محمود عيسى
قالت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني «S&P» إن الكويت تواجه تحديات لرفع الطاقة الإنتاجية للنفط الخام إلى المستويات المرغوبة ضمن استراتيجية البلاد لعام 2040، وذلك قبل ذروة الطلب وقبل الموعد النهائي المحدد للحياد الكربوني في منتصف القرن، مبينة أنه يتعين على الكويت لإضافة قدرات إنتاجية جديدة، أن تتغلب على التحديات ونقص الاستثمارات الأجنبية وشيخوخة حقول النفط.
وذكرت الوكالة أن قطاع التنقيب والإنتاج في الكويت يتطلب استثمارات كبيرة، إذ يواجه حقل برقان الكبير تراجعا طبيعيا، وان أي إضافة إلى الطاقة الإنتاجية سيستهلكها الانحدار المستمر في إنتاج ثاني أكبر حقل نفط في العالم، والذي ينتج بالفعل ما يقرب من 95% من طاقته الكاملة، إذ يبلغ الإنتاج الحالي حوالي 1.6 مليون برميل يوميا، مدعوما بتعزيز عملية الاستخراج عن طريق حقن الغاز وغمر المياه.
وقال أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت، بدر السيف، إن الكويت التي تعتبر رابع أكبر منتج للنفط في منظمة «أوپيك» والتي تمتلك سابع أكبر احتياطيات في العالم ستواصل خطتها حسب المعتاد دون التأثر بالعديد من التغييرات في سياسة الطاقة التي عادة ما تترك للتكنوقراط للتعامل معها.
وأضافت الوكالة أن المنطقة المحايدة تعد مصدرا محتملا آخر لإضافات الطاقة الإنتاجية، لكن التحديات التشغيلية تواجه أي تطوير جدي للحقول المشتركة، التي لم يتم استئناف تشغيلها إلا في عام 2020 بعد توقف دام أكثر من 4 سنوات، مبينة أن الكويت تواجه احتمال أن تتخلف عن نظيراتها الإقليمية عندما يتعلق الأمر بتحول الطاقة.
وخلال محادثات مؤتمر المناخ كوب 28 للأمم المتحدة في دبي قالت الكويت إنها لن تدعم نصا حاسما يدعو إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، كما حث الأمين العام لمنظمة أوپيك هيثم الغيص المنتجين على عدم دعم النص في رسالة وجهها لأعضائها خلال مفاوضات المناخ.
ودعا إجماع الإمارات العربية المتحدة الذي تم تبنيه في نهاية المطاف الدول، إلى الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري والقدرة المتجددة الثلاثية، وهو أمر غير موجود في الكويت.
وخلال عملية الإصلاح الشامل للاستراتيجية التي تم الإعلان عنها في أكتوبر، حددت مؤسسة البترول الكويتية خططا لتطوير التكنولوجيا، بما في ذلك استخدام احتجاز الكربون وتخزينه، كجزء من الأهداف للوصول إلى صافي انبعاثات الغازات الدفيئة في النطاقين 1 و2 بحلول عام 2050.
وتدرس مؤسسة البترول الكويتية مسألة الهيدروجين الأخضر والوقود الحيوي من الجيل الثاني ومصادر الطاقة المتجددة والتخزين والمواد البلاستيكية المعاد تدويرها، وكفاءة حرق الطاقة، وتجارة التجزئة، وتعويض الكربون في إطار استراتيجيتها، لكنها لم تحدد خططا وجداول زمنية محددة.
وقال محلل النفط المستقل، كامل الحرمي، إن الكويت بحاجة إلى تطوير الهيدروجين الأخضر واحتجاز الكربون.
تجدر الإشارة إلى ان الكويت قامت بمراجعة خططها للطاقة الإنتاجية للنفط الخام في أكتوبر، بهدف الوصول إلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2035، بالإضافة إلى ملياري قدم مكعبة يوميا من الغاز غير المصاحب بحلول عام 2040، وستأتي إضافات القدرات من حقولها المحلية وكذلك المنطقة المحايدة التي تشترك فيها مع السعودية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية المعلنة للبلاد 2.9 مليون برميل يوميا من الهيدروكربونات، في حين بلغ الإنتاج المقيد بسبب تخفيضات تحالف «أوپيك +» نحو 2.55 مليون برميل يوميا في نوفمبر الماضي، وفقا لآخر استطلاع أجرته بلاتس التابعة لوكالة ستاندر آند بورز.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.