انطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض


  • ولي العهد السعودي يشهد جانباً من جلسات المنتدى إلى جانب رئيس جمهورية كوريا حول التعاون مع الشرق الأوسط

شهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، جانبا من جلسات منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض، حيث كان سموه قد وصل إلى المنتدى برفقة رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، لحضور الجلسة الحوارية الخاصة لرئيس جمهورية كوريا في المنتدى.

وانطلقت فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها السابعة صباح امس بالعاصمة السعودية الرياض، حيث تتناول التحديات العالمية التي يواجهها العالم في مجالات المناخ والاقتصاد والتكنولوجيا، بمشاركة وحضور قادة العالم وكبرى الشركات الصناعية والمستثمرين والمبتكرين وصانعي السياسات.

وتعد مبادرة مستقبل الاستثمار- التي تأتي تحت عنوان «البوصلة الجديدة» – مناسبة مهمة لمناقشة العديد من الموضوعات ومنها تحديات الاقتصاد الكلي التي تواجهها المجتمعات حول العالم، حيث انطلقت في مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بالرياض، بمشاركة ما يقارب 6000 مشارك من أكثر من 90 دولة، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل وخارج المملكة، وتستمر على مدى 3 أيام.

ورحب الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس في بداية المؤتمر بأصحاب السمو والمعالي الحضور والمشاركين في أعمال الدورة الجديدة للمبادرة، مبينا أن مستقبل القيم الإنسانية هو موضوع ذو أهمية عميقة، لاسيما أن العالم يقف على أعتاب عصر جديد.

وقال: «إن العالم اليوم يتطور بوتيرة غير مسبوقة، ومعه تتطور القيم ذاتها التي وجهت مجتمعاتنا لعدة قرون»، مضيفا: إن التحديات التي يواجهها الكوكب فيما يخص التغير المناخي والأزمات الصحية العالمية والصراعات تتطلب روحا جماعية من التعاطف لإيجاد حلول تعود بالنفع على الجميع.

وأضاف ريتشارد آتياس: «من المهم أن يسعى الجميع للإسهام في مجتمعات تحتضن التنوع بجميع أشكاله، مع العمل على الإمكانيات الكاملة للإبداع والابتكار البشري، نحو الوصول إلى الشمولية والتسامح»، مؤكدا أهمية السعي وراء المعرفة والتعليم التي تشكل المستقل في عصر التقدم التكنولوجي السريع، وتعزيز ثقافة تشجع الفضول والتفكير النقدي والسلام.

وبين أنه يجب على العالم العمل بوتيرة متسارعة لاسيما فيما يتعلق بالتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية، مع ضرورة إنشاء أطر أخلاقية قوية تحمي حقوق الإنسان والخصوصية والكرامة، التي ستضمن قيم الشفافية وتسخير هذه التكنولوجيا لصالح الجميع.

وأفاد آتياس بأن مستقبل القيم الإنسانية يحتضن التعاطف والشمول والتسامح والمعرفة والأخلاق والسلام، مشيرا إلى أهمية إدراك المسؤوليات المشتركة في رعاية الكوكب، داعيا الجميع إلى التمسك بهذه القيم كونها البوصلة التي توجه نحو مستقبل أكثر إشراقا وإنصافا واستدامة للجميع للتأثير على البشرية، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار.

من جانبه، أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ياسر الرميان، أن الواقع يعكس أهمية موضوع مبادرة مستقبل الاستثمار، منوها بالتفاعلية لتطوير إستراتيجية جديدة لفهم أكبر التحديات في هذا العصر، وكذلك المستقبل الذي يعتمد على أمل الإنسانية.

وبين أن النسخة السابقة لمبادرة مستقبل الاستثمار ركزت على احتياجات ومتطلبات الأفراد في مختلف التنوعات الديموغرافية، مفيدا بأن النسخة الحالية تتحدث عن مستقبل الاستثمار وأهم أولوياتنا.

وتطرق الرميان إلى الظروف التي يشهدها العالم والجهود التي يبذلها الجميع في تحفيز مستقبل الاستثمار وتحفيز الاقتصاديات والمجتمعات لإيجاد نظام عالمي مستقر ومستدام، مضيفا ان المصارف المركزية وضعت سياسات رصد ومراقبة للحد من التضخم العالمي، والحكومات وشركات القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم تتأقلم مع هذا الواقع الجديد، وأن الشركات لا يمكنها تحمل النفقات والمصاريف نفسها التي تحملتها في الماضي، منوها بأهمية وضع أولويات للشركات تركيز على الابتكار والتقنيات.

ولفت إلى التطورات الهائلة التي تشهدها قطاعات التقنية في فترة وجيزة، وأهم هذه القوى (الذكاء الاصطناعي) الذي قد يزيد الناتج العالمي بنسبة 14% وله القدرة على إيجاد مجتمعات أكثر شمولية ونموذج مستدام للتنمية، مبينا أهمية التعاون الدولي لتقديم التشريعات، وتطوير الصناعات الحيوية مثل الصحة والسياحة والتصنيع والطاقة المتجددة وأمن العامة.

وأفاد بأن الذكاء الاصطناعي يؤثر على التجارة العالمية بطرق متعددة، متوقعا أن 70% من الشركات ستتعامل على الأقل مع نوع واحد من تقنية الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

وقال: العديد سيستفيدون من الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية إذا لم يكن الأمر الآن، وكقادة للأعمال التجارية لابد أن نكون على درجة من العملية، وأيضا مع تنامي الذكاء الاصطناعي يزداد استهلاكنا للطاقة، حيث إن القدرات المحوسبة التي نحتاجها لتعلم الآلات والذكاء الاصطناعي ضخمة وهائلة وفي تزايد مستمر، فعلى سبيل المثال فإن الاستهلاك اليومي للطاقة لدعم برنامج شات جي بي تي تقدر بـ 564 ميغاواط في الساعة وهذا مطابق للطاقة المستهلكة من 26 ألف منزل أميركي في السنة.

وتطرق إلى فائدة استخدام الذكاء الاصطناعي ودوره في تمكين التحول في الطاقة مع موارد متاحة مثل المشاريع التي تقوم بها أرامكو، ومنها دعم التحول في الطاقة مثل تطوير أنواع جديدة من الوقود الذي تسهم في تقليل الانبعاثات في المحركات بأكثر من 70% مقارنة بالوقود التقليدي.

وعبر الرميان عن فخره بأن المملكة تقود حراكا لإيجاد حلول في تقليل الانبعاثات لمواجهة أكبر التحديات في العالم، مشيدا بمتانة الاقتصاد السعودي الذي شهد تناميا بلغ 8.7% في الناتج الإجمالي المحلي في العام 2022 وهو الأعلى بين دول مجموعة العشرين.

وأفاد بأن صندوق الاستثمارات العامة يشهده عهدا جديدا من النمو الاقتصادي والفرص الاقتصادية وفق رؤية السعودية 2030، فقد ركز على 13 قطاعا لتحقيق التعددية وفرص جديدة، وأوجد 90 شركة جديدة في محفظته الاستثمارية، وأكثر من 560 ألف وظيفة، بهدف تحقيق الأثر الإيجابي محليا وعالميا.

وزير النقل السعودي: الشركات الدولية تتسابق للاستثمار في المملكة..ولدينا 21 منطقة لوجيستية عاملة من 59 مستهدفة

أعرب وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، م. صالح الجاسر، عن تفاؤله بمبادرة مستقبل الاستثمار وزيادة استثمار السعودية في التقينات الحديثة، ودور الشباب السعودي ومشاركتهم في تنظيم المبادرة.

وقال إن موانئ المملكة تشهد نهضة كبيرة سواء في الإصلاحات التشريعية أو التوسعات والشراكات مع القطاع الخاص، وحاليا نعمل على إكمال دائرة التقدم عبر التوسع في المناطق اللوجيستية والمناطق الحرة داخل الموانئ.

وأشار إلى توقيع اتفاقية مع شركة الموانئ السعودية العالمية لتنفيذ منطقة لوجيستية على مساحة مليون متر مربع باستثمارات تخلق 13 ألف وظيفة وستجعل ميناء الدمام أكثر كفاءة، وتلك هي المنطقة اللوجيستية رقم 12 في المملكة مع شركات دولية.

وأوضح أن قطاع النقل واللوجيستيات داعم لكل الفعاليات الاقتصادية سواء السياحة أو الصناعة أو التجارة ويسهم في تعزيز جودة الحياة، والاستثمارات في القطاع تؤكد على جاذبية المملكة للاستثمار وتأكيد على أن الإصلاحات في المملكة تحقق المستهدفات لجذب الاستثمارات والشراكات مع القطاع الخاص.

وأكد الجاسر على ان الشركات الدولية تتسابق للاستثمار في المملكة، وبعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للنقل واللوجيستيات قفزت السعودية 17 مركزا في أهم مؤشر عالمي للأداء اللوجستي LIP الذي يصدره البنك الدولي.

وأشار إلى ان المخطط العام للمناطق اللوجيستية في المملكة يمثل خطة واضحة بتنسيق مع الاستراتيجيات الأخرى والتنسيق مع الهيئات والبلديات والوزارات لتحديد 59 منطقة لوجيستية في الموانئ والمطارات والمناطق البرية وتقاطعات الطرق والقطارات، ولدينا حاليا 21 منطقة حاليا لوجيستية عاملة ونسعى لتجاوز الرقم المستهدف في المخطط العام.

الفالح: السعودية تمتلك كل العوامل لجذب المستثمرين

قال وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، إن الاقتصاد العالمي به الكثير من النقاط الصعبة منها ندرة المواد الخام بسبب أزمة سلاسل الإمداد وآثار جائحة كورونا والدول المتأثرة بها وارتفاع معدل التضخم وأزمات الطاقة وبشكل حاد في أوروبا حيث ارتفعت تكلفة الطاقة.

وأضاف أن الوضع في السعودية هو أن التحديات العالمية تقابلها نقاط قوة، حيث لدى المملكة أقل التكاليف على رأس المال، مؤكدا أن المملكة مستقرة سياسيا واقتصاديا وعملتها مرتبطة بالدولار منذ زمن طويل وستستمر، لذلك، فالنظرة الاستثمارية موضوعة للمدى البعيد ولا تذبذب فيها.

وأشار إلى ظاهرة عالمية أخرى هو أن العديد من المستثمرين متعددي الجنسيات يختارون كفاءة رأس المال على زيادة تنمية شركاتهم.

وأوضح أن المستثمرين الدوليين يفضلون وجود مستثمر مشارك من الاقتصاد المحلي وفي السعودية كل هذه الخيارات متاحة، حيث تمتلك مستثمرين ومطورين أقوياء وبنوكا تنموية يمكنها الإقراض بفائدة منخفضة جدا، فيما تستمر أسعار الفائدة في الارتفاع بالعديد من الدول، ولذلك فالفرصة أفضل للمستثمرين في السعودية من مناطق أخرى.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading