“قصة شهيد” كان يشم رائحة الشهادة فكتب وصيته.. أسد سيناء البطل سعيد حمدي




تمر الأيام وتمضى السنين وتبقى ذكراهم خالدة خلود الدهر لا تندثر باندثار أجسادهم التي وراه الثرى، فما قدموه من تضحية وفداء دون مقابل أو نظير تجاه هذا الوطن الغالي، يوجب علينا تقديرا وإجلالا لهم أن نحفظ هذه السيرة العطرة التي تركوها لنا لنورثها للأجيال القادمة لتكون درسا لا ينسى في الحفاظ على الوطن من المتربصين به من أهل الشر


“وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله”، هكذا قال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات واصفا أبطال هذه الأمة العظيمة، ونحن مع كل مناسبة سواء دينية أو اجتماعية، نتذكر فيها دائما أبطالنا الأبرار الذى ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم الزكية ثمنا لأمن مصر وشعبها، ونستعرض خلال شهر رمضان المبارك قصص هؤلاء الأبطال الشهداء، حتى تظل ذكراهم خالدة وشاهدة على ما قدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات لا تقدر بثمن من أجل رفعة الوطن واستقراره.


قصتنا اليوم مع الشهيد البطل سعيد حمدي سعيد الذى لقب بــ”أسد سيناء” لشجاعته وبسالته وإقدامه منقطع النظير في الدفاع والزود بروحه فداء لتراب وطنه، والذى كان دائم التفكير في الشهادة لدرجة أنه كتب وصية بخط يده قبل استشهاده، وكأنه كان يعلم أن هذا اليوم قادم، وجاء نص الوصية كالأتى ” ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، إلى أعزائى وأصدقائى وأهلى، أنا لم أمت، أنا اخترت الرحيل كى أعيش حيا فى تاريخ وطنى مصر، أنا حى فى تاريخ شهداء مصر وفى تاريخ العطاء والتضحية للوطن، أنا حى واسمى مخلد فى ذاكرة من ضحوا بحياتهم فدائا لمصر”.


من جانبها تقول والدة الشهيد، أن أخر لقاء جمع بينها وبين نجلها كان في المقابر أثناء وفاة والدتها جدة الشهيد، مضيفة أنه هو من قام بإنهاء جميع أوراق وتصاريح الدفن، موضحة أنه في ذلك اليوم ظل يذهب ويعود إليهم أمام المقابر وكأنه كان يشعر أنها ستكون هذه المرة الأخيرة التي سيرى فيها أسرته، لافتة إلى أنها انتابها دهشة من فعل الشهيد يومها، مشيرة إلى أنها شعرت في هذا الوقت أن أبنها شهيد قبل استشهاده بأيام.


بينما قال والد الشهيد، إنه علم بحبر استشهاد أبنه أثناء قيامه بأداء صلاة الظهر، حيث أنه أثناء كان ساجدا على الأرض رأى جثمان أبنه داخل النعش، مضيفا أنه فوجئ وقتها باتصال هاتفي من قبل صديق ابنه النقيب جورج، لافتا إلى أنه سأله على الفور قبل أن يخبره بخبر استشهاد ابنه قائلا “سعيد أستشهد يا جورج “.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading