لا تقلق فكل شىء بقدر الله



إن الإيمان الحقيقى هو ذلك الذى يخالط بشاشة القلوب فيجعلها ساكنة مطمئنة، لا يعرف القلق طريقه إليها، وإنما تظل على هذه الحالة الإيمانية عندما يعرف المؤمن أن كل شىء فى الكون يسير وفق ما قدره الله وكتبه فهذا معتقده وعقيدته التى رسخت فى عقله وثبت فى فؤاده فأسلم أمره لله، لأنه لا يقع شىء فى الكون إلا بعلم الله وبإذنه وبتقديره فلا جزع ولا خوف مع الإيمان بالله الذى خلق الخلق وهداه النجدين ويسره لليسرى ووهبه من العطاء والخير ما فيه سعادته وفلاحه إن سار على منهج الله وآمن بقضائه الذى قضاه على خلقه وأن من مصيبة إلا فى كتاب قال الله تعالى: «ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير».

فمهما حدث للناس هذه الأيام من هلع وفزع فلا ينبغى أن ينسيهم ذلك أنهم مؤمنون ورب الكعبة يبسط الله رحمته عليهم ويغشيهم بلطفه وعفوه إن هم تمسكوا بمرضاة ربهم واستظلوا بكنفه وأيقنوا أن كل ما أصابهم هو الخير وبلاء من الله ليميز الله الصالح من الطالح والطائع من العاصى وقوى الإيمان من ضعيفه الذى يهلع إن أصابته ضراء فيفزع ويشكو ربه للخلق وينسى أنه فى امتحان مع الله وصدق الله إذ يقول:«ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين».

إن ذلك البلاء الذى عم العالم اليوم فأفزعه وأقلقه لا ينبغى أن يشمل المؤمنين الذين رضوا بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ألا يقلقوا وإنما يقوون أنفسهم ويحصنونها بحصن الله المنيع مما جعله ديننا عبادة وطاعة لله من غسل ووضوء وأمر بالنظافة وغير ذلك مما أمرنا الله به من أوامر ونواهٍ فيها كل الخير والصحة والعافية لأبداننا والنقاء لقلوبنا، فعلينا أن نلجأ إلى الله فهو الذى بيده الأمور كلها وإليه يصير إليه كل شىء.

 

د. أحمد الطباخ




اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading