كلام فى الهوا
التحليل السياسى أصبح فى عالمنا المعاصر للأسف الشديد مهنة من لا مهنة له، فهناك فرق بين التحليل السياسى الذى يعتمد على تنوير العقل من خلال خبراء يستطيعون تحليل الأحداث بناءً على قواعد موضوعية وقوانين إنسانية، لذلك يحتاج المحلل السياسى الحصول على الدراسات والإطلاع على العديد من الأحداث المماثلة فى الماضى والنتائج المترتبة على تلك الأحداث.
إنه لا يقول إنطباع شخصى عن الحدث ولكنه إنما يستشرق مستقبل من خلال فهم الواقع وقدرة على الحصول على المعلومات المتاحة من مصادر موثوق بها أو قريبة من صُناع القرار، حتى فى هذه الحالة فإن المحلل السياسى لا يصل إلى مرحلة الحزم فيما يقول على المدى الطويل، إنما يقترب من النتائج فقط ، ولكن ما نراه الأن من المحللين الذين ينتشرون على الشاشات فى كافة المجالات يتعاملون مع الأمر بنظرة سطحية من غير قواعد أو قوانين يُقاس عليها الحدث الذى يتناولونه، الأمر الذى يفقد المنطق فى كلامهم، ونُلاحظ أن معظمهم ناقلين رأى ليس إلا!! فهذا يُمثل جهة ما رسمية أو غير رسمية طُلب منه أن يظهر أمامنا ويُبلغنا بعض المعلومات التى فى الغالب غير دقيقة لغرض لا يعلمه إلا الجهة التى تستخدم هذا المحلل، ولأنه «كله عند العرب صابون» كما يقول المثل الذى يُضرب للجاهل الذى لا يُفرق بين شيء وأخر، وكله بالماء يذوب ويجرى إلى المجارى .
لم نقصد أحد!!
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.