جريمة في شهر العسل.. مأساة مقتل عروس بعد أيام من زفافها



قيل أيام من الآن عمت الفرحة وتعالت أصوات الزغاريد وضجت المزامير والأغاني داخل أحد قاعات الأفراح في القاهرة ، حيث حفل زفاف أحد العروسين ، الفرحة والبهجة مرسومة على وجوه الأهل والمعازيم فرحة بزواجهما، مر الوقت بسرعة الجميع يلتقط الصور التذكارية مع قرب انتهاء مراسم ليلة الزفاف، أمسك العريس بيد عروسته لتوديع الموجودين بالقاعة، واستقلا سيارتهما وغادرا إلى عش الزوجية .

انطلاق العروسان لمسكنهما الكائن في  منطقة المطرية ، صحابتهما زفة شعبية بالزغاريد وعدد من سيارات الأقارب والمحبين في مشهد مليء بأجواء السعادة التي عمت الشوارع ، حتى وصلا العروسان إلى شقتهما في أحد الأحياء الشعبية بمنطقة المطرية شرق القاهرة ، كلاهما كاد أن يطير من الفرحة، غير مصدقين أن القدر جمع حبهما تحت سقف واحد.. يتبادلان مشاعر الحب والود في لاحظات سعيدة لطالما انتظرها على أحر من الجمر حتى تحققت.. كل منهما يِعد الأخر بالإخلاص والوفاء، الزوج يعد زوجته بتقديم ما في وسعه ليسعدها وهكذا الزوجة ..

ما هي إلا أيام قليلة لتتحول أجواء الفرحة إلى مشهد عكسى تمامًا، لم يكن يضعه الثنائى فى الحسبان أو يتخيل أحدهما أن نهاية حياته ستكون على يد أحد منهما ، تحول الفرح لمأتم، وانقلبت الأفراح إلى أحزان، الزوج قتل عروسته  وتركها غارقة في بركة من الدماء التي لطخت أركان مسكن الزوجية ، لم تلحق  العروس الضحية أن تهنئ بالديكورات والأثاث الجديد الذي كثيرًا ما بذلت مجهود كبيرًا في انتقائه وشرائه حتى يكون مناسبًا لعش زوجيتهما، ولكن يا فرحة ما تمت، سالت دمائها وملئت جنبات المكان بطعنات الغدر على يد محببوها.

في مشهد مأساوي بشع أستيقظ الأهالي الجيران على كارثة ،حيث تم العثور على جثة العروس الضحية في العقد الثالث من عمرها مقتولة داخل شقتها ، الجميع كاد عقله أن يطير عقله من هول وبشاعة المشهد !!  إنها العروس التى كانت بالأمس ترقص وتضحك فرحة بزفافها، الآن ملقاة جثة داخل شقتها قتيلة !؟ كيف حدث ومن قتلها ؟؟تحولت أصوات الزغاريد إلى صراخ وعويل ،وسيارة إسعاف وتواجد أمنى لحل لغز الجريمة الأكثر بشاعة .

بلاغ للأجهزة الأمنية بالواقعة الآليمة، انتقلت قوة أمنية من مباحث قسم شرطة المطرية برئاسة المقدم أحمد يحي رئيس المباحث، لمسرح الواقعة بإجراء الفحص، تم العثور على جثمان فتاة في العقد الثالث من العمر بها إصابات في الرأس ترتدي كامل ملابسها.

بإخطار اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، كلف بتشكيل فريق بحث وسرعة كشف ملابسات الجريمة، وتبين من التحريات ان الفتاة المجني عليها  تزوجت قبل أيام قليلة، كما تبين اختفاء الزوج ، والذي كان أول الخيوط المشتبه فيها، وبالفحص تمكنت أجهزة الأمن من تحديد مكان اختبائه لدى أقاربه في محافظة سوهاج ، وتم التوصل إليه حيث استطاعت مأمورية أمنية من ضبطه.

ألقى القبض على العريس المتهم بقتل عروسه، بينما نُقلت الجثة للمستشفى، لفحصها والكشف عليها، وأجرت النيابة العامة معاينتها لمسرح الجريمة وناظرت جثمان الضحية، وكلفت مصلحة الطب الشرعى بالتشريح وإعداد تقرير لبيان سبب الوفاة.

نقلت الجثة إلى ثلاجة الموتى والتصريح بتسليم جثمان الضحية لاسرتها وذويها لدفنها عقب استيفاء كافة الإجراءات القانونية اللازمة،  
وباستكمال تحريات فريق البحث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجها، بعد أيام من زواجهما، وأنه تعدى عليها بالضرب حتى لقيت لفظت أنفاسها الأخيرة ،  وبعد الانتهاء من جريمته فر هاربًا إلى أسرته في إحدى قرى سوهاج.

بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية بمدريتي أمن القاهرة وسوهاج، تم ضبط القاتل واقتياده إلى قسم شرطة المطرية ، واعترف بارتكاب الواقعة بعد حدوث مشادة كلامية بينهما وسقطت من بين يديه جثة هامدة.

فارقت العروس المسكينة الحياة قبل أن تهنئ بحياتها الزوجية التي انتهت قبل أن تبدء ،قُتلت الضحية على يد من أحببته وظنت أنه سيكون لها عونًا وسنداً فى الحياة يحميها ويصونها، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ، وتم إيداع القاتل خلف قضبان السجن لينال جزاء ما اقترفته يده .. يصرخ ويبكى نادمًا على قتل محبوبته وشريكة حياته … ولكن لن ينفع الندم بعد فوات الآوان.




اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading