ياسر العيلة
جملة أرددها دائما ولن أكل أو أمل عن ترديدها عندما أشاهد عملا فنيا متكاملا يحمل فكرا وإبداعا ومضمونا، وهي أن أرض الكويت لا تنضب أبدا من المواهب، وهذا الكلام ينطبق حرفيا على الفنان المبدع محمد الحملي الذي يعد واحدا من أهم المواهب الفنية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة ونجح في صناعة شكل جديد للمسرح الغنائي الاستعراضي على المستويين الخليجي والعربي، حيث حضرت له مؤخرا في مسرح «دار المهن الطبية» العرض الغنائي الموسيقي «مسرحيات زمان» والذي أهداه هو والنجم عبدالله الرميان تحية وإجلالا منهما لكل الفنانين الذين لعبوا دورا محوريا في إثراء الأعمال المسرحية الكويتية من خلال إبداعاتهم الخالدة التي لا تزال محفورة في ذاكرتنا جميعا وشكلت ملامح ثقافة وفن الجمهور الكويتي.
فأغاني الأعمال المسرحية الكويتية القديمة الشهيرة لها سحر خاص بها، كالنوستالجيا أو «الحنين إلى الماضي»، والتي تعتبر إرثا فنيا غنيا لا تزال الساحة الفنية تعبق بعطره إلى الآن.
بدا العرض المبهر بمعنى الكلمة ضمن قالب فني يرتكز على حضور المذيع النجم محمد الدغيشم عبر شاشة ضخمة داخل المسرح، يتحدث عن العمل بشكل شيق ليدعوا الجمهور للاستمتاع بالعرض الذي تقوم فكرته على حلم محمد الحملي بأن يعيد تقديم هذا الإرث الفني الرائع لأغاني المسرحيات القديمة ليتدخل عبدالله الرميان راغبا في مشاركته هذا الحلم ليفتح الستار على تصميم مسرح غنائي مبهر من ديكور وإضاءة، ووجود فرقة موسيقية تعزف «لايف» مع عدد من المطربات والمطربين والكورال من شباب وبنات، فغنت من البنات مشاعل وشهد الناشي وآمنة عبدالله وغدير حسن والطفلة أمل محمد الحملي، ومن الشباب عبدالعزيز السعدون ودعيج الخميس، ومشعل العيدان الذي قام بإعداد هذا العمل الرائع، وطبعا بوجود الحملي والرميان اللذين شكلا «دويتو» رائع، حيث ملأ المسرح حيوية ونشاطا، ونشرا حالة من البهجة بأدائهم المتناغم سواء على مستوى الحوارات المتبادلة او من خلال غنائهما.
واختار مخرج العمل محمد الحملي مايسترو العرض الموسيقي «اللايف شو» 38 أغنية من أجمل أغاني المسرحيات القديمة التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، وللحقيقة كل من شارك في هذا العرض الذي يضاهي العروض الموسيقية العالمية بصناعة كويتية ترك بصمة واضحة تسجل في تاريخه.
ويحسب للحملي والرميان احتفائهما بالفنان القدير عبدالناصر الزاير صاحب النصيب الأكبر من المسرحيات التي تناولها العرض سواء كمؤلف او ممثل او مخرج، وطالباه بالصعود على خشبة المسرح واستقبله الجمهور أحسن استقبال.
العمل بشكل عام استقطب جمهورا من مختلف الشرائح والأعمار، فشاهدت السعادة والابتسامة ترتسم على ثغرهم وهم مستمتعون بسماع تلك الأغاني، كونها تذكرهم بلحظات لا تنسى، وعاش الحضور حالة من «الوناسة» بمعناها الحقيقي، فالجميع غنى وتفاعل مع نجوم العرض بشكل غير طبيعي، فكل الشكر لهؤلاء النجوم من أكبرهم إلى أصغرهم على هذا الوقت الممتع الذي عشناه معهم، وشاركنا نجم العمل محمد الحملي حلمه.
جدير بالذكر أن «مسرحيات زمان» من إعداد يوسف المطيري وشاركه محمد الربيعان، ومن الأرشيف الفني: عبدالعزيز القديري ومشعل العيدان، وهذه المجموعة هم من عناصر نجاح العمل إلى جانب الفرقة الموسيقية بقيادة محمد الربيعان بالإضافة لكورال الشباب والبنات.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.