ليوم الجمعة فضلُ كثيرٌ ونفيسٌ عند الله؛ فقد اختصه على بقية أيام الأسبوع وميّزه بعبادات وخصائص لربما لا يضاهيها أيُّ يومٍ آخر من أيام السنة سوى أيام رمضان والعشر المباركة من ذي الحجة.
الدعاء يوم الجمعة وساعة الاستجابة
وردت أحاديث كثيرة بأن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه. ولكن اختلف العلماء في تعيين تلك الساعة بسبب اختلاف الروايات الواردة في تعيينها.
فبعضها يقول إنّ تلك الساعة هي ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن يقضي الصلاة، كما في صحيح مسلم وغيره. وفي بعضها أنها بعد العصر دون تقييد، وفي بعضها أنها آخر ساعة منه قبل الغروب، كما ورد في أحاديث عديدة.
وكثيرٌ من أهل من أهل العلم مَن يرى أن ساعة الاستجابة قد أخفيت في يوم الجمعة كما أخفيت ليلة القدر في رمضان، ولعل الحكمة من ذلك أن يكون العبد مثابرًا على الدعاء في اليوم كله فيعظم بذلك الأجر.
فتحرّوا ساعة الاستجابة، وادعوا بصحيح الدعاء الوارد عن رسول الله، وغيره من الأدعية التي فيها نفعٌ لكم ولأمة الإسلام، ولا تنسوا إخواننا المستضعفين في العالم من دعائكم بالفرَج العاجل.
وتذكروا أنّ يوم الجمعة هوَ يومٌ للتنافس على صالح الأعمال، واغتنام ساعات نهاره بالذكر والدعاء والصلاة على رسول – ﷺ -، وأنّ يومَ الجمعة خيرةُ اللهِ من أيَّام الأسبوع، وشهرُ رمضانَ هو خِيرةُ الله من شهور السنة، وها هما البِشارتان تهلَّان على المسلمين في آنٍ واحد، فابتغوا بركاتهما وفضائلهما.
نسأل الله أن يجعَل لنا في هذا اليوم دعوةً لا تُرَد، وأن يفتح لنا بابًا في الجنّةِ لا يُسَد، وأن يحشرنا في زمرةِ سيدنا محمد ﷺ.
فضائل يوم الجمعة
- * خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا). رواه مسلم
- * خيرُ صلاةٍ يصليها المسلم
- عن ابن عمر قال: قال الرسول ﷺ: (أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة). صححه الألباني
- * تكفّر فيه السيئات وتُرفع فيه الدرجات
- قال رسول الله ﷺ: “الجمعة إلى الجمعة كفارةٌ لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، وتكفيرٌ للسيئات وكسبٌ للحسنات، ورفعٌ للدرجات بكل خطوةٍ يخطوها العبد إلى صلاة الجمعة”.
- * فيه ساعةٌ يُستجاب فيها الدعاء
- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ ذكر يوم الجمعة، فقال: «فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا، إلا أعطاه إياه». وأشار بيده يقللها. متفق عليه.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.