بين السطور
احتفلت مصر هذا الأسبوع بأنبل ذكرى وهى يوم الشهيد، فهو رمز الاعتزاز والفخر بأطهر دماء سالت على أرض الوطن فخضبته دفاعًا عن تراب مصرنا الحبيبة، فليس هناك اغلى عندنا من تراب الوطن، فحين يشعر المصريون بغدر العدو يهبون جميعا للدفاع عن وطنهم ويقف ابناء الجيش المصرى البواسل والذين هم ابناء هذا الوطن مدافعين عن الأرض والعرض، ويقدمون أرواحهم فداء للوطن، وتفخر الأسر المصرية بأن ابناءها من الشهداء رغم آلام الفراق، وتظل الاجيال تتوارث فخرا اسم شهيدهم أو شهدائهم الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الوطن، فبعد انتصار حرب أكتوبر أعلنت مصر أن يوم 9 مارس من كل عام، هو يوم الشهيد وأصبح احتفالا سنويا، تخليدا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصرى عبدالمنعم رياض، حيث يواكب ذلك اليوم ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الذى استشهد خلال زيارته للخطوط الأمامية على جبهة القتال فى مارس عام 1969، أثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، حيث أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى المستشفى، وكان ذلك فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف حيث كان يتابع بنفسه، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه مشيعين جثمانه بالحزن العميق، بإجلال واحترام لأحد رجالات الجيش الباسل، إنه الفريق عبدالمنعم رياض الذى يعد أحد أشهر العسكريين فى النصف الاخير من القرن العشرين الذى ظل حتى رحيله نموذجا للقيادة، حيث لقب بالجنرال الذهبى أو الراهب، لأنه لم يتزوج وظل راهبا على الجبهة، واكتفى فقط بالارتباط بالأرض المصرية حتى يتم تحريرها، وكان يعطى كل وقته لعمله ولوطنه. كان محبًا للعلم والمعرفة، ولد فى 22 أكتوبر 1919 بقرية سبرباى بمدينة طنطا، وكان طفلا ذكيا يحب الاستطلاع والاكتشاف، التحق بكلية الطب وبعد عامين فضل الالتحاق بالكلية الحربية وكان يعرف الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية. وكان يعرف أرض الفيروز أكثر مما يعرفها البدو فيها وكان يبدأ عمله بدراسة مستفيضة لسيناء وشارك فى العديد من العمليات ومنها رأس العش وتدمير إيلات ووضع خطة الحرب جرانيت.
لقد جاء الاحتفال بهذا اليوم لنتذكر رجالا ضحوا بأرواحهم كى يعيش الوطن بعزة وكرامة، حتى أصبح الـ9 من مارس يوما تاريخيا محفورا فى الوجدان الوطنى لتحيا مصر وجيشها يوم الشهيد تخليدا لاستشهاد الجنرال عبدالمنعم رياض الذى ظل حتى رحيله نموذجا للقيادة. وقامت مصر بوضع تمثال له فى أحد أكبر ميادين القاهرة، وأطلقت اسمه عليه وهو الميدان المعروف الآن باسمه بمنطقة وسط البلد والمجاور لميدان التحرير.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.