التوبة من الذنب من صفات المتقين وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. والتوبة من أعظم ما يطهر به المسلم نفسه من الذنوب، فلا داعي للاعتراف بالذنب من أجل إقامة الحد.
وعودتها للحديث مع هذا الشاب لا يؤثر على توبتها من الزنا، ولكن هذا في ذاته أمر منكر وذنب تجب عليها التوبة منه أيضاً، وعلى كل حال عليها أن تطرد عن نفسها هذه الهواجس ولا تلتفت إلى أي وساوس يريد الشيطان أن يدخل بها عليها الحزن وينكد عليها حياتها، فهو عدو الإنسان يفرحه حزنه، قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {المجادلة: 10}.
قال ابن القيم في كتابه: طريق الهجرتين: والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه؛ وذلك لأن الحزن يضعف القلب، ويوهن العزم، ويضرّ الإرادة، ولا شيء أحبّ إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا {المجادلة:10}، فالحزن مرضٌ من أمراض القلب، يمنعه من نهوضه، وسيره، وتشميره… اهـ. فلتتوكل على ربها عز وجل، ولتتناس ما مضى، وتكثر من ذكر الله وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
وإذا تم زواجها مستوفياً شروط الزواج الصحيح، ومن أهمها: الولي، والشهود، فهو زواج صحيح، ولا يؤثر على صحته حديثها مع ذلك الشاب فترة خطبتها. وليس عليها أن تخبر زوجها بما حدث منها في الماضي، بل لا يجوز لها إخباره بذلك؛ لأن العاصي يجب عليه مع التوبة أن يستر على نفسه، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان؛ عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. ولا حق لزوجها عليها حتى تطلب عفوه في ذلك، فلتستأنف حياتها مع زوجها وتحسن عشرته.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.