هل يوقف ChatGPT هيمنة غوغل على محركات البحث؟
عندما أعلنت شركة مايكروسوفت أنها قامت بإدخال «ChatGPT» إلى محرك بحث «Bing» الخاص بها في فبراير 2023، أعلن المحللون المتفائلون أن هذه الخطوة هي «لحظة آيفون»، يمكن أن تقلب سوق البحث رأسا على عقب وتنهي هيمنة «غوغل» على محركات البحث.
وقد أبهر محرك «Bing»، المدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية من «OpenAI»، مستخدمي الإنترنت بردود محادثة على الاستفسارات المطروحة بطريقة طبيعية، لكن محرك بحث مايكروسوفت أنهى 2023 بحصة 3.4% فقط من سوق البحث العالمي، وفقا لشركة تحليلات البيانات StatCounter، وفقا لما ذكرته «بلومبيرغ»، واطلعت عليه «العربية Business».
وناضل Bing منذ فترة طويلة من أجل الحفاظ على أهميته وجذب المزيد من السخرية بدلا من الاعتراف به على مر السنين كبديل جدي لـ «غوغل». لم تفعل عمليات إعادة التصميم المتعددة منذ ظهوره لأول مرة في عام 2009 سوى القليل لتعزيز شعبية Bing.
وقبل شهر من قيام شركة مايكروسوفت بتزويد محرك البحث بالذكاء الاصطناعي التوليدي، كان الأشخاص يقضون وقتا أقل بنسبة 33% في استخدامه عما كانوا يقضونه قبل 12 شهرا، وفقا لشركة SensorTower.
وساعدت إعادة تشغيل «ChatGPT» على الأقل في عكس هذه الانخفاضات، وفي الربع الثاني من عام 2023، تضاعف عدد المستخدمين النشطين شهريا في الولايات المتحدة على أساس سنوي ليصل إلى 3.1 ملايين، وفقا لتحليل «بلومبيرغ إنتليجنس» لبيانات شركة تطبيقات الهاتف المحمول SensorTower.
وبشكل عام، كان المستخدمون يقضون وقتا أطول بنسبة 84% على محرك البحث، حسبما تظهر البيانات. وبحلول نهاية العام، زاد عدد مستخدمي Bing النشطين شهريا بشكل مطرد إلى 4.4 ملايين، وفقا لشركة SensorTower.
وللبناء على هذا الزخم، قامت مايكروسوفت بإضافة المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي إلى Bing. وفي أكتوبر، قامت الشركة بدمج أحدث إصدار من نموذج إنشاء الصور الخاص بـ OpenAI، DALL-E 3. ويمكن للزائرين استخدامه لإنشاء صور ذات مظهر واقعي مع مطالبات نصية بسيطة.
وعلى الرغم من أن فريق Bing يضيف ما يرضي الجماهير، إلا أن غوغل كانت تتسابق لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وفي شهر مايو، أطلقت نسخة تجريبية من محرك البحث الخاص بها يسمى تجربة البحث المولدة، والتي تقدم استجابات محادثة فوق قائمة الروابط المألوفة.
وتحتفظ «ألفابيت» الشركة الأم لـ «غوغل» أيضا بمزايا كبيرة، إذ تمتلك أكثر من 90% من السوق، كما أن غوغل هو محرك البحث الافتراضي على أجهزة شركة أبل، بما في ذلك آيفون، ما يمنح غوغل كتلة حرجة للغاية. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يستخدمونها، زادت معرفة محرك البحث وزادت قدرة غوغل على استخدام تلك البيانات لتقديم النتائج وتصنيفها بطريقة يجدها الأشخاص مفيدة.
وتعكس إعادة تجهيز البحث من قبل عملاقي التكنولوجيا قناعة مشتركة بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير بشكل جذري الطريقة التي يبحث بها الناس عن الإجابات ويتلقونها عبر الإنترنت. بالنسبة لشركة مايكروسوفت، يمثل هذا التحول فرصة لدفع Bing إلى الأمام.
وتراهن مايكروسوفت أيضا على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير كيفية تخصيص المعلنين لإنفاقهم على البحث. يعتمد نموذج الإعلان الحالي على تكلفة النقرة، لكن عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجعل المستهلكين يجيبون بشكل أسرع وأكثر مباشرة دون سلسلة من الروابط الزرقاء.