باريس.. وجهة عطلات الصيف الحالمة بعبق التاريخ



إعداد: خنساء الزبير

تتنوع المزارات السياحية في العاصمة الفرنسية، باريس، ما بين هندسة معمارية يعود تاريخها لمئات السنين، ومشاهد فنية ديناميكية وتركيبة سكانية متعددة الثقافات، تزيد من وهج الإبداع في المدينة. في هذه المدينة التي احتفظت بمكانتها كوجهة سياحية رائدة في العالم، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن «يورومونيتور إنترناشيونال»، وما سبق يبرر هذه الريادة.

وما يجذب المزيد من السياح للمدينة أشياء توفرها أجواء باريس؛ كتناول الطعام في مكان على ضفة نهر السين، أو شراء هدايا من الأسواق المتجولة في ضواحي العاصمة، وغير ذلك الكثير..

  • كروز على نهر السين

تتعدد المطاعم العائمة على نهر السين، بحيث يحار الزائر في الاختيار والمفاضلة بينها؛ ويشرف عليها طهاة حائزون «نجمة ميشلان».

ويتضمن أحدها عدداً قليلاً من الطاولات ويتسم بالفخامة، حيث تضفي ألواح ال «ماهوجني» والسجاد السميك وأقمشة «بيير فراي» الفخمة على المساحة الأجواء المنزلية.

ويغادر القارب عند غروب الشمس، ويمكن للضيوف الاستمتاع بمشاهدة المعالم الأكثر سحراً في باريس، من كاتدرائية نوتردام إلى برج إيفل المضاء بمئات الأضواء الصغيرة، أثناء تناولهم للطعام. ويمكن الصعود على سطح السفينة وهو أفضل مكان لمشاهدة تألق برج إيفل على مدار الساعة.

ويوصى بالحجز مقدماً قدر الإمكان، خاصة عند التخطيط لتناول وجبة العشاء، ويجب الوصول قبل وقت كافٍ، لأن الرحلات البحرية لا تنتظر.

  • نزهة أمام نوتردام

تعد كاتدرائية نوتردام من المزارات السياحية الرئيسية في جميع الكتيبات الإرشادية، لذلك أصبحت ضحية للسياحة المفرطة.

ورغم أن التصميمات الداخلية جميلة إلا أن الزحام، ربما يأخذ الكثير من الوقت قبل الدخول إليها ورؤيتها، ومن لا يرغب في الوقوف في طابور للزيارة فيمكنه رؤية المبنى من منظور مختلف.

فمن الخارج يمكن رؤية الهيكل الشبكي الخشبي للكاتدرائية المعروف باسم «الغابة»، لأنه تم تصنيعه باستخدام أشجار البلوط. وقبل أن يتم تدمير السقف في حريق 2019، كان يشكل أحد أقدم الهياكل في باريس وتجري إعادة بنائه ببطء.

والتماثيل الستة عشر، والتي كانت مائلة من على سطح الكاتدرائية، وتنظر بشكل مخيف إلى الأسفل من الأعلى، تم إنقاذها من النار، وسيتم استبدالها في الوقت المناسب للألعاب الأولمبية.

  • تحضير الكروسان على أصوله

يشكل الكروسان عنصراً أساسياً في الوجبات اليومية في فرنسا، ويعتقد الكثيرون أن تحضيره يتم بسهولة.

تقول إحدى السائحات إنها بعد حضور دروس صنع الكروسان في مدرسة الطبخ «لا كوزين باريس» الواقعة على ضفاف نهر السين، إنها تعلمت أن صنعه يستغرق عدة أيام. فالمخبوزات هذه تتكون مما لا يقل عن 81 طبقة من المعجنات والزبدة، التي يتم عجنها بكل إتقان، ولفها معاً بدقة وضفرها قبل أن تصبح جاهزة لإدخالها الفرن. وكانت تلك مجرد واحدة من العديد من الحقائق المثيرة للاهتمام، التي تعلمتها من حضور الفصل الدراسي، مما يجعلها طريقة جديدة للتعرف إلى الطعام والثقافة الفرنسية.

ولأن فصول تعليم الطهي تحظى بشعبية كبيرة يفضل حجز موعد مسبقاً.

  • مشاهدة الفنون العصرية

عندما تزدحم المزارات السياحية الشهيرة في باريس، كالمتاحف وغيرها، يمكن استبدالها ببعض المعارض الفنية، التي تتنقل عبر المدينة، بدءاً من ماريه الأنيق إلى بيلفيل البوهيمي، والتي تتيح التعرف إلى الكثير من المواهب الحديثة الناشئة في المشهد الفني؛ ودون الحاجة إلى الوقوف في طابور.

ومن لا يعرف من أين يبدأ، يمكنه التواصل مع مرشد فني ليأخذه في جولة مصممة خصيصاً باللغة الفرنسية أو غيرها.

ويمكن أيضاً تضمين محطات توقف ممتعة مثل تناول وجبة الغداء في أحد الأماكن الحديثة المفضلة.

  • زيارة أكبر متحف على الأرض

بالتأكيد أنه متحف اللوفر، وأحد الأسباب وراء أنه أكبر متاحف العالم كبر حجمه، فقد كان متحف اللوفر في السابق قصراً ملكياً لم يكن يضم سوى نابليون، وظل شاهداً على التاريخ منذ قرون؛ منذ تأسيسه في عام 1793.

وتبلغ مساحة منطقة العرض نحو 73000 متر مربع، و403 غرف، و14.5 كيلومتر من الممرات، ويتم عرض 33000 عمل فني من نحو 500000 عمل فني يحتفظ بها المتحف، يمتد تاريخها لعدة آلاف من السنين وتمثل القارات، من الأمريكتين إلى آسيا، مع كون الجناح المصري هو المفضل.

وللزوار الذين ليسوا من محبي أجواء المتاحف، يمكنهم التعرف إلى حجم متحف اللوفر وأهميته وجماله، من خلال المشي على طول الجزء الخارجي بالكامل من شارع ريفولي إلى ساحاته الداخلية.

والمتحف مفتوح حتى الساعة 9 مساءً يومي الأربعاء والجمعة، عندما يكون أقل ازدحاماً. وكغيره من العديد من المتاحف في باريس يتم إغلاقه يوم الثلاثاء.

  • رحلة عبر الزمن إلى البوهيمية

مونمارتر هي قرية ذات جذور فنية بوهيمية توجد على أعلى تلة في باريس، وتتوجها كنيسة القلب المقدس البيضاء اللامعة، والتي افتتحت في عام 1910. وهي واحدة من آخر القرى التي انضمت إلى أحياء باريس، وقد احتفظت بجو قريتها مع الممرات الضيقة، التي تنحدر أسفل التلال وتصطف على جانبيها المنازل الحجرية والمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية.

وفي السابق كانت مكاناً للفنانين بما في ذلك بابلو بيكاسو، الذي كان يختبئ في لو باتو لافوار؛ وهو مكان إقامة للفنانين نادراً ما يفتح أبوابه للزوار حتى يومنا هذا.

وكانت القرية تنتشر فيها طواحين الهواء، التي كانت تطحن الدقيق ولم يتبق اليوم سوى طاحونة هوائية واحدة عاملة، وهي طاحونة بلوت فين، والتي لا يمكن للجمهور الوصول إليها.

ويمكن ركوب قطار بروموترين أو مونمارترين، الذي ينقل الزوار حول مونمارتر إلى المواقع الرئيسية. وتستغرق الرحلة نحو ساعة ذهاباً وإياباً.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading