يستحب في شهر شعبان كثرة الصيام كي يهيئ الإنسان نفسه لصيام شهر رمضان، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، فقد روى الإمامان الترمذي والنسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما
قُلتُ: يا رسول الله، لمْ أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم مِنْ شعْبان. قال: ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان، وهو شهْرٌ تُرْفَع فيه الأعْمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أنْ يرْفعَ عملي وأنا صائمٌ”.
ليلة النصف من شعبان
تعد ليلة النصف من شعبان أحد أكثر الأيام التي يستحب فيها إكثار العبادة؛ لأنها ليلة تستجاب فيها الدعوات، وفيها تم تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى البيت الحرام إكرامًا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث كان هذا الحدث أمنية لدى الرسول وكان يقلب وجهه في السماء يرجو أن يجعل الله أمنيته حقيقة، فمن الله عليه بتحقيقها في شهر شعبان.
وليلة النصف من شعبان لها منزلة كبيرة، وقال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم:
يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن
اسماء ليلة النصف من شعبان
يطلق على ليلة النصف من شعبان عدة أسماء منها ليلة البراءة أو الغفران أو القدر، حيث يكثُر فيها الخير والرزق، ويغفر الله فيها الذنوب لعباده التائبين. فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعٌ رأسه إلى السماء، فقال: (يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله!)، فقلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلبٍ، وهو اسم قبيلة”.
فضل ليلة النصف من شعبان
إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا، ألا كذا..؟ حتى يطلع الفجر”
من فضل شهر شعبان أنه ترفع فيه الأعمال، والمقصود بالأعمال هي أعمال السنة كاملة، لذلك يجب على المسلم في هذا الشهر الاجتهاد حتى تكون خاتمة أعماله حسنة، لأن حسن الخواتيم من الأمور التي على المسلم الإلحاح في طلبها من الله عز وجل، ففي الأدعية المأثورة (اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقائك).
ويقول العلماء إن الحكمة من كثرة الصيام في شعبان أن الأعمال تُرفع فيه إلى الله عز وجل، حيث إن أعمال الليل ترفع بعد صلاة الفجر وأعمال النهار ترفع بعد صلاة العصر، وأعمال الأسبوع ترفع يومي الاثنين والخميس، وأعمال السنة ترفع في شعبان.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.