هونغ كونغ تقاليد الماضي في إطار الحداثة
خنساء الزبير
ترحب هونغ كونغ بزوارها بطبيعة خلابة وتقاليد متميزة، وتستقبلهم بأفق ممتد يحمل بصمته الخاصة، وأماكن ظليلة تزدهر فيها الطيور النادرة والأجواء المحيطة الملونة.
كل ذلك بجانب الطراز العمراني الحديث والتطور الهائل ووسائل النقل التي تمثل في حد ذاتها متعة للسياحة والتجوال.
ترام القمة
منذ عام 1888 وهذا الخط الناقل المعلق بالكابلات يصعد على ارتفاع يبلغ 396 متراً إلى أعلى نقطة في جزيرة هونغ كونغ، في تحدً واضح للجاذبية الأرضية.
إن الركوب على متن «بيك ترام»، أو قطار القمة، الذي يصدر صوت قعقعة بمثابة تجربة كلاسيكية في هونغ كونغ؛ حيث يوفر إطلالات مذهلة على المدينة أثناء صعوده أعلى الجبل شديد الانحدار.
وأصبحت له شعبية كبيرة لدرجة أنه تمت ترقية التجربة بأكملها باستخدام ترام أكبر ومحطة منخفضة أكبر في عام 2021.
ويعمل ترام القمة من الساعة 7:30 صباحاً حتى 11 مساءً؛ كل 10 إلى 15 دقيقة، ويساعد الحجز المسبق على تقليل مدة الانتظار. وللتمتع بأفضل المناظر يوصى بالجلوس على الجانب الأيمن أثناء صعود الترام لأعلى. ويشمل رسم الدخول الوصول لمنصة المشاهدة «سكاي تراس».
قمة فيكتوريا
تعتبر قمة فيكتوريا، أو فيكتوريا بيك، التي يبلغ ارتفاعها 552 متراً، أعلى نقطة في جزيرة هونغ كونغ، كما أنها واحدة من أكثر الأماكن التي يزورها السياح؛ حيث يمكن الوصول إلى المناظر الخلابة للمدينة والغابات الخضراء والمشي السهل، وكل ذلك يمكن الوصول إليه في غضون ثماني دقائق فقط من وسط المدينة عبر «ترام القمة». وتضم المنطقة مطاعم ومركزين للتسوق.
وتصل رحلة الترام في الأعلى إلى برج «بيك تاور»، أو برج القمة، والذي سمي بهذا الاسم؛ لأنه يقع على ارتفاع 428 متراً فوق مستوى سطح البحر.
وعلى بعد حوالي 500 متر إلى الشمال الغربي من المحطة العليا، أعلى طريق جبل أوستن شديد الانحدار، يوجد موقع النزل الصيفي للحاكم القديم.
سوق شارع تشون يونغ
عند التنقل بواسطة الترام المتجه إلى نورث بوينت، وبعد مرور فورتريس هيل، يجد الزائر نفسه في شارع ضيق يعجّ بأكشاك السوق والمباني السكنية القديمة.
وهذا هو سوق شارع تشون يونغ الشهير، والذي يكون مزدحماً في الساعة الخامسة مساءً بحيث يأخذ الترام مساره وسط التجار وسائقي العربات اليدوية.
وعندما ينعطف الترام عند الزاوية، إلى طريق كينغز، يمر بمركز واه فونغ للسلع الصينية الذي لا يوصف، وكان المبنى الذي كان في السابق أكبر متجر صيني في هونغ كونغ.
متنزه هونغ كونغ
واحة على سفح التل تقع بين المنطقة المركزية والأميرالية، وقد تم بناء متنزه هونغ كونغ في عام 1991 على جزء من ثكنات فيكتوريا السابقة.
وتربط المناظر الطبيعية ذات المدرجات بين الممرات التي تصطف على جانبيها الأشجار مع العديد من مناطق الجذب المناسبة للعائلة مثل ساحة النافورة والشلال والملعب والمتحف.
وتُعدّ المسابح، المليئة بنباتات اللوتس مع الأسماك المنزلقة والسلاحف التي تتشمس على الصخور، بمثابة نقطة جذب للمصورين الذين يتدافعون للحصول على موقع يمنحهم فرصة التقاط الصور مع خلفية ناطحة سحاب مذهلة.
ويقع المتنزه على بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من محطة سنترال أو محطة أدميرالتي إم تي آر.
مجموعة البيت الأزرق
يعود تاريخه إلى عشرينيات القرن العشرين، ويمثل إحدى قصص النجاح النادرة في حماية التراث، وهو أحد آخر المباني السكنية الخشبية الباقية في هونغ كونغ.
وتم الاستيلاء على المبنى المكون من أربعة طوابق، والذي يتميز بشرفات من الحديد الزهر تذكرنا بمدينة نيو أورليانز، وجيرانه المجاورين البيت الأصفر والبيت البرتقالي، من قبل صندوق المجتمع المحلي.
وتم ترميمه بصعوبة وهو الآن مفتوح جزئياً للزوار، ولا تزال العديد من الشقق تضم أحفاد السكان الأصليين.
وتتم إدارة مطعمين ومتجر ومكتبة مجتمعية ومتجر للخضراوات العضوية في المجموعة كمؤسسات اجتماعية؛ حيث تعود جميع الأرباح إلى البيت الأزرق.
وتتوفر الجولات الإرشادية المجانية باللغة الإنجليزية (11 صباحاً أيام السبت)، والتي تتجه إلى وحدة سكنية تم الحفاظ عليها كما كانت في منتصف القرن العشرين.
سنترال بلازا
يبدو منظر سنترال بلازا، وهو أحد أطول المباني في هونغ كونغ، مبهراً بسطحه الزجاجي المكون من ثلاثة ألوان، الذهبي والفضي والبني المائل إلى الاحمرار، ومن الممكن الوصول إلى الطابق 46 للحصول على مناظر بانورامية للميناء.
ويوفر فندق سنترال بلازا وصولاً مباشراً إلى مركز هونغ كونغ للمؤتمرات والمعارض.
مبنى «إتش إس بي سي»
صممه المهندس المعماري البريطاني السير نورمان فوستر في عام 1985، والآن وبعد مرور أكثر من 30 عاماً لا يزال من الممكن الشعور بجاذبيته في وسط المدينة.
فعند اكتماله كان المبنى الأغلى في العالم واعتبر أعجوبة هندسية، مما يعكس رغبة فوستر في كسر قالب الهندسة المعمارية السابقة للبنك.
والطابق الأرضي عبارة عن مساحة عامة مكونة من طابقين، وتضمّ معرضاً لتاريخ هونغ كونغ وهندستها المعمارية.
ويحرس المبنى تمثالان من الأسود البرونزية، ويُطلق عليهما اسم ستيفن وستيت، وقد تم تسميتهما على اسم مديري بنك «إتش إس بي سي» من عشرينيات القرن العشرين.