بالفيديو عبود خواجة لـالأنباء الأغنية


  • الكويت تحيطني منذ الطفولة فأنا ولدت في مستشفى الكويت وتعلمت في مدرستها
  • تربطني علاقة طيبة بمطربي الكويت والمطرف حرص على الاطمئنان عليّ
  • اهتمام الإعلام بالفن الهابط سبب في تراجع الفن العربي أمام التركي والهندي
  • الأغنية اليمنية ليست بحالة جيدة بسبب النظرة الدونية للفنانين
  • مع إقامة الحفلات لصالح دعم وإعمار غزة ومنعها خطأ وضيق عقول
  • دويتو «على شاطئ الوادي» جاهز منذ 9 سنوات وتأخيره من بلقيس

حوار: ياسر العيلة

المطرب اليمني الكبير عبود خواجة، فنان صاحب رأي ومبدأ لا يحيد عنه، فهو صوت معبر وملهم للكثيرين داخل اليمن السعيد وخارجه، حيث يعد خواجة فنانا ثوريا تشربت في أحاسيسه ووجدانه روح الانتماء لليمن ومن الفنانين الذين تمكنوا ببراعة من تقديم عطاءات ونتاجات ابداعية بتقديم الموروث والفلكلور اليمني بكل ألوانه وإيقاعاته المختلفة والمتعددة بأسلوب رائع أخاذ أعادت اليه الروح والحياة.

عبود خواجة تواجد مؤخرا في الكويت لإحياء حفل غنائي في مركز جابر الأحمد الثقافي والذي تم تأجيله بسبب الأحداث الجارية حاليا في قطاع غزة بفلسطين، والتقته «الأنباء» وتحدثنا معه عن الكثير من الأمور، خاصة انه يتواجد في الكويت عقب فترة غياب طويلة، فذكر لنا أسباب هذا الغياب، وأشياء اخرى كثيرة تكلم عنها بصراحته المعهودة من خلال الحوار التالي:

في البداية ما سبب غيابك عن الكويت الفترة الماضية؟

٭ بسبب ظروف جواز سفري اليمني كان عليه بعض الملاحظات وانتهى الموضوع، وإن شاء الله سأتواجد بالكويت بشكل دائم.

لك شعبية كبيرة في الكويت من عشاق فنك، ماذا تقول عن هذا الحب؟

٭ الكويت أهلي ولم أشعر في يوم من الأيام بالغربة هنا، وأنا ولدت في مستشفى الكويت في اليمن لأن الكويت سباقة في عطائها على مستوى الوطن العربي، وكانت هناك جهود حثيثة من الكويت لبناء مستشفى ومدارس في منطقتي بجنوب اليمن ودراستي الابتدائية كانت في مدرسة الكويت، تقدر تقول الكويت معي منذ طفولتي.

ما تفسيرك لعشق الجمهور الكويتي للفن العدني تحديدا؟

٭ الكويت طبيعتها ساحلية مطلة على الخليج، وكانت هناك السفن والقوارب تنتقل بين عدن والكويت مرورا بحضرموت وباقي المدن الخليجية على بحر العرب حتى تصل مرة اخرى الى الكويت، وساهم ذلك في نقل الثقافات عبر هذه السفن التي كانت تأتي الى عدن والتي كانت في هذه الفترة منفتحة على الجميع، ومهد لكل الفنون، وكان المطربون العمانيون والسعوديون والكويتيون يسجلون أعمالهم فيها، والفن العدني انتقل منذ زمن وليس من اليوم، ولكن حب الناس لهذا الفن هو سبب استمراريته الى الآن.

دائما تعقد مقارنات على من الأفضل الفن العدني أم الحضرمي أم الصنعائي؟ ما رأيك في هذه التصنيفات والمقارنات؟

٭ كل فن وله جماله وله خصوصيته، لكن الفن الذي يسمى في الكويت عدني هو الفن الحضرمي هناك ليس في موضوع الاسم فقط، حيث يقال فن عدني ولكن الاغاني التي تقدم في السمرات اكثرها حضرمية، وهذه الاشكالية كانت بسبب ان الاغاني جاءت للكويت عن طريق ميناء عدن وانتقلت الى الكويت وأطلق عليها «فنون عدنية» ولكن الحقيقة انها «فنون حضرمية».

هل هناك اختلاف بين هذه الفنون؟

٭ طبعا، فالفن الصنعائي مختلف تماما في أوزانه وإيقاعاته ويطلق عليه الطرب الثقيل، اما الحضرمي فهو غزير كثير الايقاعات والرقصات لذلك هو الاشهر، وعندنا أيضا الفن اللحجي النابع من منطقة لحج وهي عاصمة عدن الأصلية، فالفن اللحجي اثر في عدن وإن كان الفن الشرقي اثر في عدن بشكل كبير وقام بتحديث الاغنية العدنية الكثير من الاسماء مثل محمد سعد العبدالله العطروش، بالاضافة الى مجموعة من الفنانين من مختلف المناطق لكونهم استقروا في عدن.

سنوات كثيرة تفرغت خلالها لقضايا سياسية على حساب عملك الفني وبالتأكيد هذه الأمور أثرت عليك كمطرب، هل انت نادم أم راض على ذلك؟

٭ عمري ما ندمت ولن أندم ان شاء الله بسبب إيماني بقضية شعب لا أكثر ولا أقل، فلم تكن قضية شخصية أو قبلية فكانت قضية وطن وبذلت جهدا لربما غيري بذل اكثر منه وإن شاء الله تستقر الأمور في بلدنا بشكل عام في جنوب اليمن وشماله.

هل دور الفنان حاليا مؤثر في الاحداث السياسية مثلما كان يحدث في الماضي؟

٭ مازالت الأغنية مؤثرة، لذلك الكل يبتعد عن الأمور السياسية لأنها بالفعل تحدث حالة من الحماس غير العادي بين الناس، خاصة عندما تلامس الكلمة إحساس ومشاعر الناس وهذا ما تخشاه الدول الكبرى.

وبالنسبة للأحداث الجارية في فلسطين حاليا هل تشجع الفنانين على تقديم أعمال تستنكر ما يحدث في غزة؟

٭ المفروض أن يكون للفنانين دور في نصرة القضية الفلسطينية بشكل عام، وغزة جزء من هذه القضية المفصلية عند العرب وعند المسلمين أجمعين، الاشكالية في الموضوع اختلاف الناس في كيفية تقديم هذا الدعم للقضية، فالمفروض الفنانون يقيمون حفلات ويتم تخصيص ريعها لصالح فلسطين.

ولكن هناك آراء تقول كيف تقام حفلات وغناء في مثل هذه الأحداث المأساوية؟

٭ هذه إشكالية العقول الضيقة، فالسيدة أم كلثوم على سبيل المثال عقب نكسة 67 أقامت الكثير من الحفلات في جميع أنحاء العالم لجمع التبرعات للجيش المصري بشكل لم يقم به أكبر التجار، فمن المنطق أن تعطي كل شيء حقه، ويقيم المطربون حفلات يغنون فيها لفلسطين وهم يرتدون الوشاح الفلسطيني نصرة للقضية ويدعمونها بريع هذه الحفلات لصالح الأسر الفلسطينية وإعمار غزة.

كان لك تجربة مؤخرا بعنوان «نغم يمني في باريس» حدثنا عنها؟

٭ كانت تجربة خاضها المايسترو اليمني محمد القحوم وهذه اللفتة والفكرة أعجبتني كثيرا بأننا بدأنا نطور من تراثنا الموسيقي بأن يستمع له المواطن الغربي الاجنبي البعيد عن الموسيقى الشرقية والعربية، فتحمست للمشاركة معهم وكانت ليلة مميزة لأن المسرح كان الحضور فيه كامل العدد.

هل الأغنية اليمنية حاليا بخير؟

٭ هي أكيد بخير، ولكن ليست في حالتها الصحية الجيدة مثلما كانت من قبل لأن في الماضي كانت توجد دولة تدعم الموسيقى والفن وحاليا نحن في ظل لا دولة منذ عام 2015 ولربما من قبلها منذ فترة التسعينيات كان هناك تهميش بشكل عام وكانت هناك نظرة دونية للفنانين والموسيقيين، لكن في الحفلات الشعبية الأغنية اليمنية بخير وكل يوم تتطور، وللأسف الإعلام مقصر في إظهار ذلك.

الأصوات اليمنية الشابة أصبحت قليلة جدا وربما أشهرها حاليا المطربة بلقيس والمطرب فؤاد عبدالواحد، ما رأيك فيها؟

٭ الأصوات الشابة كثيرة وربما من أميزها بلقيس وفؤاد فصوتهما وإحساسهما حلو وهما معروفان ومشهوران أكثر من الأصوات الأخرى لأنهما قدما أغنيات خليجية وطورا من أنفسهما وطرقا اللون المحبوب عند أهل الخليج، فلم يحصرا نفسهما في اطار تقديم الاغنية اليمنية فقط.

سمعنا كثيرا ومنذ زمن عن وجود «دويتو» غنائي يجمعك بالمطربة بلقيس من خلال اغنية «على شاطئ الوادي»، أين وصلتم في هذا الأمر؟

٭ بلقيس هي التي تأخرت والعمل جاهز منذ 9 سنوات، لكن ربما انها انشغلت أو شعرت عندما قدمت العمل على المسرح بأنه صعب نوعا ما ويحتاج لبذل مجهود أكثر، فالعمل تم تنفيذه في مصر على أعلى مستوى، وبلقيس في النهاية مثل بنتي أو أختي الصغيرة وما أحب أضغط عليها وان شاء الله تنزل قريبا.

لماذا دائما تردد بأنه يجب على الفنان ان يقدم كل الألوان ولا يحصر نفسه في لون غنائي واحد؟

٭ بالفعل أنا أحث كل فنان بأن يطرق كل الألوان حتى لو كان أداؤه في لون من هذه الألوان أقل من المطلوب مع التكرار سوف يتعلم ويتحسن أداؤه.

من وجهة نظرك، لماذا تراجع الفن العربي أمام الفنون الأخرى مثل التركي والهندي؟

٭ أنا أحمّل الإعلام المسؤولية في هذا الأمر، ورسائلي دائما واضحة ومحددة، والخلل من الاعلام المُسير من الخارج تحديدا، ولو قلنا إن هناك 20 قناة موسيقية عربية على سبيل المثال أجد 18 قناة منها تهتم بالغناء الهابط، والإعلام هو المسؤول عن ذلك لأنه يسوق لهذه الأغاني الهابطة، ولذلك الناس اتجهت للفن التركي والهندي لسماع موسيقى وأعمال جميلة، وأنا مستمع جيدا لإبراهيم تاتلس و«أورهان كنجباي» وكيباريه ومجموعة من الفنانين الأتراك المميزين، لكن كثرة الأغاني والمطربين حاليا لم يجعلني أتابع كل شيء.

مَن من المطربين الكويتيين ترتبط معهم بصداقة؟

٭ أخونا العود خالد الملا وعبدالله الرويشد وسلمان العماري وولدنا مطرف المطرف وبدر نوري، الكل بصراحة ما في فنان بالكويت إلا وتربطني به علاقة طيبة.

من منهم اتصل بك عندما علموا بوجودك حاليا في الكويت؟

٭ مطرف المطرف تواصل معي واطمن علي، وأيضا تواصل معي مدير أعمال المطرب أصيل أبوبكر سالم ليأخذ رقم هاتفي هنا ليتواصل معي.

ما الاغاني التي لفتت نظرك في الفترة الأخيرة؟

٭ والله لم يعد يلفت نظري الكثير من الاغاني صراحة.

هل هذا يعني أن مستواها ضعيف؟

٭ ليس موضوع أن مستواها ضعيف، لكن لأننا ندور في حلقة مفرغة، فأكثر الفنانين يغنون على مقام واحد وهو «الكرد»، وقلما تجد أحدا يغني مقامات البيات والحجاز والنهاوند، نحن نحتاج لان نشبع أرواحنا بمثل هذه المقامات.

هل أنت شخصيا تحرص على هذا التنوع في أعمالك؟ وما آخر شيء قدمته؟

٭ طبعا، فأنا عندي عمل على مقام البيات وسوف يطرح قريبا مع «روتانا» لصالح المانع المري، ومن ألحاني، وايضا لدي عمل على مقام الحجاز، كلمات الدكتور الشيخ محمد بن عبود العمودي، ألحان حسن الحسن، وايضا عندي عمل على مقام الكرد للمحضار ولحن لمرعي باعطوة وغيرها من الأعمال الأخرى المنوعة.

يغضبك ان يتم تصنيفك بأنك مطرب شعبي؟

٭ لا طبعا وما في مطرب إلا وجاء من روح الأرض، فالغناء الشعبي هو الأساس، وحتى المطربين الكبار ستجد ان بدايتهم الغناء الشعبي، ربما يتم تصنيفي بأني مطرب شعبي كوني محافظا على روح الاغنية الشعبية القديمة وأغنيها، لذلك هذا التصنيف لا يغضبني.

ماذا يعني لك لقب «رُبان الطرب»؟

٭ أرى ان هناك أصواتا جميلة كثيرة تستحق هذا اللقب ولكن هذا الأمر يحملني مسؤولية كبيرة بالتأكيد كونه من قبل الجمهور، ويجب ان أكون على قدر هذه المسؤولية.

لك أغنية رائعة بعنوان «خاتم صرت أنا في أصبعك» كلماتها راقية حدثنا عن ذكرياتك معها؟

٭ أنا مثلما ذكرت لك مستمع جيد للألوان الشعبية، وأعجبت بلحن سمعته من وادي الدواسر بشكل كبير، واتصلت بالشاعر د.علي الغامدي وأخبرته بهذا اللحن وانني احتاج كلاماً له، فاستمع للحن وأعجب به، وفي مساء نفس اليوم ارسل لي القصيدة وقمت بغنائها عام 2017 وانتشرت وما زالت.

أخيرا، هل يجب ان يكون المطرب «قلبه أخضر» ويعيش حالة من العشق ليقدم الاغاني الرومانسية الجميلة مثل أغنيتك «خاتم»؟

٭ (ضاحكا).. نحن نوهم أنفسنا بأننا ما زلنا نحب ونعيش أجواء المراهقة لكن في الحقيقة نحن كبرنا على هذا الكلام، والحمد لله.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading