علقَّ خبراء سياسيون، على ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني ومحور صلاح الدين أو مايسمى بمحور “فيلادلفيا” داخل قطاع غزة رغم التحذيرات المصرية، مؤكدين أن ما تقوم به إسرائيل تصعيد خطير يُهدد أمن المنطقة الإقليمي، ويُعد خرق لاتفاقية السلام “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل.
بث الذُعر في المقاومة الفلسطينية
وفي هذا السياق، قال اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، إن ما يحدث حاليًا من اجتياح الجيش الإسرائيلي لمعبر رفح الفلسطينية، يهدف في الأساس إلى بث الذُعر في المقاومة الفلسطينية وحركة حماس وتخويفهم، أما بالنسبة للداخل الإسرائيلي فما يحدث يتمثل في حفظ ماء الوجه وردًا لاعتبارهم عما حدث في عملية طوفان الأقصى بتاريخ 7 أكتوبر من الناحية الاستخباراتية والمعلوماتية وأجهزة الإنذار.
وأوضح “الغباشي” في تصريح خاص لـ “الفجر”، قائلًا: كذلك ما حدث من جيش الاحتلال من ممارسات في مراحل مختلفة خلال الـ 7 أشهر الماضية، مؤكدًا أن إسرائيل لم تقوم بالاقتحام الكامل لمعبر رفح وما حدث ليس أكثر من بث الخوف والذعر للمقاومة وإجبارهم على تحسين الموقف التفاوضي فيما يتم من مفاوضات في القاهرة برعاية أمريكية ووساطة مصرية وقطرية.
لم يقترب من الحدود المصرية
وأشار اللواء محمد الغباشي، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول رفع سقف مطالبه والسقف التفاوضي لهم، في محاولة منهم للضغط الشعبي العربي والفلسطيني لتحقيق أفضل نتائج للجانب الإسرائيلي في هذه المرحلة، مؤكدًا أن الاقتحام الكامل كما حدث في شمال ووسط قطاع غزة أمر مُستبعد لما سوف يتسبب فيه من خسائر شديدة لجيش الاحتلال.
وتابع قائلًا: الجيش الإسرائيلي حتى الآن لم يقترب من الحدود المصرية، ولكن ما فعله هي إجراءات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن مصر لن تسمح باختراق الحدود المصرية، مستطردًا: جيش الاحتلال الإسرائيلي سُيفكر ألف مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة لأنه يعلم أن غضب الدولة المصرية والجيش المصري سيكون له تداعيات شديدة عليهم في حال حدوث أي اختراق أو تهديد للأمن القومي المصري.
محاولات نتنياهو لإطالة أمد الحرب
وفي السياق ذاته، أوضح اللواء رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، محافظ الإسكندرية الأسبق، إن ما يحدث في رفح الفلسطينية من جانب الاحتلال الإسرائيلي هي محاولات من قِبل رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” لإطالة أمد الحرب، ويسعى جاهدًا لعدم إنهاء أزمة قطاع غزة وإجهاض أي محاولات تقوم بها دول الجوار حتى المنطقة المَعنية بالأمن الإقليمي، وعلى رأسها مصر في الوصول إلى تسوية لحل الأزمة أو التوصل إلى هدن مؤقتة في محاولة لوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة.
وأوضح “فرحات” في تصريح خاص لـ “الفجر”، أن المبادرة التي قامت بها مصر ووافقت عليها حركة حماس دفعت “نتنياهو” إلى محاولة التعجيل بالقيام بالعملية البرية في رفح الفلسطينية، لافتًا إلى أنها عملية برية لا ترقى إلى أي مستوى وليس بها أي تخطيط عسكري أو أي نوع من الشكل العسكري الذي يُبرر القيام بها مثل القضاء على البؤر العسكرية أو المناطق الموجود بها قادة المقاومة الفلسطينية “حماس” داخل قطاع غزه.
وأضاف، العملية البرية دخلت إلى شرق رفح ومحور صلاح الدين أو مايسمى بمحور “فيلادلفيا”، ودفعت بالأشقاء الفلسطينيين إلى العودة إلى منطقة “خانيونس”، رغم وأن سبق وقام جيش الاحتلال بالقيام بعملية عسكرية بها للقضاء على الحماس ولم تجدهم، مؤكدًا أن ما يفعله جيش الاحتلال هو محاولات لإجهاض المبادرة الجاري التفاوض عليها والتي تقوم بها مصر حاليًا، ويحضرها وفود من جانب قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، وحركة حماس لمحاولة الوصول إلى هدنة مؤقتة ثم هدنة مستدامة يقوم على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واستكمل أستاذ العلوم السياسية، أن اجتياح محور صلاح الدين هو عمل بالقدر الأول يُهدد أمن المنطقة الإقليمي، وأول الدول المضارة به هو أولى دول الجوار “مصر”، وبالتالي هو عمل لديه مبرر لدى مصر للتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن بموجب القانون الدولي، بصرف النظر عن وجود اتفاقية “كامب ديفيد”.
خرق بنود اتفاقية كامب ديفيد
وأردف، أما بالنسبة لاتفاقية “كامب ديفيد” والملاحق الموجودة بها فهذا الاجتياح بالطبع به نوع من الخرق لبنود الاتفاقية، ولكن إسرائيل أعلنت أنه توغل مؤقت وسيتم العودة منه سريعًا في محاولة منها لتدارك رد الفعل المصري الذي صدر مباشرةً بمجرد ظهور الآليات الإسرائيلية داخل محور فيلادلفيا، وقامت مصر بالتنديد بهذا التحرك، ووجهت إنذار شديد اللهجة الجانب الإسرائيلي.
وأكد اللواء رضا فرحات، أن إسرائيل لن تتمادى في هذا الأمر، لأنها ليست لديها القدرة على إجهاض اتفاقية السلام مع مصر، ولكن من ناحية القانون الدولي فإن مصر لديها مُبرر للتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، حيث أن اتفاقية كامب ديفيد ترعاها المنظمات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن.
انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا
واختتم قائلًا، اتفاقية كامب ديفيد كانت أمريكا هيا الضامن لها وموقعه على الاتفاقية كضامن رئيسي لتنفيذ بنودها، وبالتالي فإن الممارسات الإسرائيلية تضع الولايات المتحدة الأمريكية في موقف حرج، لذا في اعتقادي أن إسرائيل ستنسحب عاجلًا من محور فيلادلفيا ولن تتمادى في موقفها لما يؤديه من تصعيد خطير.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.