عناوين رئيسية

لمشاهدة ميسي وبيكهام والبلعوطي ودبش.. تشفير الدوري المصري بين بيع الخيال وأحلام المستقبل (تحقيق)


أيمن يونس: لما يكون في نهضة نشفر.. بطيشة: لماذا نبدأ بالخطأ؟ شيحة: فكرة من ١٢ سنة.. نبيل: فلنبدأ بالديجيتال.. رشدي: نحتاج لسنوات.. الزهيري: لنتحدث مع الجمهور

لكل فكرة أساس، وكل أساس يحتاج إلى دراسة وجهد وتفكير عميق قبل الإنخراط في التحدث عنه، ولكن هل جربت يومًا أن تبيع خيالك لأحد؟ ستقول كيف؟ هذا ما حدث عندما عرض ثروت سويلم عضو رابطة الأندية المصرية، أن سيطرح فكرة تشفير مباريات الدوري المصري للموسم الجديد 2024-2025، في مجلس النواب خلال أكتوبر المقبل.

الاقتراح الذي طرحه محمد عادل المشرف على الكرة بنادي المقاولون، وسيتم مناقشته في مجلس النواب، قال عنه سويلم: “الاقتراح يتمثل في تشفير الدوري المصري بقيمة 200 جنيه سنويا من كل مشجع، وتشفير الدوري يمنح كل فريق بالدوري قرابة 30 مليون جنيه في الموس.. تكلفة تشفير الدوري على المواطن أقل من تذكرة مباراة واحدة، وقيمة تشفير الدوري ستوفر للمواطن نقل الدوري بجودة عالية.

وحول هذا الاقتراح، تحرك “الفجر الرياضي” في تحقيق صحفي يسأل أهل “المهنة” من لاعبين ونقاد وإعلاميين وجماهير، عن تشفير الدوري المصري وهل هو دربًا من الخيال أم حلم مستقبلي نستطيع أن نحققه.

أيمن يونس: التشفير تحدي ولكن

شارك أيمن يونس نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، في تحقيق “الفجر الرياضي”، مشددًا على أن تشفير الدوري المصري فكرة مميزة وطبيعية لدوري هو دوري محترفين، ولكن هل الدوري بالفعل دوري محترفين؟

وواصل بنفس الاستهجان: “هل الدوري المصري هو منتج مثير لدرجة إن الجمهور يتعاقد لمشاهدته؟”.

وتابع: “كلمة تشفير عبارة عن تحدي لمعرفة حقيقة الدوري المصري وهذه مشكلة كبيرة”.

وأكمل: “الدوري المصري هو الأقدم والتاريخي في إفريقيا وآسيا، ومن أقدم الدوريات في العالم، ولكن يفتقد للكثير في تركيبته سواء المتعة والإثارة والاجواء الملائمة لسعادة الجماهير”.

وأردف المحلل الرياضي الشهير: “الدوري المصري عصبي.. مشدود.. مليء بالتوتر والتحديات التي لا تنم عن منافسات جميلة”.

واستطرد: “التشفير حاليًا لا يصلح، عندما نصل بمستوى كرة القدم لمستوى المحترفين بشكل مميز، سواء كإدارة عليا أو أندية تدير شركات كرة القدم باحترافية، نتحرك لتشفير المنتج”.

واختتم قائلًا: “لما يكون في نهضة كروية في مصر، نقدر نعمل تشفير”.

حاتم بطيشة: لماذا نبدأ من النقطة الخطأ؟

شارك حاتم بطيشة المعلق الرياضي الكبير، في تحقيق “الفجر الرياضي”، مستهجنًا في فكرة التحدث عن تشفير الدوري المصري في التوقيت الحالي.

حاتم بطيشة يشدد على أن الدوري الجاذب للجمهور سهل التشفير

وقال بطيشة: “لماذا نبدأ من النقطة الخطأ؟ النقطة الصح واضحة التشفير أخر شيء وليس الأول”.

وتابع: “الطبيعي أن يبدأ الإنسان بالبناء على مراحل، فلا يمكن أن تذهب للدهان فجأة دون المرور على المراحل تباعًا، التشفير هو دهان الواجهة.. كيف وأنت لم تبني من الأساس؟”.
وأكمل بجملة: “ابدأ صح.. ابني الأساس ثم الأدوار وفي النهاية ستصل للتشطيب”.

وعلق على التصريح المتداول حول تشفير الدوري: “سمعت المداخلة أن التشفير سيدخل رغم خزعبلي غريب ولكن في نفس المداخلة قال إن الناس بتتفرج على الوصلة”.

وأردف: “مين قالك إن الناس مش هتعمل وصلة للدوري المصري، وتروح عليك الفلوس”.

وأتم تصريحاته قائلًا: “أهم شيء دوري يجذب الجمهور، دوري به منافسة وانتظام مواعيد ومباريات.. دوري به تنظيم جدول ولوائح وقوانين، العالم كله بيعمل كده ولكن نحن بعيد.. نعمل الكلام الطبيعي ثم نتحدث عن التشفير”.

محمد شيحة: التشفير فكرة من 12 سنة ولم تنجح

قال محمد شيحة وكيل اللاعبين، أن فكرة التشفير ليست جديدة على الدوري المصري، حيث أنها عرضت من 12 عامًا على إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق.

محمد شيحة يؤكد أن التشفير الآن بعد فوات الآوان

وشارك شيحة في تحقيق الفجر الرياضي: “الفكرة جيدة ولكن متأخرة للغاية، ولكن أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأت أبدًا”.
وأضاف: “اجتمعنا مع رئيس الوزراء السابق وعرضنا تشفير الدوري المصري عن طريق ريسفير بمائة جنيه فقط”.

وأكمل: “لو تم موضوع التشفير فلا بد  أن نكون تحب عباءة مجموعة القنوات المشفرة – لو سمحوا لنا بذلك-“.

وواصل: “مع احترامي للواء ثروت سويلم، ولكن الرقم الذي ذكره ضعيف للغاية، من الممكن أن يكون قصده التسهيل على الجمهور”.

وأردف: “أنت جاي تشفر بعد فوات الآوان، العالم كله يتجه الآن للبودكاست والديجيتال”.

وأتم النائب السابق لرئيس اللجنة المعينة لإدارة نادي الإسماعيلي، قائلًا: “التشفير فكرة جيدة لكنها متأخرة، ولو تمت أعتقد لن يكون أقل من 1200 جنيه سنويًا”.

مدحت رشدي: حال الدوري المصري لا يصلح للتشفير

قال الناقد الرياضي مدحت رشدي، أن حال تشفير الدوري المصري لا يصلح في التوقيت الحالي، وليس له آليات محددة مع إمكانيات الدوري الحالية وليس لعراقته”.

مدحت رشدي يؤكد أن إدارة الكرة والمنتج والجماهير في سلة واحدة

وشارك رشدي في تحقيق “الفجر الرياضي” قائلًا: “حالة الدوري الحالي المتردية في المستوى، والتي تتصف بالأزمات المستمرة والمتزايدة بين فرق الدوري، لا تعطي أي مؤشر نجاح لفكرة التشفير”.

وأكمل: “رسالة لمن يريد تطبيق هذه الفكرة، أنتم شخصيات ليست ذو مسؤولية وبالتالي ليس لديكم الإمكانيات لتطبيق فكرة التشفير أو حتى تطوير الكرة المصرية”.

وهاجم قائلًا: “من عرض هذا الاقتراح لديه سجل حافل من الأزمات مع عدد كبير من الرياضيين خلال توليه منصب مسؤول في الكرة المصرية، إذًا فكيف سيطبق هذا الفكر المتقدم”.

وأتم تصريحاته برسالة تفاؤل: “مستقبلًا يمكن تشفير الدوري المصري لكن ليس في المستقبل القريب، سنحتاج لسنوات طويلة من الجهد والعمل، بناء على تطور المجال والجماهير والأجهزة التي يمكن إنتاجها بأسعار مناسبة للجمهور المصري، ومن خلال تغير مفهوم الدوري وعودة الوئام ووجود لجنة حكام لا تخلق مشاكل.. العوامل عديدة ولكنها تتوقف على إدارة الكرة والمنتج الجماهير في سلة واحدة”.

جمال الزهيري: تشفير! هل هناك جدول منتظم؟

شارك جمال الزهيري الناقد الرياضي الكبير، في تحقيق “الفجر الرياضي”، مؤكدًا أن التوقيت الحالي لا يمكن بل يستحيل تشفير الدوري المصري.

جمال الزهيري يطلب انتظام المسابقة أولًا

وقال الزهيري: “لا يوجد أي شيء جاذب يدفع الجمهور لدفع أموال، لمشاهدة بطولة الدوري المصري، لكن ممكن في المستقبل”.

وتابع: “لا يوجد جدول منتظم للدوري المصري من الأساس، فيكف يتم تشفير البطولة”.

وواصل: “هل هناك مسؤول في الإدارة الكروية يستطيع تنفيذ جدول منتظم للبطولة؟ لنرى أولًا”.

واستطرد: “متطلبات عديدة حتى نقدم على خطوة تشفير الدوري المصري، على رأسها انتظام المسابقة ونجوم جاذبة للجمهور”.

وأردف متعجبًا: “اللواء ثروت سويلم قال زي الدوري السعودي ولم يقل الدوري الإنجليزي.. الدوري السعودي به نجوم عالميين، بل نجح في استقطاب كل النجوم الذين كنا نشاهدهم في الدوريات الأوروبية، فلماذا لديك هنا إذن؟”.

واختتم تصريحاته قائلًا: “لا بد أن نسأل الجمهور عن طريق استطلاعات عن رغباتهم في الدوري المصري، وعندما نحققها نبدأ حينها مرحلة التشفير”.

هيثم نبيل: من قال تشفير لا يمتلك خطة.. فلنبدأ بالديجيتال

شارك الناقد الرياضي هيثم نبيل رئيس تحرير موقع يلا كورة السابق، في تحقيق “الفجر الرياضي”، مشددًا على أن كلمة تشفير يندرج ورائها العديد من النقاط.

هيثم نبيل يؤكد عدم التحكم في منتج كرة القدم 

وقال: “التشفير أمر سيحدث أجلًا أو عاجلًا، لا يوجد مكان في العالم يعرض المباريات مجانًا، ولكن هل نمتلك ما يمتلكونه؟”.

وتابع: “قبل خروج أي مسؤول للحديث، لا بد أن يسأل نفسه هل لدينا مؤهلات بطولة تستحق التشفير وتجذب الجمهور الذي سيدفع مقابل المشاهدة”.

وأكمل: “هل لدينا ملاعب أو حضور جماهيري وانتظام للمسابقات، وغيرها من أسس تساعد في انتشار فكرة التشفير؟”.

وأردف: “الدوري الألماني لخامس عام كل المباريات كامل العدد، فلننظر ماذا فعلوا ونسير على دربهم”.

وواصل: “بنقول كلام دون تفكير، قبل ما نشفر فين الحقوق.. نتكلم عن الديجيتال الذي من الممكن أن نبدأ به فكرة التشفير، وهل يبقى السؤال هل لديك السيطرة الكافية لمنع الكاميرات داخل أرض الملعب؟”.

واستطرد: “هل تمتلك المنتج الخاص بك حتى تشفره، الغالبية ينزلون أرض الملعب ويقوموا بتصوير كل شيء وغالبيتهم ليسوا صحفيين، فإذا كنت تريد أن تبدأ اوقف هذا الكلام فورًا وتحكم في منتجك”.

وكشف نبيل عن أن كلمات مثل التشفير، التسويق، وغيرهم تستخدم ككلمات فقط، لكن لا يوجد مسؤول درس متى وكيف يحقق مكاسب.

واختتم قائلًا: “اتحدى أي شخص يكون لدية خطة لو خطوات تنفيذية لهذه الأسس، هي مجرد كلام.. قبل التشفير يبقى عندنا كورة ودوري وحقوق، اللي قال كلمة لا حاسبها ولا دارسها ولا حتى عنده خطة، هذا العمل يحتاج إلى دراسات وخطط على يد متخصصين وليس مجرد تصريحات غير محسوبة.. التشفير صعب جدًا في التوقيت الحالي”.

قطاع عريض من الجمهور يتفق على شيء واحد

وتواصل “الفجر الرياضي” مع عدد من الجمهور المصري المشاركة في هذا التحقيق، حيث علقت نور حسن ٢٢ عامًا: “مفيش حاجة في الدوري المصري تستاهل التشفير”، فيما قال كريم الصباغ من مشجعي نادي الزمالك: “لما نوصل لمتعة الكرة الأوروبية في الملعب والتصوير واللاعبين سندفع ونحن سعداء”، بينما قال عاطف محمد أحد مشجعي نادي الأهلي: “موضوع التشفير ده مجرد كلام، احنا بعيد”، ورد فهمي إمام من مشجعي نادي الإسماعيلي: “ننظم الدوري صح وبعدين نشفر”، وأخيرًا قال عبد اللطيف القناوي أحد المشجعين بالصعيد: “الكرة المصرية تحتاج لخطة تطوير حقيقية وليس شعارات، لما الكرة تتطور التشفير سيكون مقبول عندنا جميعًا”.

في النهاية، إن استفادة الأندية المصرية من أي فكرة شيء مهم وجيد ولكن مثلما يريد المسؤول أن يستفيد ويفيد أنديته، فمن سيفيد الجمهور -المحرك الرئيسي للعبة-؟

الجميع اتفق على ضرورة تواجد ضوابط غائبة وأسس بناء علمية مبنية على خطط وتجارب الناجحين، فهل من مستمع أم دون من طين والثانية من عجين؟! 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى