تواجه أسواق النفط حالة من القلق بسبب استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتواصل أزمة المرور عبر البحر الأحمر والتي تهدد خطوط الإمداد العالمية، وهو ما يدفع الكثير من المحللين والخبراء إلى توقع أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة المقبلة.
وارتفعت أسعار النفط بنحو 7% منذ بداية العام الحالي 2024 وذلك بسبب تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات من الشرق الأوسط، والضغوط التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية.
وقال تقرير نشره موقع “أويل برايس” المتخصص بأخبار الطاقة، واطلعت عليه “العربية نت”، إن اضطرابات الشحن في البحر الأحمر وعبر قناة السويس تؤدي إلى رفع أسعار الخامات الإفريقية والأميركية، إضافة الى رفع أسعار الديزل في أوروبا.
وقال التقرير إن أوروبا التي فرضت حظراً على الطاقة القادمة من روسيا منذ بداية العام الماضي وجدت نفسها الآن تبحث عن إمدادات من المصدرين القريبين، حيث تمر كميات متزايدة من المنتجات البترولية عبر قناة السويس، وهذه الكميات أصبحت تتأثر من التوترات في البحر الأحمر وتتجه إلى الطريق الأطول عبر رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، وهو ما يؤخر عمليات التسليم المخطط لها ويرفع تكاليف الشحن.
وبحسب التقرير فان أوروبا تشتري المزيد من الخام الأميركي وغرب أفريقيا، بحسب ما يؤكد العديد من التجار.
ويتوقع المحللون تراجعات في الأسهم العالمية هذا الشهر والشهر المقبل لدعم أسعار النفط، لكنهم غير متأكدين من المدة التي يمكن أن يستمر فيها الضيق، لأن العوامل بما في ذلك صيانة المصافي في فصل الربيع، والمخاوف بشأن الطلب، وقرار أوبك+ القادم بشأن تمديد التخفيضات أو عدمه يمكن أن تؤدي جميعها إلى قلب التوازن الحالي بين العرض والطلب في السوق.
ويقول موقع “أويل برايس” إن إمدادات الديزل محدودة أيضاً في أوروبا، ويرجع ذلك جزئياً إلى اضطرابات الشحن في البحر الأحمر وانخفاض طاقة التكرير الأوروبية مع إغلاق بعض المصافي وصيانة المصافي في الربيع.
وارتفعت علاوة الديزل على النفط الخام في الأيام الأخيرة إلى أعلى مستوى لهذا الوقت من العام منذ أكثر من عقد من الزمان، وتحديداً منذ عام 2012، بحسب ما يؤكد التقرير.
وقالت إيما هوشام، المحللة في شركة وود ماكنزي إنه بسبب انقطاع التدفقات من البحر الأحمر إلى أوروبا وصيانة مصافي التكرير في فصل الربيع “نتوقع أن نشهد انخفاضا في مخزونات الديزل في شمال غرب أوروبا خلال الشهرين المقبلين”.
وبدأت أسعار الديزل في أوروبا في الارتفاع الشهر الماضي وسط تشديد العرض بسبب اضطرابات الشحن في البحر الأحمر، مما يهدد باختبار مرونة الاقتصادات الأوروبية التي تجنبت الركود بأعجوبة في الأشهر الأخيرة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.