(أ.ف.ب)
سدد حادث طارئ اقتُلع خلاله جزء من جسم طائرة «بوينغ 737 ماكس 9» بينما كانت تحلّق فوق ساحل الولايات المتحدة الغربي ضربة جديدة للشركة المصنّعة التي عصفت بها صعوبات متكررة. لكن يتوقع أن تكون التداعيات على بوينغ محدودة.
وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، السبت، بمنع 171 طائرة من هذا الطراز من التحليق لإخضاعها لعمليات فحص.
وصدر الأمر بعد حادث الجمعة عندما اضطرت طائرة «بوينغ 737 ماكس 9» تشغّلها شركة «ألاسكا إيرلاينز» للقيام بهبوط اضطراري بعد انفصال جزء من أحد الأبواب خلال رحلة من بورتلاند في ولاية أوريغن إلى أونتاريو في جنوب كاليفورنيا.
وانتشر حول العالم التسجيل المصوّر للحادثة الذي أظهر فجوة في أحد جوانب الطائرة، بينما تدفق الهواء إلى المقصورة وتدلت أقنعة الأكسجين من السقف. لكن أحداً لم يتعرّض لأي إصابة خطِرة.
وبدأ تحقيق للمجلس الوطني لسلامة النقل ولم تتضح بعد طبيعة الخلل الذي وقع في الطائرة التي اقتُلع فيها لوح يستخدم لملء الفراغ في مخرج الطوارئ الواقع في الجزء الأوسط من الطائرات ذات عدد المقاعد الأقل.
العثور على الباب
وأعلنت إدارة الطيران الأمريكية، مساء الأحد، العثور على الباب الذي انفصل الجمعة، في حديقة منزل خاص في مدينة بورتلاند في ولاية أوريغن.
ويشكّل آخر حلقة ضمن سلسلة انتكاسات تعرّضت لها بوينغ، بعد حادثي تحطم طائرتين من طراز «737 ماكس» في أكتوبر/تشرين الأول 2018 ومارس/آذار 2019 تسبّبا بمقتل 346 شخصاً بالمجموع.
وأدى الحادثان المرتبطان ببرمجية ضمن نظام موازنة الطائرة يدعى «نظام تعزيز خصائص المناورة» MCAS إلى منع تحليق جميع طائرات «737 ماكس» لمدة عامين تقريباً.
تعليق عمليات التسليم
لكن بوينغ تواجه صعوبات أخرى أيضاً؛ إذ إنها علّقت عدة مرات على مدى عامين تسليم طائراتها المخصصة للرحلات الطويلة من طراز «787» بسبب عيوب في التصنيع والفحص.
ومؤخراً، جاءت المشاكل من طائرات «737 ماكس». فاكتُشفت في الخريف الماضي عيوب في الحاجز الخلفي للطائرة. وفي كانون الأول/ديسمبر، تم الكشف عن خطر متمثّل بارتخاء البراغي في نظام الملاحة.
حالة «منعزلة»
وأفاد سكوت هاملتون من منصة «ليهام نيوز» المتخصصة بأخبار الطيران بأن «العطل الأخير قد يكون بسبب خلل في تصنيع سدّاد الباب أو البراغي المخصصة لتثبيته أو بسبب مشكلة في مراقبة الجودة».
وقال في إشارة إلى «سبيريت أيروسيستمز»، أهم متعاقد من الباطن مع بوينغ: «إذا كانت بالفعل مسألة مراقبة جودة، سواء لدى سبيريت أو بوينغ، فأعتقد أنها على الأرجح مشكلة مراقبة جودة محدودة».
وأضاف: «أعتقد أنها حالة خلل منعزلة أكثر من كونها مشكلة بنيوية».
ولفت ميشال مرلوزو، المتخصص بالصناعات الجوية لدى شركة AIR الاستشارية: «بالنسبة لي إنها مشكلة منعزلة.. لا أظن على الإطلاق أنه خلل في التصميم».
وأشار إلى أن الدليل على ذلك هو أن إدارة الطيران الفيدرالية أمرت بأن لا تستغرق عمليات الفحص أكثر من أربع إلى ثماني ساعات.
وقال مرلوزو: «يتوقع أن يعود الوضع إلى طبيعته في غضون أسبوع تقريباً».
وأشار إلى أن هذه الحادثة تنبع من مشاكل سلاسل الإمداد والإنتاج التي تؤثر حالياً على قطاع الطيران التجاري، كما لفت إلى تأثير وباء «كوفيد».
التوقف عن التصنيع
وفي ربيع 2020 مثلاً بينما كان وباء «كوفيد» يتفشى وفرض إغلاقاً في معظم أجزاء الولايات المتحدة، توقفت بوينغ عن تصنيع الطائرات مدة شهر تقريباً. ومع تراجع حركة السفر جواً حول العالم، سرّحت بوينغ نحو 30 ألف موظف.
وبينما عادت للتوظيف بشكل كبير في 2022، إلا أن الكثير من أصحاب الخبرة قرروا عدم العودة إلى الشركة.
وقال هاملتون: «لديكم أشخاص جدد الآن تم توظيفهم يتعيّن تدريبهم».
ولفت مرلوزو إلى أن «الخبرة مهمة للغاية في هذا القطاع».
وذكر هاملتون أنه بخلاف بوينغ، لم تغلق منافستها الكبيرة «إيرباص» إلّا لبضعة أيام في 2020، وتجنّبت عمليات التسريح الواسعة.
ولفت مرلوزو إلى أنه لا يتوقع أن يكون للحادثة الأخيرة أي تأثير تجاري بعيد الأمد على بوينغ.
وقال: «على بوينغ التعامل مع الوضع، وتقديم ضمانات في أسرع وقت ممكن للزبائن في ما يتعلق بتصنيع طائراتها حتى لا يشعر الناس بالقلق».
وأوضح هاملتون أن «ماكس 9 هي بالمجمل طائرة للولايات المتحدة»؛ إذ تشغل «ألاسكا إيرلاينز» (65 طائرة)، و«يونايتد» (79 طائرة)، ما يعادل ثلثي أسطولها.
وقال هاملتون: «علاقتهما مع بوينغ عميقة وجيدة جداً»، معتبراً أن حادث الباب، الجمعة، سيؤثر خصوصاً على تعاملات بوينغ مع الهيئات الناظمة في الولايات المتحدة.
وطلبت بوينغ مؤخراً استثناء سلامة في عملية اعتماد طائرات «737 ماكس 7». ويشمل الاستثناء النظام المضاد للجليد في المحرك، والذي تم تحديد عيب فيه.
وذكر هاملتون بأنه إذا ثبت بأن بوينغ مسؤولة عن الحادث الأخير، فسيؤثر الأمر على قرار إدارة الطيران الفيدرالية منحها الاستثناء.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.