هل الاستثمار بالذهب لايزال ممكنا بعد ارتفاع


يتساءل الكثيرون عما إذا كان من الممكن الدخول حاليا في سوق الذهب والاستثمار في المعدن النفيس، وما إذا كان لايزال من الممكن تحقيق الأرباح، وذلك بعد أن سجل الذهب ارتفاعا صاروخيا وبلغ أعلى مستوى له في التاريخ على الإطلاق قبل أيام.

وارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي قبل أيام بسبب مزيج من الاضطرابات الجيوسياسية والآمال في خفض أسعار الفائدة بالولايات المتحدة، حيث قفز سعر المعدن النفيس إلى 2111.39 دولارا للأونصة قبل أيام قبل أن يتراجع في وقت لاحق.

وقال تقرير نشرته جريدة «ديلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «العربية.نت» إن «أسعار الفائدة في الولايات المتحدة عادة ما تعمل مع الذهب في اتجاهين متعاكسين، لذلك مع ارتفاع الفائدة تنخفض أسعار الذهب والعكس صحيح.. لكن هذا ليس هو الحال دائما، حيث يميل الذهب أيضا إلى الارتفاع خلال الفترات التي تشهد توترات في الجغرافيا السياسية المتقلبة أو عدم اليقين الاقتصادي، كما شهدنا خلال العامين الماضيين».

وغالبا ما ينظر إلى المعدن الثمين على أنه أحد أصول «بوليصة التأمين» التي ستحقق أداء جيدا في أوقات ضغوط السوق. وبحسب تقرير «ديلي ميل» فمن المتوقع أن يكون أداء الذهب متواضعا في بيئة ذات أسعار فائدة مرتفعة، لأنه لا يدفع للمستثمرين دخلا. وهذا يجعل الأمر غير جذاب نسبيا عندما يتوافر عائد جيد من الأصول منخفضة المخاطر مثل السندات والنقد.

ويشير الخبراء والمستثمرون الى أنه مع توقع انخفاض أسعار الفائدة مرة أخرى في عام 2024 فقد أصبح الذهب احتمالا أكثر جاذبية. وفي الوقت نفسه، يعمل ضعف الدولار على خفض تكلفة شراء الذهب بالنسبة للمشترين بالعملات الأخرى. كما يستفيد الذهب من سمعته كملاذ آمن في وقت يتزايد فيه عدم اليقين الجيوسياسي.

وقال جيسون هولاندز، مدير شركة (BestInvest) المتخصصة بالاستثمارات: «يبدو أن الدافع الرئيس وراء الارتفاع الأخير هو التفاؤل المتزايد بأنه على الرغم من احتجاجات محافظي البنوك المركزية بأن أسعار الفائدة يمكن أن تظل أعلى لفترة أطول، فقد بلغت أسعار الفائدة الأميركية الآن ذروتها، والتخفيضات في أسعار الفائدة قادمة خلال العام المقبل». وأضاف هولاندز: «شهدت هذه الموجة من التفاؤل أيضا انخفاض العائدات على السندات الصادرة عن الحكومة الأميركية في الأسابيع الأخيرة وارتفاعا قويا بشكل ملحوظ في الأسهم الأميركية، ما أدى إلى ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9% خلال شهر نوفمبر».

وتقول جريدة «ديلي ميل» إن «الشيء الرئيس الذي يجب ملاحظته هو أن الذهب ليس طريقا مختصرا للثروات، بل هو شكل من أشكال تأمين المحفظة، والذي يجب أن يشكل على الأكثر 5 إلى 10% من إجمالي ممتلكاتك، وفقا للخبراء».

لكن الذهب ظل دائما يحتفظ ببريقه للمستثمرين لعدد من الأسباب، أولها هو الطريقة التي يمكن أن تعمل كمنوع في محفظة متوازنة، حيث إنه يتصرف بشكل مختلف عن كل من السندات والأسهم ويمكن أن يوفر لك رحلة أكثر سلاسة مع مرور الوقت.

وقال ليث خلف، رئيس قسم تحليل الاستثمار في شركة (AJ Bell) للوساطة المالية: «إن قيمة المعدن الثمين تكمن في قدرته على العمل كنوع من التنويع في المحفظة، لأنه يتصرف بشكل مختلف عن الأصول الأخرى، وخاصة الأسهم».

وقال توم ستيفنسون من شركة فيديليتي إنترناشونال: «هناك سبب آخر للاحتفاظ بالذهب وهو استقراره على مدى فترات طويلة. نظرا لكونه مخزنا للقيمة منذ العصور القديمة، فقد يميل الذهب إلى الحفاظ على قيمته الحقيقية المعدلة حسب التضخم بمرور الوقت حتى لو كان من الممكن أن يكون متقلبا للغاية على المدى القصير».

ويميل الذهب أيضا إلى الاحتفاظ بقيمته في أوقات التوتر، وليس من قبيل المصادفة في الأوقات غير المستقرة التي نعيشها اليوم أن تقوم البنوك المركزية في العالم بتخزين الذهب.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading