كل المعارك مهما بدا فيها الانتصار أو الغلبة، يظل لجانب الخسائر نصيبًا غير هينًا من المعادلة، فالدماء والأنفس خسارة، والمال خسارة، والموارد خسارة، وقلقة استقرار الأوضاع تدخل ضمن تلك الخسارات. ولقد تكبَّد الكيان بعد طوفان الأقصى، خسائر على المستويات المذكورة بشكل كبير، بدا واضحًا أمام الجميع، بعدما ألقمته حركة حماس المقاومة بصواريخ مَطِيرَة، عَرفَ خلَالَها أنَّ القدرات التكنولوجية لم تكن مكسبًا يمكن الاعتماد عليه، وكذلك تأكَّد من ضعف قدراته الاستخباراتية والأمنية التي أنفق عليها المليارات.
ونحن في صبيحة اليوم السادس الموافق الخميس 12 أكتوبر 2023 لمعركة طوفان الأقصى، يمكننا أن نبدأ في حصر خسائر الكيان الصهيوني، بعد إعلانه حالة الحرب، وقراراته الانتقامية التي بدأ في إجرائها فعليًا، خلال عمليات القصف داخل غزة.
تتابع بوابة الفجر الإلكترونية آخر التطورات، حول سادس أيام طوفان الأقصى، وآثار المعركة على اقتصاد الكيان الصهيوني، ما سيدفع ربما الكيان الصهيوني لمراجعة قرارته عاجلًا أو بعد فترة.
هروب اقتصاديين من إسرائيل
عاد الملياردير فريدمان إلى روسيا، من حيث جاء، بعدما ترك المملكة المتحدة واتجه إلى إسرائيل قبل أسبوع من إطلاق حركة “حماس” طوفان الأقصى.
اختار فريدمان إسرائيل كملجأ له بسبب العقوبات المفروضة عليه من العديد من الدول من بينها المملكة المتحدة وأمريكا، لكنه مع الوقت ربما شعر بأن إسرائيل ليست سوى دولة محتلة تعيش اضطرابات اقتصادية وسياسية حادة على المستوى الداخلي.
ربما سيختار العديد من الإقتصاديين الخروج من إسرائيل، والهروب من خضَم الأحداث، والنجاة بحياتهم من الخطر الذي صار من المؤكد موجود داخل الأراضي التي يسيطر عليه الكيان الصهيوني باسم “إسرائيل”.
عداءات دولية
رغم أنه لا قطيعة بين إسرائيل والكثيرمن الدول، إلَّا أنه على مستوى الصين مثلًا، فإنها دعَّمت موقف الفلسطينينن، ودعت إلى \ضرورة وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
كذلك ما أعرب عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول فشل واضح لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط ومحاولة التلاعب بأي تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ودعمه لحقوق الشعب الفلسطيني، ما اعتبرته حركة حماس موقفا لائقا.
خسائر على المستوى الاقتصادي
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية “السيوف الحديدية”، وبدأ شن غارات عنيفة ومكثفة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين في القطاع، كما صرَّح رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو: “نحن في حالة حرب ولسنا في عملية عسكرية، وسنرد بقوة لم يعرفها أعداء إسرائيل من قبل”.
رغم كل ما سبق فإن خسائر على المستوى الاقتصادي بدت خلال تقارير تسجيل الشيكل التي أبرزت هبوطًا نسبته 3% في اليوم الأول للتداول، إذ وصلت قيمة الشيكل مقابل الدولار إلى 3.95، وبهذا وصلت عملة الكيان الصهيوني إلى أدنى مستوى منذ 8 أعوام.
وكان البنك الإسرائيلي المركزي أعلن الاثنين الماضي، بيع 30 مليار دولار في سوق النقد الأجنبي لدعم وحماية الشيكل، المشهد الذي يراه اقتصاديون تشاؤمي في ظل تصاعد الصراع، لافتين نحو أزمة اقتصادية كان يوجهها الكيان قبل الحرب بسبب التعديلات القضائية وتداعياتها.
كانت وزارة الطاقة الإسرائيلية قررت تعليق الإنتاج مؤقتًا من حقل غاز “تمار”، فيما أغلق ميناء عسقلان ومنشأة نفط تابعة له في أعقاب معركة طوفان الأقصى، كما أنَّ حجم الخسائر المادية في اليوم الأول فقط للمعركة تقدر بنحو 3 مليار شيكل على الأقل، إذ تضررت 20 مستوطنة بشكل كبير ودمرت المنازل والبنية التحتية والطرق والمزارع.
الحالة الأمنية
الحالة الأمنية في دولة الاحتلال خلقت مخاطر جيوسياسية دفعت العديد من المضاربين للانسحاب من السوق الإسرائيلية أدت لتراجع بورصة الاحتلال بنسبة 8% في أول أيام التداول، بعد بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، وكذلك إيقاف رحلات جوية، ما ألقى بأثره على السياحة والزراعة.
خسائر الحياة الطبيعية
ليس غريبًا أن تحدث خسائر على مستوى الحياة الطبيعية للمواطن داخل الكيان الصهيوني، فاستدعاء قوات الاحتلال لأكثر من 300 ألف جندي احتياط للخدمة العسكرية وترك وظائفهم فارغة سيؤثر على حركة الانتاج في مجالات كثيرة، إلى جانب التقلص الكبير للعمالة.
تعطيل اليد العاملة الأكبر والأكثر أهمية لدى الاحتلال، ما سيجعله مضطرًا للاستعاضة عنهم بفلسطينيين وإصدار أذونات خاصة للعمال منهم.
ومعنويًا ربما يفتقد المجند أو المواطن داخل دولة الكيان الثقة في القائمين على أمره، وبخاصة بعد إعلان حركة حماس الفلسطينية أن أربعة أسرى إسرائيليين ومحتجزيهم من رجالها قتلوا بسبب غارات إسرائيلية على قطاع غزة، ما يعني أنَّ الكيان لن يتكبَّد سوى الخسائر المادية والمعنوية.
اقرأ أيضًا..
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.