري عبور المشاة او المطبات الصناعية للقضاء علي جنون السرعة.

لقد أصبحت مداخل طريق المحمودية يسيطر عليها الباعة الجائلون فأصبحت السيارات تجد صعوبة في الدخول لمحور المحمودية لان المداخل المؤدية إليه مغلقة. اما بالتوك توك أو بالباعة الجائلين مثل مدخل ونجت ومدخل حجر النواتية ومدخل شارع سينما باكوس ومدخل محطة سوق باكوس ومدخل السيوف والساعة وغبريال والحضرة وغيرها مما يعوق الوصول لطريق المحور  ويضطر قائد السيارة للبحث عن بديل لتلك المداخل للوصول لمحور المحمودية وهو ما يتسبب في عدم استفادة المواطن السكندري بطريق المحور بالصورة التي ينبغي ان يكون عليها.. وكان علي المحافظة والأحياء القيام بحملات مستمرة حتي لا يستفحل أمر الباعة والتوك توك ونضطر ان نبحث عن بدائل للوصول لمحور المحمودية سواء عن طريق سموحة او محرم بك.

كشف الاهالى المنطقة ان  الشوارع المؤدية لمحور ترعة المحموديهة كلها حفر ومحطمة وكان لابد من رفع كفاءة الطرق المؤدية للمحور وان تكون طرق سريعة ونظيفة.. طبعا بخلاف تلال القمامة بشارع ونجت وهو أحد الطرق المؤدية الي محور المحمودية.

مما تسبب ان جميع المحاور العرضية لمحور المحمودية بمثابة أسواق عشوائية في تقاعس الأحياء عن السيطرة عليها اما التوك توك فهو كارثة في حد ذاته بعد ان أغلق طريق ونجت المؤدي للمحور وأصبح يفوق الوصف بكثرة أعداده..  حتي أصحاب المحلات أصبحوا يفترشون الشوارع أمام واجهتهم ليزيدوا من مساحة محالهم علي حساب الطريق.

” منطقة  الحضرة “

مجرد أن تخطو بقدميك على كوبرى الزهور، فأنت على مشارف منطقة الحضرة الجديدة بالإسكندرية، وفى مواجهة أشهر شوارع المنطقة وأكبرها «شارع الزهور»، وتمر بمنتصف الحضرة الجديدة ترعة المحمودية لتقسمها إلى قسمين، فتفصلها عن منطقتى الحضرة القديمة والحضرة البحرية، فتطل علينا كأكبر وأحدث منطقة عشوائية، بالإضافة إلى أنها الأعلى كثافة سكانية بالمدينة، خاصة مع النزوح المستمر لسكان الأرياف إليها.

ويرجع سر تسمية شارع الزهور لكونه كان عبارة عن مجموعة كبيرة من المشاتل لبيع الأشجار والمزروعات والزهور، والآن تتجسد فيه كل مظاهر الفوضى والبلطجة وتجارة المخدرات، كمية الاشغالات من باعة جائلين ومركبات و«كارتات» و»تكاتك» تحتل الشارع كل واحدة بجانب الأخري، والارصفة محتلة من المحلات، والمواطنون لا يجدون رصيفا للمشاة.رغم ان شارع الزهور يعيبه ضيق مدخله بسبب تعدى المنتفعين على حوافه، بما يخلق أزمة مرورية طاحنة، يتسع كلما اتجهنا جنوبا، ولكنه أيضا اتساع صورى لاحتلال الباعة الجائلين له، المنطقة بحاجة إلى إعادة تفعيل نقطة إطفاء الصبحية، التى أغلقت منذ سبعة أعوام، بالاضافة إلى نقطة شرطة، حيث أن جميع أقسام الشرطة بعيدة جدا عن المنطقة، لتقليل حوادث البلطجة وردع تجارة المخدرات.

كما إن المنطقة يسيطر عليها تجار المخدرات و«العربجية» ودائما ما تشتعل فيها المشاجرات والمناوشات بينهم، ولا يستطيع أحد التدخل، ولأن المنطقة إلى حد ما منعزلة، فعندما تأتى النجدة تكون المشاجرة قد انتهت، بالإضافة للعربجية الذين يسكنون أحد الشوارع الموازية لشارع الشرقاوي، حيث يقع الإسطبل الخاص بالمنطقة ولا يستطيع أحد دخوله بسبب أسلوبهم ومعاملتهم السيئة، بالإضافة إلى الشوارع الجانبية مثل شارع عطا سيد ومنطقة المربع والتى يستحوذ عليها تجار المخدرات ويعملون بأمان شديد لعدم وجود نقطة شرطة قريبة. كما ان شارع الزهور ـيمتلى بالمطبات التى تملأ الطريق، فالشوارع كلها ترابية ولا يوجد شنايش تستطيع أن تسحب الأمطار فى الشتاء، خاصة وأن الشتاء بالحضرة الجديدة يسبب انتشار الطين والوحل بسبب مخلفات المحال والباعة الجائلين.

” سوق العوايد

حالة من الغضب والاستياء لأهالي منطقة العوايد بالإسكندرية؛ بسبب سيطرة الباعة الجائلين وسلعتهم على الأسواق والطرق العامة والميادين وخاصة سوق العوايد وفيكتوريا، ما أدى إلى حالة من التكدس المروري بالمنطقة، وأيضا انتشار وسيلة التوك توك وتلال القمامة التي أغرقت جوانب المنطقة، في ظل غياب الأجهزة التنفيذية بالمحافظة عن رفع هذه المخالفات من الميادين، وتحول السوق لملجأ لأطفال الشوارع والخارجين على القانون.

كما أن الباعة الجائلين لن يتركوا الطرق العامة، إلا أن يقوموا بافتراش سلعتهم وتعطل الحركة المرورية بسبب أيضا التوك توك وإقامة المشاجرات، التي تصل إلى حد الاشتباكات؛ بسبب مواقف السيارات واحتلالها للطرق، ما يهدد حياة المواطنين بالخطر وشعورهم بالضيق من مثل هذه التصرفات التي تهدد حياتهم”.

 

قال اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية

أن هناك خطة متكاملة لإزالة كافة الأسواق العشوائية  بالمحافظة، ومن أهم النقاط في هذه الخطة ماتم  تنفيذه والانتهاء منه بالفعل من إزالة كافة الباعة  الجائلين من محيط ميدان محطة مصر، حيث تم تطوير الميدان بشكل حضاري تنفيذا لرؤية الدولة، وبدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على الأسواق العشوائية وظاهرة الباعة الجائلين.

، إنه تم تطوير 6 مناطق عشوائية بالإسكندرية بالتعاون مع صندوق التنمية الحضرية التابع لمجلس الوزراء، وبتكلفة إجمالية تقدر ب 721مليون جنيه، ضمن خطة الدولة لتطوير المناطق العشوائية.وأضاف المحافظ أن الـ6 مناطق العشوائية هي: العصافرة و الدخيلة الجبل واللاتي تم الإنتهاء من أعمال التطوير بهما بنسبة 100%  في المنطقتين، كما تم الانتهاء بنسة 98% من تطوير مناطق (الحضرة- سيدي بشر- محسن- و دنا والمحروسة) حيث متبقى رصف شارع بكل منطقة.

وأشار إلى أنه تم إدخال الإنارة و الرصف ل6 مناطق، بالإضافة إلى مشروع صرف صحي بمنطقة الحضرة، و مشروع صرف صحي وتنفيذ مشروع مياه شرب بالعصافرة.كما أوضح أنه بالتعاون مع صندوق التنمية الحضرية التابع لمجلس الوزراء، والوكالة الألمانية GIZ والاتحاد الأوروبي ووزارة الإسكان و المرافق، من المقرر العمل على تطوير منطقة المعمورة البلد بنطاق حي منتزه ثان و ذلك بتكلفة 2.5 مليون يورو.

أكدت الدكتورة جاكلين عازر نائب محافظ الإسكندرية 

أن العمل فى ملف الأسواق العشوائية يسير وفق مسارات متوازية فى عدة مواقع بالمحافظة، وأضافت أن نسبة الانجاز فى مشروع تطوير ميدان محطة مصر بلغت 70%، والذى يتم بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ويشمل إنشاء سوق حضارى متكامل عبارة عن 182 باكية و60 محلا للقضاء على أزمة الباعة الجائلين ومراعاة لظروفهم الاجتماعية، وتطوير الحدائق ورصف الميدان بالكامل، فضلا عن إنشاء مواقف للسيارات «الأجرة» والأتوبيسات، وعمل حركة مرورية دائرية كاملة لحل أزمة المرور، مع مراعاة الحفاظ على المبانى التراثية المطلة على الميدان..

 

وأضافت نائب المحافظ أن هناك مخططا وتصورا شاملا للتعامل مع الأسواق العشوائية المخالفة والتصدى لجميع المخالفات والتعديات التى يعانى منها المواطن، وذلك ضمن الخطة العاجلة التى تنفذها المحافظة لإزالة كافة الأسواق العشوائية بدعم من القيادة السياسية.




اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading