محمود عيسى
ذكرت صحيفة «تشاينا دايلي»، أن الهيئة العامة للاستثمار الكويتية اشترت اسهما في 11 شركة صينية مدرجة على البورصات الصينية، شأنها شأن صناديق ثروات سيادية أخرى في المنطقة استثمرت في الأسواق الصينية، حيث اعتبرت الصحيفة اهتمام الصناديق السيادية المملوكة لدول في الشرق الأوسط بقطاعات مختارة في الاقتصاد الصيني دليلا على الثقة الكبيرة به.
ونسبت الصحيفة إلى خبراء قولهم إن الصناديق السيادية في الشرق الأوسط رفعت استثماراتها في الأسهم الصينية مع تزايد شهية المنطقة للأصول المقومة بالعملة الصينية (الرنمينبي)، وذلك في غمرة تراجع اعتمادها على الدولار الأميركي.
وأضاف الخبراء إن قيام الصناديق السيادية بزيادة استثماراتها على الرغم من حركات التصحيح التي شهدتها الأسواق في الآونة الأخيرة، يشير أيضا إلى الجاذبية القوية للأصول المقومة بعملة (الرنمينبي) بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، خاصة أن الاقتصاد الصيني أظهر علامات استقرار وقد يشهد انتعاشا وشيكا.
وقالت الصحيفة ان جهاز أبوظبي للاستثمار الذي يعتبر مالكا لأكبر الأصول المدارة، بصدد شراء 156.7 مليون سهم في شركة «Shandong Fengxiang Co» المدرجة في هونغ كونغ عبر ذراعه الاستثمارية بسعر 1.51 دولار هونغ كونغ (19 سنتا) للسهم الواحد.
وبعد الصفقة، سيمتلك الجهاز أيضا حصة غير مباشرة تبلغ نحو 9.9% في شركة فينجكسيانج المتخصصة في منتجات الدجاج الصينية، وفقا للإعلان الأخير الصادر عن الشركة، وذلك في وقت أشارت فيه تقارير إعلامية إلى أن شركة مبادلة للاستثمار، المستثمر السيادي في أبوظبي، افتتحت مكتبها في بكين الأسبوع الماضي.
وقد أصبح جهاز أبوظبي للاستثمار مساهما رئيسيا جديدا في 10 شركات مدرجة في الصين، في حين اشترت الهيئة العامة الاستثمار الكويتية أسهما في 11شركة منها، ووفقا للبيانات التي جمعتها شركة الأخبار المالية STCN، فإن صناديق الثروة السيادية تصنف الآن بين أكبر 10 مساهمين مستقلين في 89 شركة مدرجة كما في نهاية يونيو.
وقال رئيس معهد تمويل الابتكار الصيني كالفين فو إن «زيادة الاستثمارات من قبل هذه الصناديق الشرق أوسطية تعكس ثقة دولها في الاقتصاد الصيني، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع اكتساب صناديق الشرق الأوسط فهما أعمق للاقتصاد الصيني والسوق المالية على خلفية التعاون الثنائي المتعمق للصين مع الشرق الأوسط بتوسيع الطاقة الإنتاجية والاستثمار والابتكار».
من جانبه، قال المحلل لدى شركة CITIC Securities يانغ فان إنه من المتوقع أن يتدفق نحو 20 مليار يوان (2.74 مليار دولار) من مستثمري الشرق الأوسط للاستثمار في الأسهم الصينية المدرجة كل عام، مع التركيز على قطاعات مثل التصنيع والمرافق، في وقت تتزايد فيه مدفوعات الصين بالرنمينبي لدول الشرق الأوسط ثمنا لمشترياتها من نفوط هذه الدول.
كما قام بعض المستثمرين الآخرين على المدى الطويل بتعزيز استثماراتهم في الأسهم الصينية المدرجة. وقال الاستراتيجيي في الأسهم الصينية في بنك UBS Securities، منغ لي، إن الصناديق المتداولة في البورصة شهدت زيادة صافية قدرها 99.8 مليار وحدة في أغسطس، مما يشير إلى أن بعض المستثمرين على المدى الطويل قاموا بتسريع إضافة مراكز عبر صناديق الاستثمار المتداولة عندما تتعرض للانخفاض.
وأضافت صحيفة تشاينا دايلي ان هذا قد حدث على الرغم من الانخفاضات الأخيرة في السوق، والتي حفزت بعض تدفقات قصيرة الأجل من رأس المال إلى الخارج عبر التداول المتجه شمالا للأسهم التي تربط بين البورصات في البر الرئيسي الصيني وهونج كونج.
وأضاف منغ لي، بالقول: «على الرغم من أن التدفق المتجه شمالا يمكن أن ينحرف مؤقتا عن خط الاتجاه على المدى القصير بسبب تباطؤ الأنشطة الاقتصادية والاضطرابات الناجمة عن المخاطر الجيوسياسية، إلا أنه على المدى المتوسط، يجب أن يعود التدفق المتجه شمالا إلى خط اتجاه صافي التدفق على المدى الطويل مع استقرار الأنشطة الاقتصادية في الصين وانتعاشها».
وختمت الصحيفة بالقول نقلا عن الخبراء إن الانتعاش الاقتصادي الصيني يعزى إلى عوامل موسمية بالإضافة إلى زيادة إصدارات سندات الحكومة المحلية، مع ارتفاع صافي تمويل السندات من قبل الحكومة بمقدار 871.4 مليار يوان على أساس سنوي ليصل إلى 1.18 تريليون يوان.
وتعززت سوق الأسهم الصينية المدرجة بفضل انتعاش بيانات التمويل، مع ارتفاع مؤشر شانغهاي المركب بنسبة 0.84% عند 3142.78 نقطة يوم الاثنين، بقيادة قطاعات مثل أجهزة الكمبيوتر والأدوية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.