هادي العنزي
تزخر الرياضة الكويتية بالعديد من النجوم في مختلف الألعاب، الذين صالوا وجالوا وبرزوا بشكل لافت، ومن هؤلاء النجوم من يرتبطون بصلة قرابة وجمعتهم لعبة واحدة وملعب واحد، أو أكثر من لعبة.
ومن هؤلاء البطل العالمي والأولمبي عبدالله الطرقي الرشيدي، ونجله طلال اللذان يشكلان علامة بارزة في عالم الرماية العالمية، فالبطل الذي احتكر بطولات العالم، وتوج بذهبها لسبعة مواسم، 3 منها متتالية، في إنجاز فريد في عالم «البنادق والرصاص»، لم يكن يشغله وهو في ذروة عطائه وعنفوانه، كيفية تطوير قدراته الفنية، أو المحافظة على زخم الإنجازات وترادفها، أو التحضير للمشاركات الدولية المجدولة فقط، بل كان هناك جزء كبير من تركيزه على رام آخر، هو ابنه طلال، وكيف له أن يشغل به وهو «فلذة كبده، وعينه التي يرى العالم من خلالها»؟!
الطرقي حامل الميدالية البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، كان حريصا على أن يتغلغل عشق الرماية، و«دخان فشقها» في أعماق ابنه، فهو يرى أن الموهبة وحدها ليست كافية لصنع بطل عالمي، فالأمر بحاجة إلى تدريب مستمر، وشغف يرتقي إلى العشق، وهكذا فعل «أبوطلال».. روى «عشق الرماية» في قلب طلال منذ نعومة أظفاره، وما ان اشتد عود الفتى، حتى أخذه بيمينه إلى مدرسة الرماية عام 2008، ليبدأ المشوار، تعليما، فصقلا، فتطويرا، فاستمرارية ترفض التوقف.
عبدالله الطرقي الذي سجل أول انتصاراته الدولية في بطولة شيبا الدولية للرماية باليابان عام 1995 في رماية «سكيت»، لم يشأ لابنه أن يطابق خطواته في مسيرته الرياضية، فوجهه إلى رماية «تراب».
ويقول طلال بهذا الشأن: «سألت الأب، والقدوة، والرمز الكبير في قلبي – عسى الله يطول بعمره – عن عدم اتجاهي لرماية «سكيت»، فكان رده، «لا أريد أن نتنافس على مركز واحد مستقبلا في مركز واحد»، ويضيف «الطرقي الصغير»، بالفعل حدث ما كان يتوقعه الوالد، في بطولة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر – طيب الله ثراه – الدولية للرماية توجنا بالمركزين الأول في رماية «سكيت» و«تراب» معا، فكانت لحظة لا تنسى.
ويستذكر طلال الطرقي أيام الصبا عندما كان يأخذه والده لـ «القنص» وميادين الرماية، ليكسر رهبة «البندقية»، والتعامل معها، ويزرع في قلبه الصغير حينها «عشقا أراد له أن يمتد إلى سنين مديدة»، ولا يزال يحفظ تحذيراته وإرشاداته عن ظهر قلب.. «إياك والسهر يا طلال، اهتم بتدريباتك اليومية، واحفظ نفسك، وانظر دائما إلى الأمام».
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.