من عزبة فلتاؤوس التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا جنوب مصر تنحدر عائلة رامي مالك المصري الأصل الفائز بجائزة ” أوسكار ” أمس، كأفضل ممثل عن دور فريدي مركوري في فيلم “بوهيميان رابسودي” والذي يتحدث عن بروز فرقة “كوين” البريطانية.
في تلك العزبة ولد سعيد مخالي عبد الملك فلتاؤوس والد رامي مالك، والذي سميت العزبة باسم جده الأكبر فلتاؤوس، ويعيش بها نحو 27 ألف نسمة، ويعمل معظم شبابها خارج مصر.
لسعيد والد رامي شقيقان آخران هما مختار وفوزي، وحصل سعيد على بكالوريوس التجارة وانضم للجيش المصري كضابط احتياط في العام 1972.
شارك سعيد وشقيقه مختار في حرب أكتوبر من العام 1973، وحوصرا في السويس، ولم يكن الشقيقان يعلمان أنهما محاصران في نفس المنطقة إلا بعد فك الحصار وعودتهما للقرية.
عمل سعيد محاسبا وتزوج من زميلته السيدة نيللي مالك والتي أطلق اسم والدها على اسم ابنها رامي، وأقام معها في القاهرة، وفي العام 1978 أنجب منها ابنة أطلق عليها اسم جاسمين.
ويروي فيكتور سيد نجل عم رامي لـ”العربية.نت” باقي التفاصيل ويقول إن نيللي مالك زوجة سعيد كان بعض أشقائها يقيمون في أميركا، وساعدوها على الهجرة إلى هناك، ورحلت الأسرة والابنة جاسمين إلى أميركا في العام 1979.
ويضيف فيكتور أن الأسرة رزقت بطفلين توأم هما رامي وسامي في العام 1980 عقب سفرهما واستقرارهما في أميركا بعام واحد، واتجهت جاسمين لدراسة الطب وعمل سامي بالتدريس بينما كانت الأسرة ترغب في أن يصبح رامي طبيبا أو محاميا، لكنه اختار الفن نظرا لما يتمتع به من خفة ظل ومرح كوالده.
كان رامي يحلم بأن يصبح ممثلا شهيرا كما يقول ابن عمه فيكتور، وكان قدوته ومثله الأعلى الفنان عمر الشريف، ورضخت الأسرة لرغبته وميوله وساعدته كي يشق طريقه في مجال الفن، مضيفا أن رامي اجتهد وعانى وشق طريقه في الصخر حتى حقق أمنيته وتوج بالأوسكار .
مواقف درامية كثيرة غيرت مسار وحياة رامي مالك كما يذكر منها عصام مخالي ابن العم الشقيق لرامي، أن الأسرة عندما هاجرت لأميركا، كان حلم الهجرة صعبا وقتها، ولم يكن الوالد سعيد يتخيل أن الفرصة ستكون مواتية ومتاحة بتلك السهولة التي جاءت بها، وفور وصوله لأميركا، سنحت له فرصة للعمل في إحدى شركات التأمين، وهو ما ساعده على الاستقرار والإقامة والحصول على الجنسية الأميركية.
ويضيف أنه قبل وفاة عمه سعيد والد رامي بسنوات قليلة كان قد قرر أن يعود إلى مصر ويستقر نهائيا في المنيا مسقط رأسه، كما قرر أن يعود أبناؤه معه، يعملون ويقيمون ما بين المنيا والقاهرة، لكن القدر كان له رأي آخر، مشيرا إلى أنه عقب وفاة عمه قررت زوجته البقاء في أميركا مع أولادها، وهو ما هيأ الفرصة لرامي لمواصلة مشواره الفني والتألق والاجتهاد حتى يفوز بالأوسكار ويشرف بلده مصر في الفن مثلما يشرفها محمد صلاح في كرة القدم.
ويكمل عصام مخالي ويقول إن رامي زار القرية في العام 2003، وأقام في شقة والده بمنزل العائلة، حيث يتكون المنزل من 3 طوابق ، وتقع شقة أسرة رامي في الطابق الثاني، وعندما زار رامي القرية في العام 2003 تفقد حقول العائلة وكان سعيدا بركوب الخيل الخاصة بالأسرة، كما تفقد أراضي والده وأعمامه، وتناول الأكلات المصرية التي لم يكن ممكنا له تناولها في أميركا مثل المحشي والبط والملوخية، مشيرا إلى أن رامي لم يترك منزلا للعائلة إلا وزاره، وصافح وتسامر وجلس مع كل أقاربه وأبناء عمومته خلال تلك الزيارة.
الصفات الشخصية لرامي كما يقول ابن عمه مثل كل صفات أبناء البلد المصريين، من حيث الشهامة والطيبة والنبل، وخفة الظل، وروح الدعابة، والتدين، والتواضع، مضيفا أنه يتواصل مع عائلته في عزبة فلتاؤوس عبر الإنترنت، ويطمئن عليهم، وعلى أحوالهم.
ويقول عصام إنه حتى وهو في أميركا لم يبتعد رامي وأسرته عن مصر وأجوائها وثقافتها، فقد كان عمه سعيد والد رامي يصر على أن يشاهد أبناءه الأفلام المصرية، وكانوا يعجبون بأفلام إسماعيل ياسين وعادل إمام وفاتن حمامة، كما كانوا يستمعون لأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ويشاهدون مباريات كرة القدم المصرية، وكانوا سعداء جدا ومسرورين بصعود مصر لمونديال روسيا العام الماضي بعد غياب دام 28 عاما.
أحلام رامي كما يقول نجل عمه هو أن يواصل تألقه ويصبح اسما عالميا لامعا في الفن وأن يصبح أيقونة مصرية في هذا المجال، مضيفا أن نجل عمه دائما ما يفتخر في جميع مقابلاته الإعلامية بأصوله المصرية ويحكي عن قريته وأعمامه وثقافته وبطولات والده وعمه في حرب أكتوبر.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.