- ضرورة المحافظة على الجهازين الفني والإداري واستمرارهما مع المنتخب وتوفير المعسكرات الإعدادية
- جهود واضحة للأجهزة الفنية والإدارية.. وحجازي نجح في توظيف إمكانيات اللاعبين بشكل جيد
تقرير : حامد العمران
الفرحة التي رسمها منتخبنا الوطني لكرة اليد في قلوب الجماهير الكويتية ومحبي ازرق اليد كانت كبيرة، بعد فوزه ببرونزية دورة الألعاب الآسيوية بالصين، الى درجة ان بعض الجماهير التي تابعت المباراة الختامية للأزرق أمام اليابان لتحديد صاحب البرونزية بكت، والبعض تعانق، وكأن البرونزية التي تحققت ذهبية.
هذه الفرحة الكبيرة كانت طبيعية وذلك لغياب الأزرق عن منصات التتويج ما يقرب من 15 عاما، منذ حصوله على وصافة البطولة الآسيوية الـ 13 التي اقيمت في ايران وكان بطلها منتخب كوريا.
نعم كانت الفرحة والسعادة تعادل فرحة تلك السنوات الـ15 العجاف كان فيها اداء منتخبنا دون المستوى، تخلى خلالها عن زعامة اليد الآسيوية وعن منصات التتويج لصالح منتخبات أخرى، ويعود ذلك الى عدة اسباب بعضها فني وبعضها اداري، الى جانب السنوات الأربع التي اوقف فيها النشاط الرياضي الكويتي عن المشاركات الدولية.
لذلك كان المركز الثالث في الألعاب الاسيوية كعبق الورد الذي اندمجت رائحته مع هواء الديرة ليتنفسه كل كويتي مستشعرا العودة الى قمة الحياة الرياضية بالوقوف على منصة التتويج، بعد ان كان الجميع يتجهز ليستقبل العزاء في ازرقنا على اعتبار ان المرض الفني أنهك جسده، الا ان ما حصل في الصين كان مخالفا للتوقعات بعودة منتخبنا الى جزء من سابق عهده.
وقد اعتبر متابعو الدورة ونقادها والمنتخبات الاخرى ان المنتخب الكويتي الحلقة الاضعف في المجموعة وابعدوه عن الترشيحات للتأهل الى نصف النهائي، ولكن اللون الازرق اكتسى صالة المعركة، وكان اللاعبون وجهازهم الفني والاداري يقاتلون بكل قوة وشراسة حتى الثواني الاخيرة من كل مباراة ليحقق منتخبنا فوزه الأول على ايران ليقول البعض انها صدفة، ولكن في اللقاء الثاني امام كوريا وجه مقاتلو الأزرق رسالتهم لكل منتقديهم وحققوا فوزا دراماتيكيا محولين خسارتهم الى فوز تحقق بالثانية الاخيرة ليتساقط الكوريون بساحة المعركة (عفوا) اقصد الملعب غير مصدقين ان المارد الأزرق خرج من قمقمه وعاد كأحد منتخبات كبار آسيا، وعقب لقاء كوريا أعلن منتخبنا تأهله لنصف النهائي وبدأت المنتخبات الاسيوية تحسب له ألف حساب بل وتخشاه، وبالفعل قدم أبناء الكويت أداء قويا وجميلا أمام منتخب قطر، وكان التقدم حليفا لمنتخبنا حتى منتصف الشوط الثاني إلا أن فارق الخبرة منح اشقاءنا القطريين الافضلية في الدقائق الاخيرة محققين الفوز ويكتفي منتخب الكويت باللعب على المركز الثالث.
وبالفعل لم يخيب لاعبونا الظن امام اليابانيين واستطاعوا ان ينتزعوا فوزا ثمينا محولين تأخرهم بفارق 3 اهداف الى فوز تحدثت عنه اسرة كرة اليد الآسيوية والاخص الخليجية المتمثلة بالوفدين القطري والبحريني الذين سعدوا بعودة كرة اليد الكويتية الى الواجهة.
أسباب وراء الإنجاز
وصول أزرق اليد إلى هذه المرحلة له أسبابه، ولا يخفى على أحد ان السبب الرئيس ذلك القرار الجريء الذي اتخذه رئيس الاتحاد أحمد الشحومي رئيس لجنة المنتخبات، الذي استقال مؤخرا، بإعفاء المدرب المصري مجدي أبو المجد من مهمته بتدريب المنتخب بعد عدم توفيقه بقيادة منتخب الشباب في كأس العالم، واختار مدرب نادي برقان الجزائري سعيد حجازي، على اعتبار ان فترة التدريب لن تتعدى 45 يوما.
ورأى الشحومي ان حجازي هو الأنسب للفترة الحالية لمعرفته بكل حيثيات كرة اليد الكويتية، الى جانب قدرته الفنية.
وبعد القرار اجتمع الشحومي مع حجازي ومنحه جميع الصلاحيات بدعم منه شخصيا باختيار جهازه الفني واللاعبين دون تدخلات، وبالفعل وجد حجازي ضالته في مساعدة مواطنه المدرب محمد مسعودان الى جانب مدرب حراس المرمى ايمن الشيخ ومدرب اللياقة عصام اللحياني واخصائي العلاج الطبيعي مهدي البكوش والاداري الناجح عبدالعزيز الزعابي، ومدير المنتخبات فيصل صيوان.
وهذه نقطة الانطلاق مع اختيار لاعبين يخدمون فكرة الفني بقيادة كابتن الفريق عبدالله الخميس صاحب الدور الرئيسي في جمع اللاعبين ككتلة واحدة. ورغم كل الانتقادات التي طالت الشحومي باختياره الا انه اصر وبالفعل كانت نظرته صائبه وفي محلها ومن عارض هذا الاختيار بعد الانتصار بارك الخطوة، بل ان بعض المعارضين عانقوا حجازي لنجاحه في مهمته وأثنوا على قرار رئيس الاتحاد.
هذه المعطيات جعلت من لاعبي الازرق كالرجل الواحد بقلب واحد ينبض حبا وعشقا بالكويت، والاهم ان اليأس لم يعرف طريقا لنفوس جميع الوفد الكويتي، واللاعبون كانوا واثقين بالفكر التدريبي لجهازهم الفني الذي يثق هو الآخر في لاعبيه، ليلعب الفريق ككتلة واحدة ولا يعتمد على لاعب بعينه، لذلك كانت النجومية للفريق بأكمله وحتي من جلس على دكة الاحتياط كان حاضرا بروحه داخل الملعب يشد من أزر زملائه، والحقيقة التي لابد من ذكرها ان هذه الروح لم نشاهدها منذ 15 عاما وها هي تعود لتعود معها شخصية أزرق اليد الى سابق عهدها.
عوامل فنية
وهناك بعض الأمور الفنية التي لابد من التطرق إليها، وأولها تلك الجهود التي بذلها الوفد بأكمله طوال أيام الدورة ومنذ الساعات الأولى من الوصول للصين فكان يعمل كخلية نحل بتوفير رئيس الوفد قايد العدواني وزميله خالد غلوم كل متطلبات الجهاز الفني، سواء من ناحية الاجواء العامة او قاعة الاجتماعات والفيديو وتسجيل جميع المباريات، ليكون البرنامج اليومي مزدحما بالعمل من خلال التدريب والمحاضرات وعرض مباريات الفريق الخصم لدراسة السلبيات وشرحها للاعبين، وهذا يتطلب مجهودا مضاعفا من الجهازين الفني والاداري وايضا يجعل اللاعبين بكامل تركيزهم للمباريات وعدم الخروج عن أجواء البطولة.
ويصل ذلك الى العمل خلال المباراة نفسها بالأدوار المنوطة بالجهاز الفني المساعد، فنجد المدرب محمد مسعودان بكامل تركيزه يشرح الأخطاء للاعبين أثناء المباراة لتصحيحها، وتجد أيمن الشيخ يدون الاحصائيات والتي من خلالها تتحدد نقاط القوة والضعف في الفريق المنافس وفي فريقنا بآن واحد، وذلك ما يبني عليه حجازي خطته في الشوط الثاني.
مهام وإمكانيات جديدة
هذا من ناحية الجهاز الفني اما من جانب اللاعبين فلا نستطيع ان نميز لاعبا عن آخر، فالجميع نجوم وتمكن حجازي من اعطاء مهام جديدة لبعض اللاعبين لم يتعودوا عليها، لأنه كان يرى بعض الامكانيات في لاعبيه لم تستغل في الماضي، وقد وظفها بشكل مناسب ليقطف حجازي والمنتخب ثمارها، والاهم انه اختار لاعبين لم يتوقعوا ان يكونوا اساسيين في الازرق، لذلك عندما أتتهم الفرصة تشبثوا بها ومنهم الاعسران محمد فاضل ومحمد الهندال، الي جانب المتألق حيدر دشتي وصخرة الدفاع محمد الصانع الذي شارك في الدفاع فقط بجميع مباريات الازرق ونجح في مهمته وبجدارة، ولاعبا الدائرة يوسف نصيب وعبدالرحمن الشمري اللذان ظهرا بمستوي لافت في الجانبين الدفاعي والهجومي، فيما كانت قيادة الجانب الهجومي متروكة للمبدع صانع الالعاب عبدالعزيز سالمين الذي كان يعرف كيف يوجه الملعب بالشكل الصحيح وفق فكر المدرب.
وظهر الجناح الايسر عبدالعزيز الشمري بمستوى مميز وكان احد مفاتيح اللعب الرئيسية في الهجوم واجاد في مهماته، وفي الجناح الايمن لا خوف على هذا المركز بوجود صالح الموسوي ومشعل طه اللذين يعتبران من افضل الاجنحة في آسيا. وشارك على فترات لاعب الخط الخلفي فواز مبارك واجاد، الى جانب الجناح الايسر عبدالعزيز نجم.
ويجب ان نتوقف عند قائد المنتخب المايسترو عبدالله الخميس الذي كان يرمي به المدرب كطوق النجاة في الاوقات الحرجة، وكان عند الموعد ورغم مشاركته على فترات متقطعة الا انه قدم مستوى طيبا وكانت عينه واسعة في الملعب، واتضح ذلك من خلال تمريراته الحاسمة سواء للاعبي الدائرة او الجناحين، فضلا عن قيادته للفريق ككل سواء داخل او خارج الملعب.
أما حراسة المرمى فتميزت بوجود حسن صفر الذي خطف الانظار بمستواه ورشحه غالبية النقاد ليكون افضل حارس في البطولة وهو يستحق ذلك، وكان زميله محمد بويابس ايضا متألقا، وشارك فهد صلبوخ على فترات واجاد. والحقيقة ان احد اهم اسباب تألق حراس المرمى هو الدفاع الشرس من اللاعبين مما يفقد لاعبي الخصم التركيز لحظة التصويب على المرمى.
وبشكل عام يوجد بعض الاسماء ستعود بالتأكيد للمنتخب في الفترة المقبلة لايجاد مزيد من الحلول الفنية وخاصة في الجانب الهجومي، امثال عبدالله الغربللي وفواز الشمري ولاعبي منتخب الشباب سيف العدواني ومهدي الحداد وعلي نصير وفواز المشاري، وطبعا هذا الامر متروك للجهاز الفني.
ابتعاد الشحومي عن رئاسة الاتحاد خسارة كبيرة
دائما ما يبرز دور أحمد الشحومي في دعم الرياضة الكويتية عموما وكرة اليد خصوصا، وحتى يواصل الازرق ما حققه مؤخرا من تواجده مع كبار آسيا يجب على أعضاء اتحاد كرة اليد محاولة ثني الشحومي عن الاستقالة التي تقدم بها، لما له من دور كبير في دعم اللعبة ماديا ومعنويا، فخروجه من الاتحاد خسارة كبيرة. ومن الامور التي يجب التأكيد عليها ايضا المحافظة على الجهازين الفني والاداري واستمرارهما مع المنتخب، وتوفير المعسكرات الاعدادية في فترات متعددة ومتتالية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.