خنساء الزبير
تزخر إثيوبيا، الدولة الإفريقية العريقة، بالثقافات الضاربة في القدم، والموروثات التي تثير الإعجاب، وتتجلى فيها الطبيعة بأبهى صورها خاصة منظر شلالات منابع النيل الأزرق «الدخان العظيم»، التي لم ينقطع خريرها عبر العصور.أما عاصمتها أديس أبابا، والتي تم إنشاؤها في القرن التاسع عشر، تبدو وكأنها مدخل إلى عالم مختلف، فبوابة العاصمة تقع على حافة عالم قديم متصوف، وتمثل إثيوبيا المصغرة، التي تجمع تجربة جميع أنحاء البلاد لتذوق الطعام الإثيوبي، كما أن بها بعض المتاحف وأماكن الإقامة الرائعة، وهي رابع أكبر مدينة في القارة الإفريقية.
وهناك الكثير من المدن والمناطق الأخرى في إثيوبيا، التي تمنح فرصة مشاهدة المناظر الطبيعية والحيوانات، التي تتنقل بكامل حريتها، بالإضافة لبعض السكان الذين ما زالوا يتمسكون ببعض العادات الموروثة.
محمية بابيل
لم يبق في إثيوبيا سوى حوالي 1000 فيل، ويعيش القطيع الأكبر منها في محمية بابيل للفيلة، التي تضم ما يقرب من 400 فيل.
وتقع المحمية على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من هرر، وتُعد أيضاً موطناً للغزلان والأسود والفهود والنمور وأعداد كبيرة من الطيور الغريبة، والكثير يرغبون في الانضمام لرحلات السفاري، التي تنطلق يومياً سيراً على الأقدام.
وتتنوع المناظر الطبيعية هناك، حيث تتحول مع حركة السير من نتوءات صخرية إلى مناظر طبيعية جميلة مليئة بالأشجار.
شلالات النيل الأزرق.
نهر النيل هو الأطول في إفريقيا، ويتكون من رافدين رئيسيين هما النيل الأبيض والنيل الأزرق، وينبع الأخير في إثيوبيا، وتوجد على طول مساره شلالات تنافس شلالات نياغرا، ومعروفة محلياً باسم «تيس أباي» أو «الدخان العظيم»، تقع على بعد حوالي 90 دقيقة من منطقة «بحر دار»، وتتساقط في منظر يحبس الأنفاس، ويبلغ ارتفاعها حوالي 45 متراً، خلال موسم الأمطار.
وفي اتجاه مجرى النهر من الشلالات، يوجد أول جسر حجري في إثيوبيا، تم بناؤه في القرن السابع عشر.
وادي أومو
زيارة هذه المنطقة تمنح نظرة فريدة مذهلة إلى شعب إثيوبيا القبلي، فعلى غرار قبيلة الماساي في كينيا، لم تتأثر القرى الواقعة أسفل وادي أومو بالعالم الخارجي، وما زالت تحافظ على عاداتها المتوارثة منذ عهود قديمة.
وهناك قرية داساناش، حيث تعيش فيها قبيلة «مورسي»، التي تتسم بعادات قمة في الغرابة خاصة فيما يتعلق بالتجميل والاحتفالات.
والمنطقة في حد ذاتها عبارة عن سافانا جميلة مفتوحة تؤدي إلى الغابات في التلال، ويمكن عيش تجربة رحلة سفاري إفريقية أثناء التواجد فيها.
أكسوم
أكسوم هي أرض غارقة في الفولكلور، وتحيط بها العديد من الحكايات والأساطير، كما أنها واحدة من أقدم المدن في إفريقيا كلها.
ومن المعالم التاريخية هناك جدران مجمع كنيسة القديسة مريم صهيون ومسلات أكسوميت القديمة.
وعلى الرغم من التاريخ المذهل لهذه المنطقة، فإنها غير ذائعة الصيت وسط السياح، ربما لصغر مساحتها.
ولاستكشاف الآثار في جميع أنحاء المدينة، يوصى بزيارة الأديرة الواقعة على قمة الجبل، والنزول تحت الأرض لمشاهدة مقابر إمبراطورية أكسوميت.
ومن المهم مشاهدة «ماي شوم»، وهو خزان كبير محفور في الصخر تعتقد القبائل المحلية أنه كان حماماً للملكة قديماً.
المدينة القديمة
تعد مدينة هرر القديمة المسورة (المعروفة باسم جوغال)، مكاناً مذهلاً يستحق الاستكشاف.
والأسوار السميكة التي يبلغ ارتفاعها 5 أمتار، وتمتد لمسافة 3.5 كيلومتر حول المدينة، تم تشييدها في القرن السادس عشر كرد فعل دفاعي على الهجرات شمال الأورومو، ولم يحدث تطور يذكر خارجها حتى أوائل القرن العشرين.
وهناك ستة أبواب: خمس بوابات أصلية تعود إلى القرن السادس عشر وبوابة هرر الملائمة للسيارات، والمعروفة أيضاً باسم بوابة الدوق نسبة إلى رأس ماكونين، دوق هرر الأول، الذي أضافها في عام 1889.
وما يبث الحياة في هذه المعالم، رغم ضيق الطرقات، هو المجتمع الذي لا يزال يعيش داخل أسوار المدينة والنساء المعروفات بملابسهن الملونة، والحدادين الذين يتصببون عرقاً وما زالوا يعملون على النيران المكشوفة، وهناك أيضاً عدد من المزارات المخصصة للزعماء الدينيين المحليين.
منتزه جبال سيمين الوطني
منتزه مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهو واحد من أجمل سلاسل الجبال في إفريقيا. وتوفر هذه الهضبة الضخمة، المليئة بالأخاديد والقمم، رحلات صعبة ولكنها مثيرة للغاية على طول التلال، التي تصل إلى السهول البعيدة بالأسفل. ولن يقتصر الأمر على المناظر الطبيعية والارتفاع، بل هناك أيضاً إثارة التواجد بين مجموعة من قرود الجيلادا أو مشاهدة تنافس الوعل الرائع على حواف الصخور.
ويُعد تنظيم الرحلات في مقر المتنزه في ديبارك أمراً في غاية البساطة، ولكن قد يستغرق ما يصل إلى ساعتين.
أبونا ياماتا جوه
كنيسة غريبة بعض الشيء، فعلى الرغم من أنها أقل إثارة للإعجاب من الناحية المعمارية من معظم الكنائس الأخرى حول العالم، فإنها تقع بشكل مذهل داخل منحدر صخري في منتصف طريق أعلى قمة صخرية شديدة الانحدار على بعد 4 كم غرب ميجاب.
وتمثل أول 45 دقيقة من التسلق تحدياً بسيطاً، أما الدقيقتان الأخيرتان، فتتطلبان أعصاباً فولاذية للقيام بالمشي الأخير على الحافة غير المستقرة على ارتفاع 200 متر.
وحتى لو لم يتمكن الزائر من قطع الطريق بالكامل، فلا يزال الأمر يستحق الوصول إلى حيث تبدأ الحافة، فالمناظر من الغرفة مذهلة، وتوجد في الداخل لوحات جدارية جميلة ومحفوظة بشكل جيد تزين قبتين، بينما توجد حولها عظام الرهبان من المقابر المفتوحة.
متحف الإثنولوجي
يقع متحف الإثنولوجي، أو متحف علم الأعراق، داخل قصر الإمبراطور السابق، هيلا سيلاسي، وتحيط به الحدائق الجميلة ونوافير الحرم الجامعي الرئيسي للجامعة.
وحتى لمن لا تستهويهم المتاحف، فإن هذا المتحف يستحق بعضاً من الوقت، فهو بسهولة أحد أرقى المتاحف في إفريقيا، حيث يعرض النطاق الكامل لتاريخ إثيوبيا الثقافي والاجتماعي عبر طابقين.
وفي الطابق الأول يتم عرض المصنوعات اليدوية الرائعة من شعوب إثيوبيا بشكل مميز، وبدلاً من اتباع التصميم الثابت والجغرافي النموذجي، الذي تندرج فيه معظم المتاحف، فإن هذه المعروضات تعتمد على دورة الحياة، أولاً تأتي الطفولة مع الولادة والألعاب و«طقوس العبور» والحكايات التقليدية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.