الفرق بين النبي والرسول.. والحكمة من بعثة الأنبياء والرسل، قد يكون موضوعًا مثيرًا للاهتمام. في الإسلام، يشير كلمة “نبي” إلى شخص يتلقى رسالة من الله ويتم اختياره لتبليغ هذه الرسالة إلى الناس. على الجانب الآخر، يشير مصطلح “رسول” إلى شخص يتلقى رسالة خاصة ويكلف بتبليغها إلى جماعة محددة من الناس أو إلى البشرية بأسرها.
النبي هو من يتلقى الوحي ويقوم بتبليغه إلى المجتمع، وقد يكون دوره أحيانًا محدودًا إلى مجتمعه المحلي. بينما الرسول هو نوع خاص من الأنبياء، يتم اختياره لنقل رسالة محددة ويكلف بمهمة خاصة بنقل هذه الرسالة إلى جماعة محددة أو إلى البشرية بشكل عام.
على سبيل المثال، في الإسلام، نبي مثل نوح عليه السلام كان مرسلًا لمجتمعه المحدد، بينما رسول مثل محمد صلى الله عليه وسلم كان مرسلًا للبشرية بأسرها. يعبر هذا عن فارق في نطاق المهمة التي تكلف بها النبي أو الرسول.
ويمكن أن يكون هناك أمثلة تاريخية ودينية متعددة للأنبياء والرسل في مختلف الأديان، ولكن الفهم العام للنبي والرسول يتناول هذا النقاش ويعكس الأدوار والمهام المتفردة التي قد تكون لكل منهما.
الفرق بين النبي والرسول.. والحكمة من بعثة الأنبياء والرسل
يوجد العديد من الاختلافات الجزئية بين النبيّ والرسُول، فكلُّ رسولٍ نبيّ وليس العكس، ودليل ذلك ما جاء في القرآن الكريم من عطف النبي على الرسول في قوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)، وفيما يأتي بيانٌ لهذه الاختلافات:
- الرسول أعلى درجة من النبيّ، فهو نبيّ وزيادة، حيث إنّ الرسول يُبعث بِرسالةٍ جديدة، وشريعةٍ جديدة، وكِتابٍ مُستقل، ويكون له أُمّةٌ كبيرة، وأمّا النبيّ فلا يكون له كتابًا خاصًا به، وقد يُوحى إليه بِحُكمٍ جديدٍ يكونُ ناسخًا أو غير ناسخ لما قبله من شريعةِ الرُّسل.
- الرسول يكون قومه تابعين لرسالتهِ وشريعته، وأمّا أتباع النبيّ فهم يتّبعون شريعة مَن سبقهم مِن الرُّسل.
- الرسول يُوحى إليه بِرسالةٍ ويُؤمرُ بتبليغها، وأمّا النبيّ فيوحى إليه ولا يُؤمرُ بتبليغها، فالرسالةُ أعمُ من النُّبوة.
- الرسول يأتيه الوحيّ في اليقظة، وأمّا النبيّ فيأتيهِ في المنام، أو عن طريق الإلهام.
اقرأ أيضًا.. ترتيب الأنبياء والرسل من سيدنا آدم إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام
ما يشترك فيه النبيّ والرسول؟
- يشتركُ الأنبياءُ والرُسل في العديد من الصفات والخصائص، وفيما يأتي ذكرها:
- رِجالٌ مِنَ البشر، اختارهم الله -تعالى- من بين الناس، وفضّلهم بِالرسالةِ والنُّبوةِ، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
- جميعُهم من البشر، ولهم صفاتٌ كصِفاتِهِم؛ من الأكلِ، والشُربِ، والمرضِ، والموتِ، ولا يملكون النفع أو الضُّر، ولا يعلمون من الغيب إلا ما يُخبِرُهم به الله -تعالى-، لِقوله -تعالى- على لسان نبيه مُحمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ).
- العِصمة فيما يُبلّغونه للنّاسِ من أحكامِ الدّين، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).
- يُخيّرون عند موتهم بين الدُنيا والآخرة، كما أنّهم يُقبرون حيثُ يموتون، ويَبقون أحياءً في قُبورهم يُصلون، لِقولِ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن موسى -عليه السلام-: (وقدْ رَأَيْتُنِي في جَماعَةٍ مِنَ الأنْبِياءِ، فإذا مُوسَى قائِمٌ يُصَلِّي).
- حُرمةِ الزواج بنسائهم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).
- تأييد الله -تعالى- لهم بِالمُعجِزات.
- أفضلُ الناس خُلُقًا، وعِلمًا، وعبادةً، وأخلاقًا، وأطهرهم قُلوبًا، وأحسنهم عُقولًا وذكاءً، وأشرفهم نسبا.
ترتيب الأنبياء والرسل
- آدم -عليه السلام.
- إدريس -عليه السلام.
- نوح -عليه السلام.
- هود -عليه السلام.
- صالح -عليه السلام.
- إبراهيم -عليه السلام.
- لوط -عليه السلام.
- شعيب -عليه السلام.
- إسماعيل -عليه السلام.
- إسحاق -عليه السلام.
- يعقوب -عليه السلام.
- يوسف -عليه السلام.
- أيوب -عليه السلام.
- ذو الكفل -عليه السلام.
- يونس -عليه السلام.
- موسى -عليه السلام.
- هارون -عليه السلام.
- يوشع بن نون -عليه السلام.
- إلياس -عليه السلام.
- اليسع -عليه السلام.
- داوود -عليه السلام.
- سليمان-عليه السلام.
- زكريا -عليه السلام.
- يحيى -عليه السلام.
- عيسى -عليه السلام.
- خاتم المرسلين محمد -عليه السلام.
الحكمة من بعثة الأنبياء والرسل
- بعثَ الله -تعالى- الأنبياء والرّسل للعديدِ مِنَ الحِكَم، وفيما يأتي ذكرها:
- بيانُهم للناسِ ما يُحبهُ الله -تعالى- ويرضاه، وما يبغضُه، وإصلاحهم للنُّفوس وتطهيرها.
- دعوةُ الناس إلى توحيدِ الله -عز وجل-، ونبذ الشّرك، قال الله -تعالى-: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).
- بيان حال الناس يوم القيامة، وما أعدّهُ الله -تعالى- للمؤمن من النعيم، وللكافر من العذاب، قال الله -تعالى-: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).
- رحمةً للعالمين، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
- توضيح الأمور الغيبيّة التي لا يُدركها النّاس بِعقولهم؛ كمعرفةِ الله -تعالى-، وأسمائهِ، وصِفاته، وكذلك معرفة الملائكة، وغير ذلك من الغيبيّات.
- الاقتداء بهم لأنّ الله -تعالى- قد كمّلهم بالأخلاق الحسنة، لِقولهِ -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا).
- إقامةُ الحُجة على الناس، لِقوله -تعالى-: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.