بلغت الأموال غير المنفقة والمسجلة في دفاتر الصناديق الاستثمارية الجريئة في وادي السيليكون في أميركا 311 مليار دولار، ويرجع السبب في ذلك إلى تراجع الاستثمارات وحالة الحذر التي سادت منظومة الاستثمار الجريء عالميا العام الماضي.
ويطلق على هذه الأموال غير المنفقة مصطلح Powder Money الذي يشير إلى الأموال التي التزم بها «الشركاء المحدودون»، أي المستثمرون الأفراد والمؤسساتيون وغيرهم، لصناديق رأس المال الجريء لتمويل الشركات الناشئة ولم يقوموا بتسليمها فعليا بعد.
هؤلاء الشركاء عادة ما يحصدون الأرباح بعد أن يتم التخارج من الشركات الناشئة إما عبر الإدراج أو الاستحواذ.
ووفقا لـ PitchBook، فقد حصد الشركاء المحدودون 21 مليار دولار في 2023، مقابل 147 مليار دولار عام 2021، عندما كانت تقييمات الشركات الناشئة في أوجها، وهو ما يشكل انخفاضا بأكثر من 85%.
ويرى الخبراء أن الصناديق الاستثمارية إن لم تستفد من فترة ما بعد الفقاعة وتوظف الأموال بشكل صحيح فإن «الشركاء المحدودين» سيوجهون أموالهم إلى مكان آخر، خصوصا أن الكثير من الصناديق تتقاضى رسوما إدارية من الشركاء مقابل توظيف الأموال المستثمرة والتي لم يتم توظيفها أصلا.
وعلى سبيل المثال تنازل صندوق «سيكويا كابيتال» مؤخرا عن الرسوم في بعض صناديقها إرضاء للمستثمرين، لتفادي غضب الشركاء الحاليين، وبالتالي إحجام أي شركاء في المستقبل عن ضخ المزيد من الأموال.
باتت أمام المستثمرين عدة خيارات منها إطلاق الصناديق الاستثمارية أدوات استثمارية جديدة تعرف باسم الصناديق المستمرة
continuation funds تجمع أموالا جديدة من مجموعة جديدة من المستثمرين أو الشركاء وتطلق عليه الصندوق B لشراء المحفظة الحالية من الصندوق A وبهذه الطريقة، يتم إعادة الأموال إلى الشركاء وسيتمكن المستثمرون الجدد من امتلاك محفظة جديدة.
فيما يطالب بعض المستثمرين في «سيليكون فالي» أن تقلص الصناديق الاستثمارية من حجمها وتعيد الأموال إلى الشركاء.
يرى رئيس المشاريع والاستثمار في شركة مبادلة للاستثمار إبراهيم عجمي، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» أن ما يحدث الآن هو فرصة «لترتيب الفوضى»، في إشارة إلى ضخ أموال طائلة في «سيليكون فالي» في شركات لم يكن أداؤها قويا فترة الوباء، وليس لديها مسار واضح للربحية.
وفقا لـ PitchBook، تضاعفت حالات انهيار الشركات الناشئة خلال العام الماضي، ومنها شركة Hopin التي توفر منصات الفيديو عبر الإنترنت بعد أن وصل تقييمها إلى نحو 7.8 مليارات دولار، وأغلقت الشركة أبوابها وباعت أعمالها مقابل 15 مليون دولار.
أيضا انهارت شركة Convoy وهي شركة حجز شحن رقمية من بين مستثمريها بيل غيتس وجيف بيزوس بعد أن فشلت الشركة في العثور على مشتر وسط «ركود في قطاع الشحن العام الماضي»، كانت قد وصل تقييمها إلى 3 مليارات دولار.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.