إسرائيل تلوث المياه والهواء والزراعات
انتشار الجثث يهدد بانتشار الطاعون والكوليرا والأمراض الفيروسية
ليلى أبوإسماعيل: انهيار المنظومة الصحية فى القطاع يزيد من انتشار الأوبئة والأمراض
مجدى علام: الإسرائيليون لوثوا كل شىء فى غزة.. والشيطان أكثر رحمة من الصهاينة
شريف حتة: الأطفال والحوامل وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة على قائمة الموت فى القطاع
داليا الإتربى: القنابل المحرمة دولياً تهدد بكارثة علي الأراضي الفلسطينية
غزة بكل ما فيها على حافة الموت.. البشر والشجر والمبانى والحجر، حتى المنظومة الصحية نفسها على شك الانهيار، فلا غذاء ولا ماء ولا دواء.
والجثث المكدسة تحت الأنقاض وفى المستشفيات والشوارع تهدد بانتشار أمراض قاتلة فى مقدمتها الطاعون والكوليرا.
وأهالى غزة يشربون مياهاً مالحة وأكثرهم حظاً من يجد مياه صرف صحى، فالعدوان الإسرائيلى الغاشم لم يترك حتى مياهاً صالحة للشرب إلا لوثها واستخدم أسلحة كيميائية وقنابل غاز محرمة دولية بعضها لا يترك من الجسد سوى العظام، إضافة إلى الصواريخ التى تنشر سمومها فى الهواء فتلوث البيئة.
وهكذا يتعرض قطاع غزة بالأراضى الفلسطينية المُحتلة لكارثة إنسانية وصحية وبيئية فى ظل حرب الإبادة الجماعية التى يمارسها جيش الاحتلال الصهيونى، والتى أسفرت عن استشهاد أكثر من 9 آلاف فلسطينى 70% منهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 20 ألف مدنى، بخلاف المئات المفقودين تحت الأنقاض.
الفشل الدولى فى وقف المجازر اليومية التى يرتكبها جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبرالماضى، يهدد بكارثة صحية وبيئية خطيرة للغاية فى ظل تكدس آلاف الجثث تحت الأنقاض وتراكم مخلفات الدمار والأسلحة المحرمة دولياً، فضلاً عن تلوث الماء والهواء واستخدام المواطنين لمصادر مياه غير صالحة للشرب وبقاء الآلاف من النازحين وسط الأماكن المنكوبة بعد قذف منازلهم وعدم وجود أى مكان آمن فى غزة بعد قذف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس.
وأكدت الدكتورة داليا الإتربى، رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى الباطنة التخصصى جامعة المنصورة، أن ما يحدث فى قطاع غزة هو كارثة إنسانية تحمل الكثير من التعدى الغاشم قالت: الاعتداء بوحشية أدى إلى انتشار الجثث فى الشوارع وعدم دفنها، وأيضاً تحللها ما يسبب خطراً كبيراً وانتشاراً واسعاً للأوبئة والأمراض، وأيضاً قد تنتقل الأمراض المعدية إلى القطط والكلاب التى على اتصال مباشر بالجثث فى الشوارع، ما ينقل بعض الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان مثل الطاعون وبعض أنواع بكتيريا السالمونيلا.
وأضافت أن الجثث قد تكون قريبة من مرافق مصادر إمدادات المياه مما يؤدى إلى انتشار وباء الكوليرا وأمراض الإسهال هذا يؤثر أيضاً على كفاءة الأطقم الطبية، كما أن خروج بعض المستشفيات من الخدمة وعجز الكثير غيرها عن تقديم الخدمات الطبية يؤثر سلباً على البيئة والمنظومة الصحية، وأيضاً عدم حصول الأطفال على التطعيمات الدورية، مثل الالتهاب السحائى وشلل الأطفال سيسبب عودة الأمراض التى كانت قد اندثرت بسبب تطوير المنظومة الصحية، وإعادة الأمراض التى كانت قد اختفت، ما يدمر صحه الأطفال وبالتالى المجتمع.
وتابعت: إنقاذ الغزاوية تطبيق المبادئ المكرسة لإدارة الجثث وحماية المدنيين طبقاً للقوانين الشرعية الدولية والاتحاد الدولى لمنظمة الصحة العالمية، وأخيراً أتمنى أن نقف مع إخواننا فى أرض فلسطين لعودة حقهم المسلوب فى أرضهم والحفاظ على حقهم فى الحياة الكريمة والعيش فى أمان ووقف حرب الإبادة التى يتعرض لها أشقاؤنا، مع التأكيد على الحفاظ على الأمن القومى المصرى ودعم القيادة السياسية فى قراراتها بخصوص ما يدور.
وقال الدكتور شريف حتة، استشارى الطب الوقائى والصحة العامة: هناك عدد من المواطنين فى غزة يتركون منازلهم مع قطع المياه والكهرباء عنهم ويجب توفير أماكن آمنة يقيمون بها، بعيداً عن القصف الإسرائيلى، مع توفير المياه والغذاء والدواء، خاصة أدوية الأمراض المزمنة كالسكر وغيره، لكى يتم حمايتهم أولًا، خاصة مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، كما يجب توفير كميات كبيرة من المياه للشرب والنظافة، فالماء أساس الحياة، ويمكن توفير المياه سواء بمد خطوط مياه أو تقديم مساعدات بها كميات مياه كبيرة، وهناك فئات يجب أن تكون لهم الأولوية فى توفير المساعدات، لأنهم أكثر عرضة للأمراض الخطرة كالأطفال والنساء، خاصة الحوامل، وكبار السن وذوى الأمراض المزمنة، لهم الأولويات.
وأوضح أن ما يحدث فى غزة يعرض الأطفال للعديد من الأمراض مثال «التهاب رئوى، والإلتهاب السحائى، والأنفلونزا، والحصبة» وذلك بسبب التكدس، وعدم النظافة والتهوية الجيدة والبيئة غير آمنة صحياً، كما أن الحوامل يحتاجن إلى التغذية والرعاية الجيدة ولكن مع الأوضاع هناك هن عرضة للإصابة أيضاً بأمراض.
وأكد «حتة» أن دور الكوادر الطبية فى وقت الحروب والأزمات، يختلف عن دورهم اليومى العادى، ففى الحروب تكون أولوية العلاج حسب الحالة الصحية للمصاب أو المريض ويمكن ترك شخص يتوفى إذا تأكد الأطباء أن حالته ميئوس منها، وإنقاذ آخر حسب الحالة الصحية للمصاب، وهناك أولويات فى استخدام المستلزمات الطبية والإسعافات الأولية، كما أن كل التخصصات تعمل كممارس عام يعالج كل الحالات، وأى شخص لديه خبرة فى المجال الطبى يساعد ولو قليلاً فى إنقاذ الحالات.
وتابع استشارى الطب الوقائى: إن الأوبئة مع تراكم الجثث وتعفنها تنبعث منها بكتيريا، تتسبب فى انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض، ولذلك يجب توفير ثلاجات، للحفاظ على الوضع الصحى العام حتى لا تنتقل الأمراض عبر الهواء وتصيب الجميع، ولابد من إجراءات تعقيمية للحد من انتشار الأوبئة والفيروسات.
وأكد تقديم المساعدات والأدوية الطبية للأمراض المزمنة سكر وضغط وأدوية الحوامل، والمستلزمات الطبية المطهرات والملابس والغطاء والخيم، وإرسال مستشفيات ميدانية، مع توفير أنابيب أكسجين ومحاليل بقدر كاف، ولابد من توفير أماكن للصرف الصحى لأنه مصدر للأمراض كشلل الأطفال وغيره.
وأشادت الدكتورة ليلى أبوإسماعيل، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب وأستاذ التحاليل الطبية بمركز البحوث، بدور الدولة المصرية وجهودها فى مساندة أشقائنا فى غزة، ففى حركات استباقية تم تجهيز مستشفى ميدانى فى انتظار استقبال المرضى.
وقالت: مصر أولى الدول وأكثرها اهتماماً بالقضية الفلسطينية، والشعب المصرى أيضاً بكل طوائفه يساندهم والشباب يتسابقون للتبرع بالدم، كما أن مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية، وأنا أتواصل معهم دائماً، جميعها تصب فى التحالف الوطنى، وشهدنا العديد من قوافل المساعدات عند معبر رفح.
وأوضحت عضو مجلس النواب أن انهيار المنظومة الصحية وانتشار الجثث مع عدم وجود المطهرات وأدوات التعقيم، يزيد من انتشار الأوبئة والأمراض مثل «الكوليرا، الالتهابات الكبدية، التهاب الفيرس الوبائى، فيروس c» وأمراض أخرى نتيجة تلوث المياه وعدم وجود صرف صحى وعدم التعقيم نحن أمام كارثة، والعدو يتصرف بوحشية، كما أنه يقصف المستشفيات، وهذا مخالف لاتفاقية جنيف التى تمنع ضرب المستشفيات فى الحروب، ولكنهم ركزوا ضرباتهم على المستشفيات، لأن هناك إصراراً على أن تكون الخسائر فادحة، ليس فقط ضربهم للمدنيين ولكن قصفهم للمرضى الذين لا حول لهم ولا قوة، لإحداث الفزع فى قلوب الجميع فى غزة.
وأكدت أن إصرار جيش الاحتلال على ضرب المواطنين الآمنين والمستشفيات هى محاولة منهم للضغط على مصر لتهجير الفلسطين، وبذلك تموت القضية الفلسطينية، وليس ذلك فحسب، بل يخططون للدخول وراءهم فى سيناء، وجميعنا نعلم ذلك، ولكن نحن صامدون ولن نستجيب لمحاولتهم ولن نسمح لهم بذلك، وسيشهد التاريخ على أعمالهم الوحشية.
وأوضحت أنه يجب فتح معبر رفح لدخول المساعدات بشكل أكبر، وعلينا جميعاً التركيز على إرسال المستلزمات الطبية بكميات كبيرة فى قوافل المساعدات، كالمضادات الحيوية لأهميتها فى مكافحة العدوى وما بعد العمليات الجراحية، والمطهرات وأجهزة التعقيم، والبنج لأهميته فى العمليات الجراحية، بعدما شاهدنا عمليات تجرى بدون تخدير نتيجة عدم توفره، وأدوية الإسهال للأطفال ومحاليل الجفاف، لأن الأطفال يصابون بالجفاف نتيجة الميكروبات التى قد تؤدى للموت.
فيما أوضح الدكتور مجدى علام، خبير شئون البيئة، أن كل المعدات الحربية والدبابات والأسلحة والمركبات وجميع الطائرات تحدث تلوث ناتج عن حرق الوقود، ولا توجد حرب بدون تلوث ناتج عن حرق الوقود، وأيضاً قنابل أو رصاص يلوث البيئة، وصناعة الرصاص أيضاً وخروج المقذوف يحدث تلوث يؤثر على البيئة.
وأوضح خبير شئون البيئة، أن هناك حرقاً يحدث منه مخلفات، ولها ثلاثة أنواع، مخلفات من تلوث الهواء وهو الأخطر لأنه يضر الجهاز التنفسى للبشر والكائنات الحية الأخرى، ثم تلوث المياه كما يحدث الآن فى الحرب على غزة، الإسرائليون لوثوا المياه، كى لا يستفيد الفلسطينيون من آبار المياه، وتلوث الأرض المنتجة للغذاء، والتى إذا زاد فيها تلوث الغذاء وبالتالى يؤثر سلباً على جهازى التنفس والهضم، ثم الجهاز الدورى للإنسان، والدم يعتمد على ثلاث أشياء «نقاء الجو والمياه والأرض»، والثلاثة ملوثة بغزة بعد شن الحرب عليها.
واستطرد: مخلفات الحروب أولاً الجثث هل تم رفعها، والتنظيف مكانها ودفنها، إن بقاء هذه الجثث مكانها 24 ساعة، يشكل أضراراً خطيرة على صحة البشر حولها، لأنه حدث لها تعفن ثم تحلل فى الحالتين تزداد نسبة الميكروبات والفيروسات التى تتكاثر عليها، والمخلفات الآدمية ومخلفات الحيوانات تزيد من تلوث التربة لأنها تحمل ميكروبات وفيروسات، وهى المأساة الحالية بغزة، وبالتالى قمة المأساة ما يحدث بغزة لا يحترم الإنسان الإنسان، البشر يدخلون حروب ولكن هناك خط أحمر اسمه احترام آدمية البشر، ونحن نتعامل مع عدو لا يعرف احترام الإنسان، فالشيطان أحن منه على الناس.
وتابع: ما يحدث يمثل مأساة بشرية يشهدها العالم أجمع ويكتفى بالصمت، بل وتتأمر الدول الكبرى التى تتحدث عن حماية حقوق الإنسان، وهم من يدمرون الإنسان، والمأساة أن هذا مستمر لفترات طويلة، وذلك يؤثر على البيئة وعلى القاطنين بها والدول المحيطة.
وأكد أن هذا يحتاج أكثر من تصور لأنه إذا لم يتم الاستجابة لنداء البشرية، فمتى يستجيب العالم الغربى للنداءت الانسانية ويوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة؟
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.