- محمد الحملي: فريق المسرحية أجمل وأنظف «كالوس» اشتغلت معه في حياتي
ياسر العيلة
لا يقتصر دور الفنان الحقيقي على التمثيل وتقديم الأعمال الدرامية والغنائية والكوميدية وغيرها، إنما يرتقي ليصبح «المثل الأعلى» بالنسبة للكثيرين من جمهوره الكبير، فما جدوى العمل الفني دون رسالة؟ وكيف يستوي الفنان المؤثر مع فنان آخر دونما هدف يحمله من خلال أعماله في القضايا الكبرى؟ والفنانون الكويتيون دائما سباقون في دعم القضايا العربية على كل الأصعدة بشكل عام وقضية فلسطين بشكل خاص، والأمثلة كثيرة على ذلك إيمانا بأن الفنان الكويتي جزء لا يتجزأ من الشعوب العربية، وبالأمس القريب شاهدت العرض الأخير لمسرحية «Scream» المأخوذة من نص مسرحية الفنان الكبير عبدالعزيز المسلم «صرخة رعب» والتي قام النجم محمد الحملي بتحويل الخط الرئيسي لها، ليقدم عملا فنيا رائعا يحاكي الواقع الحالي للأحداث الجارية في غزة من جراء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على أهل القطاع، والذي هز مشاعر العالم من بشاعة ما يحدث هناك، وهنا تكمن قيمة الحملي الذي يعد أبرز فناني الجيل الحالي في صناعة محتوى مسرحي وتقديم ما يلامس مشاعر وأحاسيس الناس، وهذه موهبة يتمتع بها عدد قليل من المسرحيين على مستوى العالم من خلال عرض فني متكامل قدمة الحملي مع مجموعة من الفنانين الشباب الموهوبين.
تدور أحداث المسرحية في إطار من الرعب في منزل جمال الشطي الذي تزوج من امرأتين الأولى هي طليقته مي التميمي التي تعيش معه في البيت، كونها تملك نصف البيت والتي انجب منها عبدالله المسلم ونور الكندري، ومن الزوجة الثانية التي تركت له المنزل ولا يعرف عنها شيئا بعد ان انجبت له محمد المسلم، ويشهد المنزل صراعات بين الأبناء وتتسارع الأحداث حين يأتي شخص مجهول إلى منزل جمال، طالبا منه العون والسماح له بالسكن في منزله لأيام معدودات، نظرا لظروفه الصعبة، فيوافق الأب الطيب، ولا يعلم بنية الغدر التي يحملها هذا الشخص بداخله والذي أعطاه الثقة والأمان، حيث يستولي هو ومن معه على كل شيء بالمنزل، مستغلين كل الوسائل من قتل وترويع، في إسقاط مباشر على بداية استيطان الإسرائيليين لفلسطين قبل 75 عاما، وتتوالى الأحداث التي قدمها الحملي في إطار رعب كوميدي استعراضي رائع تألق فيه جميع الممثلين بلا استثناء.
وحول هذا العمل تحدث مخرج وبطل العمل الفنان محمد الحملي لـ «الأنباء»، قائلا: الظروف التي يشهدها قطاع غزة حاليا أصابتنا بحالة من الحزن والأسى، ونريد كردة فعل منا كفنانين ان نقدم شيئا يخدم هذه القضية، وكفنانين نحن لا نملك القدرة على الحرب وحمل السلاح لكننا نملك عملنا في الفن.
وأكمل: حدث اجتماع مع الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بوجود مستشارين لوزير الإعلام، حيث كان توجههم ان نقدم عملا خاصا يلامس القضية، فجاءتني الفكرة على الفور، وكانت لدينا أرض خصبة وفريق «شاطر» من الفنانين والفنيين، واستطعنا في وقت قياسي ان نحول عمل رعب اجتماعي تم تقديمه منذ سنوات بعنوان «صرخة رعب» للفنان الكبير عبدالعزيز المسلم أخذت منه الخط الدرامي الرئيسي وحولته الى «Scream» ليكون مناسبا للأحداث الحالية، وهذا هو دورنا كفنانين مثلما كان دور الفنانين الكبار وقت الغزو العراقي الغاشم على الكويت عندما قدم المنتج الراحل محمد الرشود والمخرج نجف جمال والفنان داود حسين والفنان محمد العجيمي والفنانة الراحلة انتصار الشراح مسرحية «أزمة وتعدي» عام 1990 بالقاهرة. وأضاف: صوت الفن في مثل تلك الظروف يوصل المأساة الى العالم.
وعن سبب اختياره لفريق عمل بالكامل من الشباب في المسرحية، أوضح: تم اختيارهم حسب الأدوار المناسبة لكل واحد منهم والتي تتماشى مع «الكاراكتر» وحسب أدائه وتمثيله من أكبرهم إلى أصغرهم، وسبق لي أن صرحت من قبل بأن هذا أجمل وأنظف «كالوس» اشتغلت معه في حياتي، وأنا الليلة حزين لأن اليوم آخر عرض للمسرحية.
من جانبه، حرص الفنان عبدالله المسلم على ان يبدأ حديثه بتوجيه الشكر للحملي، قائلا: أتوجه بالشكر لأخي المخرج العظيم العبقري محمد راشد الحملي الذي استطاع ان يوظفنا جميعا كفنانين في المسرحية. وأردف: الحملي طلب من الفنان عبدالعزيز المسلم نص «صرخة رعب» ليقدمها في عمل مسرحي، ووافق الوالد لأنه ونحن معه نؤمن بمحمد الحملي كمخرج متميز، وقام بوراشد بعمل تعديلات على النص لتخدم القضية الفلسطينية وتوصل صوتنا كفنانين للعالم من خلال هذا العرض.
بدورها، قالت الفنانة مي التميمي: سعيدة بالتجربة لأنها تناقش قضية إنسانية في المقام الأول وتدعم القضية الفلسطينية، وقدمناها بشكل اجتماعي ولمسات كوميدية، واجسد فيها شخصية ام تعيش مع طليقها في بيت واحد، ولا ترضى بأن يعتدي أي أحد على حدودها ومنزلها.
بينما أعرب الفنان عبدالله الشامي عن سعادته بالتواجد في هذا العمل، مشيدا بفريق المسرحية، وقال: جميعنا على قلب واحد بقيادة محمد الحملي، مشيرا إلى انه يقدم دور ضابط يحقق في القضايا التي تحدث في المسرحية التي وصفها بالكوميدية الاجتماعية والتي تحمل إسقاطات ورسائل مهمة.
أما الفنان محمد المسلم، فقال: أجسد شخصية الابن المزعج في العائلة الذي يتسبب في المشاكل وبالرغم من انه شخصية كوميدية إلا انه يحمل حزنا دفينا بداخله، وأردف: هذه ليست المرة الأولى التي أتعامل فيها مع المخرج محمد الحملي الذي أرى انه أفضل من تعاملت معه، فالعمل معه ممتع بشكل كبير.
وقالت الفنانة سعاد الحسيني: التجربة جميلة جدا، وهي مشاركة بسيطة منا كفنانين لدعم قضية فلسطين، ودوري أحد الطغاة الذين يدخلون البيت ويستولون عليه، وتتوالى الأحداث الشائقة.
وفي الختام، قالت الفنانة نور الكندري: أقدم شخصية الأخت الصغرى في العائلة التي لا تعلم أي شيء عن الأحداث التي تدور حولها وأسبابها، غير ان هناك طغاة هجموا على منزلهم وتحاول ان تفهم ما يجري، لكنها تصبح ضحية في النهاية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.