عقدت أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، فعاليات اليوم الخامس عشر لملتقى الفكر للأئمة بمسجد ناصر الكبير بالفيوم، بعنوان “جبر الخواطر”.
يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي والتثقيفي، وضمن جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوعية الشباب.
ندوة بعنوان “جبر الخواطر” ضمن فعاليات ملتقى الفكر للأئمة بأوقاف الفيوم
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور الدكتور وليد الشيمي وكيل كلية دار العلوم بالفيوم سابقا محاضرا، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير الدعوة محاضرا، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام المسجد محاضرا، وعدد من العلماء وأئمة الأوقاف، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر للأئمة بأوقاف الفيوم، والذي يتم تنفيذه طوال شهر رمضان المبارك.
وخلال اللقاء أشار العلماء إلى أن ديننا دين الإنسانية فى أسمى معانيها، دين مكارم الأخلاق، ومن أسمى مكارم الأخلاق؛ جبر الخاطر، يقول سفيان الثورى: “ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم”، ورب العزة (سبحانه وتعالى) سمى نفسه فى كتابه العزيز “الجبار” يقول الحق سبحانه: “هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر”، ومعنى الجبار هو الذى يجبر عباده، فكما قال الإمام القرطبى (رحمه الله)فى دلالة هذه الآية: “فهو سبحانه الذى يجبر الكسير، ويعطى الفقير، ويغفر للمذنبين.
وأضاف العلماء: “ومن ذلك ما حكاه القرآن الكريم فى قصة أم سيدنا موسى (عليه السلام)عندما فارقها ابنها، يقول سبحانه: “فرددنه إلى أمه كى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون”، ويجبر خاطر السيدة سارة زوج سيدنا إبراهيم عليه السلام فيقول سبحانه: “وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد”، وعندما خرج سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم)من مكة ونظر إليها نظرة المحزون قائلا: “والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت” يأتى جبر الخواطر الإلهى بقوله تعالى: ” إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” فأبشر يا محمد ستعود فاتحا منتصرا إن شاء الله تعالى،ولما أحزنه (صلى الله عليه وسلم) تكذيب قومه له، وعدم إيمانهم به، جاءه جبر الخواطر الإلهى والمواساة الإلهية بقول رب العزة سبحانه: “قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون”، ويقول له الحق سبحانه: “واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا”.
وتابع العلماء: “وكذلك عند تقسيم الميراث، يقول الحق سبحانه: “وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا “، وذلك جبرا لخاطرهم وتطييبا لنفوسهم،أما فى شأن الوالدين، فقد نحا القرآن منحى آخر، فقال سبحانه: “إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما” قولا فيه مودة، وليس هذا للوالدين فحسب، فقد قال سبحانه: “وقولوا للناس حسنا”، ويقول عز وجل: “وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن”، ويقول سبحانه: ” الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات” وهذا فى الكلام، فالإنسان الخبيث هو الذى يقول الكلام الخبيث، أما الإنسان الطيب “والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات” فالكلمة الطيبة صدقة،مؤكدين أنه يجب أن نستعيد كل قيم التراحم فيما بيننا، فديننا يعلمنا أن نجبر خاطر الناس جميعا، وبخاصة الفقير والضعيف واليتيم والمسكين، فخير الناس أنفعهم للناس،وأمة بلا قيم أمة بلا حياة، فديننا وحضارتنا يرسخان لقيم التسامح.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.