إعداد: هشام مدخنة
على الرغم من عمرها البالغ 822 عاماً، فإن ريغا لا تزال بعيدة عن الشعور بالشيخوخة، ومن الأفضل الاستمتاع بروح المدينة الشبابية في أحد مهرجانات الطعام في الشوارع أو غيرها من الأحداث الإبداعية والحضرية التي تقام على مدار العام. ولكن إذا كنت ترغب في الحصول على المزيد من المغامرة والاقتراب من المناظر الطبيعة الخلابة، فما عليك سوى المضي من وسط المدينة إلى الشاطئ، والمناطق المحاطة بالغابات والاستمتاع بهواء البحر المنعش، والمشي على طول الرصيف.
من ناحية أخرى، أُطلق على عاصمة لاتفيا لقب «باريس دول البلطيق»، وهي جديرة بذلك في عيون السياح الذين يزورون هذه المدينة الجميلة التي لا تحظى بالتقدير الكافي في أوروبا الشرقية. وبوصفها أكثر عواصم البلطيق عالمية، تُعتبر ريغا، مدينة حديثة ذات قلب تاريخي، تعرض مجموعة مذهلة من السحر الطبيعي والرومانسية القوطية والباروكية والمراكز الثقافية التي تستحق المشاهدة.
الكعكة الثقافية
إن الهندسة المعمارية والمسارح والمعارض الفنية والفعاليات الخارجية ليست سوى جزء صغير من الكعكة الثقافية الكاملة التي يمكن تذوقها في ريغا. حيث دار الأوبرا الفاخرة وقاعات الموسيقى المتنوعة ودور السينما المستقلة والمشهد الفني المعاصر.
في الآونة الأخيرة، أجرت ريغا دراسة استقصائية مع السياح الأجانب المغادرين، وكانت النتائج أفضل من المتوقع. وأكد أكثر من نصفهم أن لديهم انطباعاً أفضل بكثير عن المدينة بعد زيارتهم لها عن ما كان في مخيلتهم قبل الوصول، وكانوا سعداء بأجوائها السياحية اللافتة. بشكل عام، ترك 98% من المشاركين في الاستطلاع تقييمات رائعة؛ حيث تجاوزت ريغا جميع التوقعات في رحلتهم.
بديل أرخص لباريس
يعود الفضل للمؤلف البريطاني غراهام غرين في تسمية عاصمة لاتفيا ب«باريس الشمال»، نظراً للمقاهي المنتشرة على الأرصفة المبهجة والهندسة المعمارية الحديثة والمشهد الفني المزدهر. صحيح أن زيارة ريغا لا تتضمن التقاط صور سيلفي مع برج إيفل، لكن لدى المدينة سحرها الخاص ومعالمها السياحية الفريدة التي قد تنافس العاصمة الفرنسية الشهيرة، وعلى رأسها نصب الحرية الذي لا يمكن تفويت رؤيته.
وأثناء التجول في الشوارع المرصوفة بالحصى، من الصعب مقاومة إغراء التوقف عند مقهى وزيارة أحد المتاحف، والذي غالباً ما يكون أرخص بنسبة 30% على الأقل من باريس.
وشهدت ريغا أيضاً مزيداً من الاتصال مع العالم في الفترة الأخيرة، حيث زارها أكثر من 1.2 مليون سائح في عام 2023. ويمكن لشركات الطيران الاقتصادية مثل RyanAir وairBaltic توفير الكثير من المال للمسافرين من عشرات المطارات.
السوق المركزي
تتمتع مدينة ريغا بسحر خاص جداً وممتع لاستكشافها سيراً على الأقدام، مع الاستمتاع بالهندسة المعمارية الرائعة والمواقع التاريخية مثل «ساحة تاون هول» ومبنى «House of the Black Heads» الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، وحفنة من الكاتدرائيات الجميلة.
كما يعتبر سوق ريغا المركزي، أكبر سوق وبازار في جميع أنحاء أوروبا، عالماً آخر يجب أن تتوقف فيه خلال رحلتك. فهو مكان مثالي لهواة التصوير الفوتوغرافي، وأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. ورغم أنه لا يشبه المراكز التجارية اللامعة، فإن السوق مكتظ بالسكان المحليين والسياح الذين يأتون لشراء الفاكهة والخضراوات بأسعار زهيدة.
نصب الحرية
يُعرف هذا المعلم التذكاري تحبباً باسم «ميلدا»، حيث يرتفع عالياً في موضع يقع بين البلدة القديمة ووسط مدينة ريغا. وعند قاعدة النصب هناك نقش مكتوب عليه «في سبيل الوطن والحرية»، مصحوب بأفاريز مصنوعة من الغرانيت عن اللاتفيين وهم يغنون ويقاتلون من أجل حريتهم.
ويعلو تمثال الحرية المصنوع من الغرانيت والنحاس أنثى تمسك بثلاث نجوم ذهبية بين يديها ترمز للأقاليم الثقافية اللاتفية الأصلية الثلاثة: كورزيم، فيدزيم، وأتغال.
والمثير للدهشة أنه لم يجرِ هدم نصب الحرية خلال الحرب العالمية الثانية أبداً، حيث أعادت الحكومة السوفييتية تفسير التمثال الذي يحتضن النجوم الثلاث بوصفه «روسيا الأم» وهي ترعى أعضاء اتحادها الثلاثة الجدد: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
البدو الرقميون
نظراً للقدرة النسبية على تحمل الكلف، على خلاف معظم دول أوروبا الجنوبية، فضلاً عن غناها الثقافي، فإن ريغا هدف مناسب تماماً للبدو الرقميين. خذ بعين الاعتبار مدى صغر المدينة مقارنة بالمدن الكبرى الأخرى، وستشعر بإحساس المجتمع بدلاً من أن تصبح مجرد وجه آخر في الحشد.
وتعتبر تأشيرات البدو الرقمية في لاتفيا واحدة من أسهل التأشيرات التي يمكن الحصول عليها دون متطلبات صارمة. وبالنسبة للإقامات طويلة الأمد، يمكن بسهولة العثور على شقق بأقل من 500 دولار وحتى أرخص بعيداً عن وسط المدينة. كما أن تذاكر النقل العام وفواتير الإنترنت رخيصة جداً أيضاً. ولكن إذا كنت من رواد مقاهي الأرصفة الجميلة، فستجد نفسك تستخدمها كمكتب خاص لك.
وجهة شاطئية ناشئة
ربما من غير المعروف أن عاصمة لاتفيا تقع على طول خليج ريغا في بحر البلطيق. وبالتأكيد لن نذهب لحد وصفها بأنها جنة على شاطئ البحر بين أمثال جزر المالديف أو لوس كابوس، ولكنها دون أدنى شك تستحق الزيارة كوجهة شاطئية ناشئة تتلمس خطاها رويداً رويداً بين عمالقة السياحة الشاطئية العالمية.
وتوفر المدينة مجموعة متنوعة من الشواطئ ذات المناظر الخلابة، وأشهرها شاطئ جورمالا، وفيكاكي، وفاكاربولي. وهي أيضاً ميناء للرحلات البحرية مع وجود العديد من أسماء الخطوط التجارية الشهيرة للاختيار من بينها.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.