ما زالت مصر تواصل الجهود الشاقة والمضنية لوقف الحرب الإسرائيلية البشعة التى اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى كتابة هذه السطور. ومن المؤسف أن هذه الحرب خلفت وراءها الكثير من المصائب والمآسى والكوارث، فقد راح ضحيتها ما يزيد على واحد وثلاثين ألف شهيد وثلاثة وسبعين ألف مصاب، بالإضافة إلى المعاناة الشديدة الواقعة حالياً داخل قطاع غزة، والمجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية تقف متفرجة على ما يحدث أو تطلق تصريحات جوفاء عقيمة لا فائدة منها على الإطلاق، بل وصلت الجريمة بالإدارة الأمريكية أن تصر على مواصلة دعم إسرائيل عسكرياً بأسلحة محرمة دولياً.
أليس ما يفعله المجتمع الدولى وأمريكا يحتاج إلى أن تكون الأمة العربية على قلب رجل واحد وتستخدم ما تملكه من أسلحة لوقف وتعطيل المصالح الأمريكية رداً على كل مواقفها المخزية فى ظل ما يحدث للشعب الفلسطينى الأعزل الذى يواجه الأمرين حالياً.
الحقيقة أن مصر تكاد تكون هى الدولة الوحيدة التى تحمل على كاهلها عبء القضية الفلسطينية، ليس الآن فقط ولكن منذ تشكيل العصابات الصهيونية التى كانت تحارب مع بريطانيا، وعينها على فلسطين، ومروراً بوعد بلفور الذى مكّن الصهاينة من فلسطين، وحتى إقامة الدولة العبرية عام 1948. فالدور المصرى لم ينته أو يضعف تجاه الأشقاء العرب جميعاً وعلى رأسهم الفلسطينيون، فمصر لديها إصرار شديد على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تفعيلاً لحل الدولتين وتنفيذاً للشرعية والمواثيق الدولية، وهذا الموقف المصرى لم ولن يتغير أبداً، فهذه عقيدة مصر، ولا يمكن أبداً أن تتخلى عن القضية الفلسطينية كما يشيع أهل الشر وعلى رأسهم الاحتلال الصهيونى الذى ينسج الشائعات والأكاذيب فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. والمعروف أن أكثر من ثمانين فى المائة من المساعدات الإنسانية مصدرها مصر، والباقى من كل دول العالم، وبالتالى تكون مصر عند موقفها الداعم لفلسطين وليس كما يروج أهل الشر والاحتلال الصهيونى.
وكل التصريحات الصادرة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة المصرية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية وحتى الآن تؤكد على حتمية وقف إطلاق النار فى غزة وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية، وضمان عدم تعرض الاحتلال الصهيونى لها أو استخدامها فى ارتكاب مجازر ضد الجوعى. وما زالت مصر تحذر شديد التحذير من شن عملية عسكرية برية فى رفح الفلسطينية، لأن هذا يشعل المنطقة ويؤثر تأثيراً سلبياً ليس فقط على دول المنطقة وإنما على الإقليم بأسره ودول العالم أجمع. ولذلك فإن الموقف المصرى ثابت ولا يمكن أن يتغير، وهو ما أعلنته أمس مصر وإسبانيا بالتحذير من أى عمليات عسكرية فى رفح ورفض كل إجراءات تصفية القضية الفلسطينية خارج أرضهم.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.