شهد عدد النساء في القوى العاملة في مجال الطيران المدني ارتفاعاً ملحوظاً، سيما في المناصب القيادية مثل الرئيسات التنفيذيّات والطيار ومراقبات الحركة الجوية ومهندسات الطائرات، وهو ما يتجلى على وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يتجه قطاع الطيران العالمي نحو النمو والتوسع.
وبهدف زيادة تمثيل النساء في الأدوار القيادية في سوق شركات الطيران العالمية التي تبلغ قيمتها 553.9 مليار دولار أمريكي، فقد أطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، وهو الكيان التجاري الذي يمثل حوالي 275 شركة طيران تجارية تشكل أكثر من 83% من إجمالي حركة النقل الجوي العالمية، مبادرة «25 بحلول 2025» في العام 2019، وذلك لزيادة تمثيل النساء في الأدوار القيادية في مجال الطيران وفي المناطق التي عادة ما ينخفض تمثيل النساء فيها، حيث يتمثل الهدف في الوصول إلى الربع بحلول العام 2025.
وكشف استطلاع عالمي أجرته المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) أن نسبة مشاركة المرأة في مناصب مثل الطيارين ومراقبي الحركة الجوية وفنيي الصيانة ارتفعت إلى 4.9% على المستوى العالمي في العام 2021، فيما ارتفعت نسبة النساء الطيارات في الخدمة إلى 4.0% على المستوى العالمي، مع تسجيل أعلى نسبة زيادة في مناطق آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية/الكاريبي. وجاءت أمريكا الشمالية في المرتبة الأولى عالمياً بنسبة 4.6% من النساء الطيارات، تلتها إفريقيا وأوروبا بنسبة 4.1% و4.0 بالمئة على الترتيب.
- النساء المهندسات
وقد ارتفعت نسبة النساء المهندسات وفنيات صيانة الطائرات إلى 3% على مستوى العالم، مع تسجيل زيادات في كافة المناطق باستثناء الشرق الأوسط وإفريقيا. بينما بقي عدد النساء العاملات كمراقبات للحركة الجوية مستقراً عالمياً عند حوالي 20.6%، مع تسجيل زيادات في مناطق أمريكا اللاتينية/الكاريبي والشرق الأوسط. وبحسب ايكاو، حققت منطقة أمريكا اللاتينية/الكاريبي النسبة الأعلى على صعيد مراقبات الحركة الجوية مع 31.8% وتلتها أوروبا بنسبة 21.4%.
وتعمل 27 ألف امرأة في قطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يمثل 42% من إجمالي القوى العاملة، في حين تشير منظمة العمل الدولية إلى أن لدى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعدل الأدنى لجهة مشاركة المرأة في سوق العمل على مستوى العالم مع 18.4% مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 48%.
وبهدف تعزيز أعداد النساء العاملات في قطاع الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط، سيتم تنظيم مؤتمر وجوائز المرأة في الطيران في الشرق الأوسط يوم 16 مايو الجاري كفعالية مصاحبة لأعمال الدورة الثالثة والعشرين من معرض المطارات، الذي سيقام في قاعة الشيخ سعيد في مركز دبي التجاري العالمي.
وقالت مي إسماعيل، مديرة المعرض في شركة ار اكس غلوبال، الجهة المنظمة لمعرض المطارات: «نحن نساعد على تعزيز الجهود الرامية إلى استقطاب المزيد من النساء إلى مجال الطيران في مناصب مسؤولة، وذلك لتعزيز وتيرة النمو وإضفاء الحيوية على هذه الصناعة.»
ومن المتوقع لهذه الفعالية المتمثلة في الدورة الحادية العشرة للمؤتمر والجوائز، التي يتم تنظيمها من قبل جمعية الإمارات للطيران وفرع الشرق الأوسط لمنظمة المرأة في الطيران والتي يستضيفها معرض المطارات، ألا تستقطب القيادات النسائية الأكثر تأثيراً في صناعة الطيران في المنطقة وحسب، بل أيضاً المنظمات التي تدعم بشكل جماعي مبادرات أعضاء منظمة المرأة في الطيران.
- المهارات الريادية
وقال كولجيت غاتا-أورا، رئيس شركة بوينغ لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا وآسيا الوسطى، حيث تنضوي بوينغ في عداد الجهات الراعية للمؤتمر: «لقد رأينا برامج التواصل المجتمعي لشركة بوينغ عن كثب، والتي تعمل على تنمية المهارات الريادية للنساء في منطقتنا. إن هذه البرامج تسهم في دفع تقدم المرأة إلى المناصب القيادية وتعزز مستقبل المهنيات من النساء، حيث تعمل هذه الجهود التي تركز على مهارات ريادية حاسمة مثل التواصل، والتفاوض، والحنكة الاستراتيجية، على تمكين النساء ودعم التنوع والابتكار والتقدم المستدام.»
وسيتم في مؤتمر «المرأة في الطيران» تقديم ثمانية جوائز للفائزين هي: جائزة القائد المبتكر في مجال المرأة في الطيران، وجائزة قيادة المرأة في الطيران، وجائزة الشركة الأكثر دعماً لفرع منظمة المرأة في الطيران في الشرق الأوسط، وجائزة الشركة الأكثر استدامة في مجال الطيران، وجائزة أفضل مؤسسة تعليمية في مجال الطيران، وجائزة أفضل مؤسسة تدريبية في مجال الطيران، وجائزة المرأة الأكثر تميّزاً في مجال الطيران، وجائزة الإنجاز في مجال المرأة في الطيران.
وقال يوسف الحمادي، رئيس جمعية الإمارات للطيران: «لنا الفخر في جمعية الإمارات للطيران بدعم فرع الشرق الأوسط لمنظمة المرأة في الطيران، وأنا أؤيد تماماً التزامنا بتزويد المحترفين في مجال الطيران بالمهارات الضرورية للنجاح في المستقبل. إن المهمة المتمثلة في تعزيز التعاون ودفع تطور الصناعة بشكل مؤثر تتماشى بشكل عميق مع أهدافنا المشتركة الرامية لإحراز التقدم والتطور. أشجع كل واحد منكم على الانضمام إلينا في مناقشات الطاولات المستديرة المثيرة. معاً، دعونا ننتهز الفرصة لإلهام وتمكين وصياغة مستقبل الطيران. إن مشاركتكم تلعب دوراً أساسياً في تمهيد الطريق نحو فرص ونجاح أكبر للجميع.»
- منظمة المرأة في الطيران
وقالت مرفت سلطان، رئيسة ومؤسسة فرع الشرق الأوسط لمنظمة المرأة في الطيران: «نركز في فرع الشرق الأوسط لمنظمة المرأة في الطيران، على تزويد كافة المحترفين في صناعة الطيران بالمهارات اللازمة للتعامل مع متطلبات المستقبل، حيث تتمثل مهمتنا في تسهيل التعاون لتحقيق تطور مؤثر في الصناعة. وسوف نتمكن من خلال التعاون الفعال من التغلب على العقبات، وبناء الروابط، وخلق بيئة تتبنى التنوع والشمولية، حيث يلعب كل عضو في مجتمع الطيران دوراً حيوياً في تشكيل المستقبل، وسنسعى معاً نحو فرص محسنة ونجاح للجميع.»
ومع انضواء 53% من النساء الإماراتيات في القوى العاملة، فقد تجاوزت نسبة مشاركة النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير المعدل العالمي الحالي البالغ 47.4%. وفي العام 2018، ومقارنةً بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة عدداً أكبر من النساء العاملات بصفة طيار وكابتن ومهندس وميكانيكي طائرات وفني صيانة طائرات ومراقب حركة جوية. ووفقاً للإحصاءات، فإن 13 من أصل 15 دولة تمتلك أدنى معدلات مشاركة للمرأة في سوق العمل كانت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وسوف يتناول مؤتمر المرأة في الطيران مناقشة الجهود التعاونية بين الحكومات والشركات المدنية والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع التصورات العامة في العصر الرقمي وعصر التنقل الجوي الحضري، والتكيف مع المشهد المتغيّر للطيران. وإلى جانب مرفت سلطان، سيتحدث في المؤتمر كل من كولجيت سينغ غاتا-أورا رئيس شركة بوينغ لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، وجين واتسون المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة رينيسانس، وهي مستشارة توظيف واختصاصية بحث في صناعة الطيران، والمهندس سالم الزعابي مهندس طائرات في طيران الاتحاد، والدكتورة مريم قطيط قائدة برامج التسريع والابتكار العالمية في شركة بوينغ، ورولا دروبي المديرة الإقليمية لشؤون الحكومة والصناعة والمشاركة المجتمعية في شركة بوينغ.
ولاحظت اياتا أن العقد الأخير شهد تغييرات جذرية في أماكن العمل عبر منطقة الشرق الأوسط. «وبشكل لم يسبق له مثيل في تاريخها، تحرز المنطقة تقدماً ملحوظاً على صعيد سد الفجوة بين الجنسين، حيث قام عدد متزايد من المنظمات بإضافة التنوع بين الجنسين إلى أجندتها، حيث تقوم العديد من هذه المنظمات بتطبيق ممارسات وسياسات لتحقيق المساواة بين الجنسين بشكل يتناسب مع السياق الثقافي والاجتماعي للمنطقة.»
وفي ظل وجود أكثر من 200 عضو موقّع مع مبادرة إياتا، فإن التغيير يحدث بالفعل في صناعة الطيران المدني، حيث التحقت أكثر من 1,000 امرأة جديدة بالعمل بصفة طيار لدى شركات الطيران التي انضمت إلى المبادرة، وحيث كان هناك أكثر من 1,000 إمرأة جديدة تعمل بصفة طيار ضمن الموقعين على المبادرة خلال الفترة بين العام 2021 والعام 2022، وهو ما يمثل نسبة تزيد عن 25% في عدادهم، و28% في أدوار قيادية. ومع ذلك، لا تزال نسبة المقاعد التي تشغلها النساء في مجالس الإدارة في دول الخليج العربي أقل من 7% مقارنة بنسبة 20% على مستوى العالم.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.