محمود عيسى
قال تقرير صادر عن شركة «تكنافيو» للأبحاث والدراسات، إن مؤسسة البترول الكويتية تعتبر من الأطراف المهمة والمؤثرة على صعيد سوق تكرير النفط العالمي، وذلك إلى جانب العديد من الشركات الأخرى بالمنطقة والعالم.
ولفت التقرير إلى أن سوق تكرير النفط العالمي يعاني من التشرذم في ضوء وجود العديد من المشاركين العالميين والإقليميين، إلا أن عددا قليلا من هذه الشركات البارزة تعرض تكرير النفط في السوق بالإضافة إلى مؤسسة البترول الكويتية منها على سبيل المثال لا الحصر شركة بترول أبوظبي الوطنية، وشركة الإسكندرية للبترول، وشركة بهارات بتروليوم المحدودة، وبي بي، وشيفرون كورب، وشركة الصين للبتروكيماويات، وإكسون، ولوك اويل، وشل وغازبروم وغيرها.
وتوقع التقرير أن يسجل سوق تكرير النفط العالمي نموا بمعدل سنوي مركب قدره 1.42% ارتفاعا من 121.92 مليار دولار خلال الفترة بين 2022 و 2027.
وقد تضمن التقرير تغطية خاصة للحرب الروسية- الأوكرانية وتداعياتها على سوق تكرير النفط، كما استعرض التضخم العالمي وتناول بالتحليل كيفية التعافي من وباء كورونا وما احدثت تداعيات الفيروس من اضطرابات على سلاسل التوريد والتوترات التجارية العالمية، ومخاطر الركود الاقتصادي العالمي.
كما استعرض القدرة التنافسية العالمية لكبار اللاعبين في السوق ومواقع المنافسين الرئيسيين، وتواجد هؤلاء في السوق عبر بصمات جغرافية متعددة.
وقسمت شركة «تكنافيو» تقرير سوق تكرير النفط العالمي بناء على المنتج الذي يمثل المشتقات والنواتج المكررة والمقطرة الخفيفة، ونواتج التقطير المتوسطة، وزيت الوقود، وغيرها، وبناء على نوع الوقود مثل (البنزين، والكيروسين، وغاز البترول المسال وغيرها).
وقال التقرير إنه من المتوقع أن يشهد قطاع نواتج التقطير الخفيفة نموا ملحوظا خلال فترة الدراسة، مشيرا الى ان العامل الرئيسي الذي يدفع نمو هذا القطاع هو زيادة الطلب على البنزين في قطاع النقل، لاسيما ان هذا المنتج يصنف ضمن فئة المقطرات البترولية الخفيفة ويستخدم على نطاق واسع في محركات السيارات.
ولاحظ التقرير ان عملية تكرير النفط الخام الخفيف أسهل مقارنة بأنواع النفط الأثقل والتي تحتوي على حول العالم إلى زيادة الطلب على البنزين، وبالتالي فمن المتوقع أن تدفع هذه العوامل نمو القطاع خلال فترة التنبؤ.
وينقسم سوق تكرير النفط العالمي حسب المناطق الجغرافية إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأوروبا وأميركا الشمالية وآسيا والباسيفيك، وأميركا الجنوبية. يقدم التقرير رؤى قابلة للتنفيذ ويقدر مساهمة جميع المناطق في نمو سوق تكرير النفط العالمي.
ومن المقدر أن تسهم منطقة آسيا والباسيفيك بنسبة 31% في نمو السوق العالمية خلال فترة التوقعات. كما أن أميركا الشمالية التي تضم الولايات المتحدة وكندا من المساهمين الرئيسيين في نمو السوق في المنطقة.
ويعد الطلب المتزايد على الوقود المكرر عاملا رئيسيا يدفع نمو السوق خلال فترة التنبؤ. وتقود قطاعات النقل وتوليد الطاقة نمو الانتاج لهذه المنتجات البترولية المكررة كالبنزين والبنزين وغيرهما. وتعتبر الصين والهند من المساهمين الرئيسيين في السوق بسبب تزايد تعداد السكان من الطبقة المتوسطة الذين يقبلون على شراء السيارات.
ويعتبر اعتماد المصافي الصغيرة اتجاها رئيسيا في نمو السوق، حيث تتميز بالفعالية من حيث التكلفة والمرونة، وبالتالي فان المصافي الصغيرة اصبحت خيارا شائعا بين الاقتصادات النامية مثل ماليزيا والفلبين. وعلاوة على ذلك، فان اللوائح البيئية والمخاوف المتعلقة بأمن الطاقة كانت من العوامل التي اجتذبت أنماط الاستثمار المختلفة التي أدت إلى نمو السوق.
واستخلص التقرير ان عمليات صيانة مصافي النفط ذات طبيعة مكلفة من الناحية المالية فضلا عن استهلاكها للوقت، وهي عوامل تمثل جانبا من التحديات الكبيرة التي تكبح جماح نمو السوق، حيث تشكل مصاريف الصيانة أكبر بنود تكلفة تشغيل المصافي. وعلاوة على ذلك، ينفق المشغلون على المصافي ما بين 40 و70 مليون دولار سنويا وهو ما يمثل عبئا ماليا عليهم.
وهو الأمر الذي دفع العديد من المشغلين للتوجه لتقليص إجراءات الصيانة المتكررة والتي تستغرق وقتا طويلا، ناهيك عن أن فترات التوقف لأغراض اجراء الصيانة والتي تستمر لبعض الوقت تؤثر سلبا على توليد الإيرادات للمشغلين. وبالتالي، من المتوقع أن تكون تكاليف الصيانة المرتفعة المحرك الرئيسي لنمو السوق خلال فترة التنبؤ.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.