- محمد فاضل: السبائك نفدت في غالبية السوق.. والتجار يعملون على استعاضتها من الخارج
- محمد صلاح: الطلب ما زال متزايداً على الشراء.. والانخفاضات تولّد فرصاً جديدة لبناء المراكز
علي إبراهيم
هجمة شرائية على الذهب في الكويت والسبائك على وشك النفاد حتى كتابة هذه السطور، هذا هو واقع الحال بعدما انخفض سعر المعدن الأصفر ليصل إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر تقريبا، بالتزامن مع استمرار قوة الدولار وارتفاع الفائدة العالمية، مما رفع بريق الذهب في أعين الكويتيين والمقيمين لاقتناء المعدن النفيس.
وخلال الأيام الماضية، شهدت سوق الذهب المحلي طفرة كبيرة في المبيعات، إذ قال عدد من المختصين لـ«الأنباء» إن هبوط الأسعار شجعت العديد من العملاء على بناء مراكز استثمارية أو اقتناء الذهب للزينة والخزينة بالتزامن مع فترة نزول الرواتب في حسابات الموظفين، الأمر الذي وفر سيولة مناسبة لتزايد عمليات الشراء.
وأشاروا إلى أن الطلب ما زال مستمرا على الرغم من نفاد السبائك في غالبية السوق، إلا أن التجار يعملون على مدار الساعة لاستعاضة مخزونهم من المنتجات لتلبية الطلب من الأسواق الخارجية، خصوصا للسبائك التي تبدأ بوزن 50 غراما فما فوق، إذ تشهد طلبا متزايدا خلال الوقت الراهن، وبالنسبة للأحجام الكبيرة فإن سعر كيلو الذهب انخفض بواقع 1000 دينار ليتداول في مستوى الـ 18.5 ألف دينار بدلا من 19.5 ألف دينار سابقا.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، يقول مدير عام شركة «دبلة» للذهب والمجوهرات محمد فاضل إن موجة انخفاض أسعار المعدن الأصفر بدأت منذ الثلاثاء من الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي تابعه العديد من المواطنين والمقيمين الراغبين في شراء الذهب للاستثمار أو كمخزن للقيمة، إذ شكلت الفترة من الثلاثاء حتى اليوم فرصة مواتية جدا للشراء والتجميع وبناء مراكز استثمارية للعديد من الأفراد.
وأشار فاضل إلى أن انخفاض سعر الذهب في الكويت مر بعدة مراحل، إذ انخفض في البداية بواقع 600 دينار من 19.5 ألف دينار للكيلو الواحد، وصولا إلى بيع الكيلو الواحد أمس الاثنين بـ 18.5 ألف دينار وبفارق 1000 دينار عن السعر الذي ظل يتداول فيه لفترة طويلة.
وذكر فاضل أن السوق المحلي شهد هجمة شرائية غير مسبوقة على سوق الذهب، الأمر الذي دفع نحو بيع غالبية الشركات والمحلات لكل السبائك الموجودة لديها من مختلف الأوزان وصولا إلى نفادها في غالبية السوق، مبينا أن التجار يعملون الآن على استعاضة مخزونهم خلال الساعات القليلة المقبلة من أجل تلبية الطلب المتزايد على الشراء.
وأشار فاضل الى أن العملاء الذين يقبلون على الشراء خلال تلك الفترة ليسوا من ذوي الملاءة المالية فقط، والدليل على ذلك أن الطلب كان مرتفعا أيضا على السبائك الصغيرة الحجم والتي يقبل عليها الأشخاص الراغبون في حفظ قيمة مدخراتهم البسيطة.
ولفت فاضل إلى أن من أهم العوامل التي حفزت الطلب المتزايد على السبائك ليس انخفاض الأسعار وحده، ولكن تزامن تراجع الأسعار مع فترة نزول الرواتب للموظفين بالقطاعين الحكومي والخاص وهو ما أتاح لهم المجال لاقتناص الفرصة وشراء الذهب بالسيولة المتوافرة لديهم في ذلك الوقت.
تحركات الأسعار
بدوره، قال خبير الذهب والمعادن الثمينة في شركة «سبائك الكويت» محمد صلاح إن أسعار الذهب عالميا انخفضت إلى أدنى مستوى منذ فبراير الماضي، إذ سجلت نحو 1855 دولارا للأونصة الواحدة خلال الأيام الماضية انخفاضا من أعلى مستوى منذ بداية العام وهو 2024 دولارا للأونصة في 30 أبريل الماضي، وهو ما يشكل فارقا حيويا لإعادة بناء المراكز الاستثمارية للأفراد، كما سجلت التداولات أمس سعرا وصل إلى 1835 دولارا للأونصة وهو ما يعني وجود فرص جديدة للشراء.
وأشار صلاح إلى أن المواطنين والمقيمين في الكويت لديهم وعي كامل بتحركات أسعار الذهب ولديهم مستوى عال من الفهم للمتغيرات التي تصنع الفرصة المواتية للشراء، وعليه فقد رأى المواطنون والمقيمون خلال الأسبوع الماضي حتى الآن أن الفرصة مواتية جدا للشراء، الأمر الذي حقق موجة شرائية عالية جدا على جميع أنواع الذهب من مشغولات وسبائك، إلا أن الطلب كان مرتفعا جدا على السبائك وهو ما قاد نحو نفادها لدى الكثير جدا من التجار، وبدء عملية الاستعاضة بتوفير سبائك جديدة من الأسواق الخارجية لتلبية الطلب المتزايد.
وذكر صلاح أن سعر كيلو الذهب في السوق المحلي شهد انخفاضا على مدار الأيام القليلة الماضية بمستويات تتراوح بين 700 و1000 دينار في الكيلو الواحد وهو ما انعكس على معدلات الإقبال النوعي على السبائك تحديدا إذ بات الإقبال على الأوزان من 50 إلى كيلوغرام لتحقيق وفر في السعر يبدأ من 50 إلى 1000 دينار.
ولفت صلاح إلى أن المشغولات أيضا شهدت طلبا كثيفا من قبل العملاء خصوصا الراغبين في تحقيق مبدأ الزينة والخزينة في آن واحد، إذ أتاحت تراجعات الأسعار الفرصة لاقتناء مشغولات بتكلفة أقل تحقق تشبع الحاجة إلى الزينة، ومفهوم حفظ القيمة في الوقت ذاته إذ تم الشراء عند سعر متدن.
وأكد صلاح أن الطلب ما زال متزايدا على اقتناء الذهب في السوق المحلي بالوقت الراهن، وهو الأمر الذي جعل التجار يعملون على مدار الساعة لتلبية احتياجات العملاء وتوفير المنتجات اللازمة من السبائك بالأوزان المختلفة من خارج الكويت.
العطلة.. وزيادة الطلب
ذكر فاضل أن انخفاضات الأسعار وتواكبها مع عطلة المولد النبوي الشريف كان له أثر إيجابي على الأسواق إذ أتاحت الوقت الكافي للعملاء من أجل الاطلاع على مجريات السوق، ناهيك عن وجود شريحة ليست قليلة من العملاء تتهادى بالذهب خلال تلك المناسبة وهو ما زاد الطلب أيضا على المشغولات.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.