انطلقت أمس أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، تحت شعار «إعادة بناء الثقة»، ومن المقرر أن يحضر المنتدى أكثر من 2800 شخص بينهم أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، لمدة 5 أيام، حيث يقام هذا الحدث السنوي في وقت يشهد فيه العالم حربا مدمرة في غزة وأوكرانيا، واختراقات في الذكاء الاصطناعي تسبب الكثير من الإثارة بقدر ما تثير من قلق، إلى جانب أزمة ديون كارثية وسط تباطؤ اقتصادي وتدهور المناخ.
وبينما كان تعدد الأزمات هي الكلمة السائدة على لسان الجميع في منتدى دافوس الماضي، ينعقد المنتدى هذه المرة وبعض الأزمات لاتزال مستمرة، وأضيفت لها أزمات جديدة، وبحسب الموقع الرسمي للمنتدى الاقتصادي العالمي فإن السؤال المطروح الآن على قادة العالم في دافوس هو هل سيكون العام المقبل فترة التحول إلى أزمة دائمة أم ان 2024 سيكون وقت الحل والتعافي؟
وتدور الاجتماعات حول أربعة مجالات أساسية وتأتي في مقدمة اهتمامات الجميع الأزمة الطارئة في الشرق الأوسط وخاصة الحرب في غزة، إذ سيتم تناول مبدأ تحقيق الأمن والتعاون في عالم ممزق وفقا لوصف المنتدى الاقتصادي العالمي في أجندة هذا العام.
يسعى برنامج المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس 2024 إلى تجسيد روح العودة إلى الأساسيات المتمثلة في الحوار المفتوح بين قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، ويهدف المؤتمر إلى المساعدة في الربط بين هذه المسارات في ظل بيئة متزايدة التعقيد.
أما المجالات الثلاثة الأخرى التي يبحثها دافوس فتشمل موضوع خلق النمو وفرص العمل لعصر جديد لتجنب عقد من النمو المنخفض، كما يناقش المنتدى الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع.
أما آخر موضوعات المنتدى فتتركز على قضية المناخ استكمالا للجهود الدولية والنتائج التي توصل اليها مؤتمر المناخ في دبي، حيث يسعى دافوس لبحث استراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة.
نشر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرين جديدين أمس، الأول بعنوان «توقعات كبار الاقتصاديين» والثاني «تشكيل التعاون في عالم مجزأ».
وكشف التقرير أن 56% من كبار الاقتصاديين عالميا يتوقعون نموا اقتصاديا ضعيفا في السنوات المقبلة، كما من المتوقع من قبل 69% من المشاركين في الاستطلاع أن وتيرة «التجزئة الجيواقتصادية» من المقرر أن تتسارع هذا العام.
ويتوقع 79% من المشاركين في الاستطلاع أيضا أن الذكاء الاصطناعي سيزيد من الكفاءة الإنتاجية. 50% يتوقعون أن يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي «مدمرا تجاريا» هذا العام، و46% من خبراء الاقتصاد يتوقعون نموا معتدلا لمنطقة الشرق الأوسط
ويقول تقرير تشكيل التعاون في عالم مجزأ إن تعزيز التعاون العالمي أمر ضروري من أجل عالم أكثر أمنا وصحة وازدهارا، ومع ذلك، فإن السياق الجيوسياسي الحالي المضطرب، الذي تتزايد فيه الصراعات والمنافسة، أدى إلى تباعد أصحاب المصلحة في نفس اللحظة التي تتطلب فيها التحديات العالمية الحادة والمستمرة حلولا تعاونية.
وعلى هذه الخلفية، عقد المنتدى الاقتصادي العالمي مجلس المستقبل العالمي بشأن مستقبل الجغرافيا السياسية لتحديد كيف يمكن لأصحاب المصلحة العالميين أن يتعاونوا في معالجة القضايا الحرجة.
رغم ذلك سيكون بناء مسارات تعاونية أمرا صعبا في ظل المناخ الحالي، ويرى أعضاء المجلس أن الأساليب المبتكرة والشاملة للتعاون ليست ضرورية فحسب، بل إنها ممكنة أيضا وتحديدا في مجالات الأمن العالمي وتغير المناخ والتكنولوجيا والتجارة.
الأثرياء.. يزدادون ثراء
أكدت منظمة «أوكسفام» أن أغنى خمسة رجال في العالم تضاعفت ثرواتهم منذ العام 2020. وأكد تقرير صادر عن المنظمة بعنوان «الشركات المتعددة الجنسيات وأوجه عدم المساواة المتعددة» نشر تزامنا مع اجتماع نخب العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن ثروات أغنى خمسة رجال في العالم ارتفعت بين عامي 2020 و2023 من 405 مليارات دولار إلى 869 مليار دولار. أما المليارديرات بشكل عام، فصاروا حاليا أكثر ثراء بمقدار 3.3 مليارات دولار عما كانوا عليه في العام 2020، على الرغم من الأزمات العديدة التي أثرت على اقتصاد العالم منذ بداية هذا العقد، وبينها فيروس كورونا. وسمت منظمة «أوكسفام» مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس من بين أغنى رجال العالم.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.