إقامة ولائم، وسباق الخيول، فيما يعرف عند أهل الصعيد بالمرماح، ولعبة العصا، جميعها احتفالات يطغي عليها الطابع الصعيدي في مولد السلطان عبد الجليل، بمدينة إسنا بجنوب محافظة الأقصر، والذي يعود نسبه إلى الإمام على بن ابي طالب وزوجته السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله.
والسلطان عبد الجليل ولد عام 1488م بمحافظة بلقاس بدولة المغرب، فنشأ نشأة دينية، ثم غادر مع أسرته إلى الإسكندرية عام 852 ه وبعدها توجه إلى الصالحية بمحافظة البحيرة ومكث بها مدة، حتى توفي والده، ثم بعد ذلك توجه إلى مدينة إسنا في الأقصر، وكان وقتها معه الكثير من العرب الذين أقاموا معه بمدينة إسنا حتى توفاه الله فى 1573 م عن عمرا يناهز الـ 58 عامًا.
وذُكر أن السلطان عبد الجليل عندما استقر بحاجر النمسا في مدينة إسنا، أنشأ مجموعة معمارية أثرية متكاملة، ضمت مسجد ومقام، وضريح وإيوان ملاصق للمسجد، ومكان لذبح النذور، وخلوة للعبادة، وفناء كبير بالإضافة إلى جبانته، حتى أنه فى عام 2009م صدر قرار من الآثار رقم 528 بضم المنطقة لهيئة الآثار.
أحد أحفاد السلطان، ويدعى بكر قال إن الاحتفال بمولد جده يمتد لحوالي ثلاثمائة عام، كطقوس متوارثه، إذ تستغرق الاحتفالات عدة أيام، وتقام الاحتفالات على شكل حلقات ذكر ومدائح نبوية، وفي يوم يخصص لسباق الخيول “مرماح” ويوم آخر تذبح فيه الذبائح لإقامة الموائد وإطعام كل المريدين الذين يأتون إلى النمسا من كافة محافظات الصعيد، كما تقام حلبات التحطيب والتي يتبارز فيها لاعبو العصا على انغام المزمار البلدي.
الأجواء الاحتفالية التي تشهدها قرية النمسا كل عام مزامنة لمولد السلطان عبد الجليل، تجذب كافة أهل القرى المجاورة كذلك لمشاركة أهل النمسا الاحتفال بمولد السلطان عبد الجليل، وسط أجواء من المودة والفرحة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.