على الرغم من تعدد أدوات الاستثمار، والمكاسب القياسية التي تحققها العملات الرقمية المشفرة، أو المكاسب التي يضيفها الدولار كمصدر للتحوط في ظل الأزمات، تمكن الذهب من استعادة صدارة عرش الملاذات الآمنة في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية.
ووفق تقرير حديث لرابطة سوق سبائك الذهب في لندن، فقد شهد الطلب على المعدن النفيس ارتفاعا قياسيا خلال العام الحالي، وتصدرت البنوك المركزية قائمة المشترين بعدما عززت مشترياتها إلى نحو 387 طنا خلال النصف الأول من العام الحالي.
وترى الرابطة، أن الطلب على الذهب عند مستويات قياسية على الرغم من أن الطلب في الربع الأول كان أقوى بكثير من الطلب في الربع الثاني، وتتوقع أن يظل صافي الطلب على الذهب إيجابيا خلال النصف الثاني من العام الحالي.
وأشارت الرابطة إلى أن إجمالي الطلب على الذهب في النصف الأول بما في ذلك الاستثمار والمجوهرات، كان أعلى بنسبة 7% عما كان عليه في الفترة نفسها من عام 2022، وعلى وجه التحديد بلغ قطاع الاستثمار الذي يشمل السبائك والعملات المعدنية إجمالي 582 طنا من الذهب.
واستقرت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات جلسة يوم الجمعة الماضي، مع تقييم بيانات أميركية أظهرت تباطؤ الضغوط التضخمية على أساس سنوي، وفي ظل استمرار الطلب على أصول الملاذ الآمن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وعند التسوية، استقرت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر عند 1998.5 دولارا للأونصة، محققة زيادة أسبوعية بنسبة 0.2%، لتواصل مكاسبها للأسبوع الثالث على التوالي.
وفي سوق العملات، فقد استقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات رئيسية عند مستوى 106.55 نقطة.
وكان بنك «أوف أميركا»، قد أكد في مذكرة بحثية، أنه مع استمرار البنوك المركزية حول العالم في شراء الذهب، وتسارع اتجاه إزالة الدولرة، ووقف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لرفع أسعار الفائدة، فإن الذهب لا يحتاج سوى لقليل من عمليات الشراء من المستثمرين الجدد لاختراق حاجز الـ 2500 دولار هذا العام، لتبقى الترجيحات الأكثر واقعية بوصول المعدن الأصفر إلى مستوى 2200 دولار في نهاية 2023.
وأظهر تقرير سابق لمجلس الذهب العالمي ارتفاع طلب البنوك المركزية على الذهب في العام 2022، في عمليات شراء ضخمة رفعت الطلب على الذهب إلى أعلى مستوى له في 11 عاما، حيث اشترت البنوك المركزية 1136 طنا من الذهب العام الماضي، وهو أعلى مستوى في 55 عاما، في حين اشترت في النصف الأول من العام الحالي 386.9 طنا.
وقد حقق الطلب على الذهب بين البنوك المركزية أعلى مستوى قياسي في الربع الأول من العام 2023، حيث أضافت 228 طنا إلى احتياطاتها العالمية من الذهب، مسجلة وتيرة قياسية للأشهر الثلاثة الأولى من العام منذ بدء جمع البيانات في العام 2000.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.