تحتفل نقابة الصحفيين يوم الثلاثاء القادم بيوم الصحافة المصرية وهو اليوم الذى نجحت الجمعية العمومية فى إسقاط أسوأ قانون كان تمريره فى البرلمان فى عام 1995 فى جلسة واحدة.. وبعد عام من النضال الديمقراطى السلمى نجت الجمعية العمومية لنقابه الصحفيين فى إسقاط القانون وإقرار قانون اكثر حريه لتنظيم الصحافة.
ومعركة القانون رقم 93 لسنة 1995 والذى أطلقت عليه قانون اغتيال الصحافة أظهرت وقتها قوة الصحفيين عندما يتحدون وان الحرية هى أساس العمل الصحفى ووتعدد الأصوات والتنوع هو أهم أركان الديمقراطية فى أى بلد
وأتذكر ان وزير فى الحكومة خرج فى برنامج تلفزيونى عندما سألوه لماذا لم تستطلعوا رأى الصحفيين فى القانون فكان رده «هل نستطلع رأى تجار المخدرات فى القوانين التى تعاقبهم» فسقط القانون وسقط الوزير فى دائرة النسيان ولم يعد يتذكره أحد بعد خروجه من الوزارة غير مأسوف عليه.
ومن مكاسب هذه المعركة إقرار حق الأشخاص الاعتبارية والطبيعية فى إصدار الصحف ولا ولا مرة نجد فى مصر صحف ومجلات خاصه يملكها رجال اعمال وصحفيين مما احدث انتعاشة فى الصحافة بعد حدوث التنوع والتعدد الصحفى وأصبحت كل الآراء تطرح عبر الصحف.
ومن مكاسب هذه المعركة خروج نقابة الصحفيين من حالة العزلة التى كانت فيها الى تكوين تحالفات مع منظمات المجتمع المدنى وخاصة منظمات حقوق الإنسان والنقابات المهنية الأخرى مما مهد لتكوين تحالف مدنى قوى ساعد فى اسقاط القانون بعد ان خلقت حالة رفض مجتمعى له والتضامن الواسع من أحزاب المعارضة مع الصحفيين وكذلك المؤسسات الدولية للصحفيين التى نددت بالقانون وساعدت فى الضغط على الحكومة لإسقاطه وهو ما حدث يوم 10 يونيو 1996.
أكثر من 12 اجتماع للجمعية العمومية الطارئة للنقابة عقدت فى عام وهو حدث تاريخى لم يحدث فى أى نقابة مهنية مصرية منذ ظهور النقابات فى مصر.. وقف الصحفيون خلف مجلس النقابة والنقيب الجليل الكاتب الصحفى إبراهيم نافع رحمه الله صفا واحدا. الكل مد يد العون لإسقاط هذا القانون المشبوه الذى سقط بعد ان اكتشف الرئيس الراحل حسنى مبارك ان لوبى الفساد فى الحكومه دلس عليه من أجل تمريره بليل.
لوبى الفساد هو العدو الأول لحرية الصحافة.. وينشط هذا اللوبى فى ظل عدم وجود حريه الصحافة والاعلام.. واحتكاره والسيطرة عليه ادوات كثيرة.. الصحافة المصرية لعبت دورا فى اسقاط رموز الفساد خلال فترة الحرية بعد إسقاط هذا القانون المشبوه ونجحت فى رفع حالة الوعى عن المصريين بنقل الحقائق رغم التضييق على حريه تداول المعلومات لان المعلومات هى الداعم الأول لحرية الصحافة.
الصحافة الحرة والتنوع والتعدد الصحفى والمعارضة السياسية هى أدوات لتقوية أى نظام حكم فى أى بلد فى العالم وهى الأكثر قدرة على امتصاص غضب الشعوب من أى قرارات قاسية عندما تنتقد هذه القرارات .. فهى متنفس للشعب ليعبر من خلالها عن رأيه بدون خوف.
فمن حق الصحفيين المصريين أن يحتفلوا يوم الثلاثاء القادم بمرور 24 عاما على اسقاط قانون اغتيال الصحافة. وهو يوم سيظل مفخرة للنقابة وللأجيال التى شاركت فى إنجاحه وتحويله الى علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.