على الرغم من أن تفاصيل الحبكة المليئة بالأساطير لفيلم «The Nun II» تتدفق بسرعة كبيرة لدرجة لا تمنح الفيلم الثقل الذي كان يمكن أن يحصل عليه، لكنه على المستوى العميق ملـــيء بالإبداع، ويؤدي نقل الأحداث إلى مدرسة داخلية مليئــة بالأطفــال الخائفين إلى رفع مستوى المخاطر، مع عدم الشعور بأن أي شخصية فيه بمأمن كامل.
تنجح تايسا فارميغا وجوناس بلوكيه في جعل «آيرين» و«فرينشي» شخصيتين ترتقيان لمستوى «آل وارن»، ويحافظ المخرج مايكل تشافيز على هذا الجوهر في محور التركيز حتى أثناء تعزيزهم لسمعة «فالاك» الكبيرة بأنها أسوأ راهبة في العالم.
وبالنسبة لعشاق الرعب الذين يحبون المنزل المسكون الذي بناه «جيمس وان» في كون «Conjuringverse»، فقد كان هذا كافيا لإبقاء الأجزاء الفرعية والتكملات المختلفة بالسلسلة مميزة وسهلة، لهذا السبب فإن «The Nun II» ممتع، فهو يحافظ على العناصر الناجحة من الجزء الأول «The Nun»، ويضع شخصياته الرئيسية المحبوبة عبر سلسلة من العذابات والمصاعب الإبداعية التي تكون بمنزلة تذكير بأنه مع دخول السلسلة عامها العاشر الا ان كون «Conjuringverse» ما زال يحتوي على الكثير من المخاوف المتبقية.
يميز «The Nun II» نفسه عن أجزاء «Annabelle» الفرعية والتي يتمحور كل منها حول عائلة مختلفة، وبدلا من ذلك يعيد الأخت آيرين (تايسا فارميغا) وفرينشي (جوناس بلوكيه) لجولة أخرى مع الراهبة الشيطانية «فالاك»، ويؤتي هذا القرار ثماره إلى حد كبير، حيث كان الانسجام الرائع بين «إيرين» و«فرينشي» والاحترام النهائي لبعضهما البعض أحد أفضل العناصر في الفيلم، لكن من المخيب للآمال بعض الشيء أن يتم فصلهما في معظم المشاهد، فبعد سلسلة من حالات الموت العنيفة في الكنائس الكاثوليكية في جميع أنحاء أوروبا، يتم إرسال الأخت «آيرين» للتحقيق بالأمر، (قد تتذكرون أن «فالاك» استقلت رحلة خارج دير سانت كارتا مختبئة في روح «فرينشي»)، لذا حاولوا تحليل ما يحدث هنا، بالطبع لا تعرف «آيرين» كل ذلك، ومن هنا يأتي الانعزال.
أصبحت الأخت «ايرين» أكثر ثقة وثباتا في إيمانها هذه المرة، وتقدم فارميغا أداء حساسا وقويا في هذا الدور، وتجسد الشعور بالخوف بشكل مقنع على الشاشة وهو أمر ليس سهلا، ويتم الكشف عن ماضي «آيرين» المؤلم الذي وضعها في طريقها إلى الكنيسة عبر لقطات «فلاش باك» متناثرة طوال الوقت، ويكتسب قتالها ضد «فالاك» معنى جديدا في هذا السياق، لكن الطرق التي يدخل بها ماضي عائلتها إلى الإضافات الجديدة لأساطير «Conjuring»، وإلى قلب الحبكة الأساسية لـ «The Nun II»، يتم المرور عليها بسرعة كبيرة.
يحصل «فرينشي» على وظيفة في مدرسة داخلية للفتيات كبستاني محترف ويصبح مقربا من المعلمة هناك كيت (آنا بوبلويل) وابنتها صوفي (كاتلين روز داوني)، لكن عاطفته المتزايدة تجاه «كيت» و«صوفي» تثير التوتر حقا بمجرد تعرضهما للخطر بسبب هجمات «فالاك»، وهذا يمتد إلى بقية الطلاب في وقت لاحق عندما ترفع الراهبة الشيطانية الحرارة.
بدلا من «فرينشي»، فإن «آيرين» تجد نفسها مسؤولة عن مبتدئة، هي الأخت ديبرا (ستورم ريد)، المراهقة السمراء التي أرسلتها عائلتها بعيدا عن الجحيم العنصري في ميسيسيبي بخمسينيات القرن الماضي من أجل حياة أكثر أمانا في الكنيسة، وتضفي «ريد» طابعا شخصيا مميزا بارزا على الأخت «ديبرا»، وتشارك لحظة آكشن مميزة مع فارميغا بمشهد طرد الأرواح الشريرة.
في حين أن دير سانت كارتا في الجزء الأول «The Nun» لا يزال أحد أكثر المواقع المفضلة لدى المشاهدين والمعجبين بهذا النوع من السينما في أفلام الرعب خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن نقل أحداث «The Nun II» إلى قرية فرنسية أكثر اكتظاظا بالسكان، وعلى وجه التحديد لمدرسة داخلية، يفتح المزيد من الاحتمالات أمام «فالاك» لإصابة شخصيات أخرى غير الشخصيات الرئيسية، ما يؤدي بشكل حتمي إلى المزيد من المخاوف الإبداعية وغير المتوقعة من جميع أنحاء الموقع ذي الهندسة المعمارية الأوروبية من منتصف القرن التاسع عشر.
قضى المخرج مايكل تشافيز والمؤلفون أكيلا كوب، إيان بي غولدبرغ، وريتشارد ناينغ جزءا كبيرا من الفصل الأول لـ «The Nun II» بتأسيس مواقع محظورة وألعاب ملعونة تظهر نتائجها لاحقا، بما في ذلك الظهور الأول لماعز مخيف وعنيف، ثم تصعيد هذه المشاهد إلى درجة الغليان قبل حصول الانفجار الكبير، هناك على وجه الخصوص مشهد هجوم وحشي مفاجئ وغير متوقع على طفل ليس له أي تأثير على القصة، لكنه يؤدي عملا رائعا في جعل النصف الثاني من الفيلم يبدو غير قابل للتنبؤ.
يمثل «The Nun II» ثالث فيلم لتشافيز في كون «Conjuringverse» وقد أثبت مكانته، ويواصل الفيلم النجاح، حيث يجمع بين أساليب تشافيز البصرية القوية واهتماماته الإنسانية في بيت الرعب هذا.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.