يتساءل الكثير من الناس عن علاج احتقان الأنف، وهي الحالة المزعجة التي تؤثر بشكل كبير جدا على نوعية حياة الشخص، وخلافا للاعتقاد السائد يمكن أن تشير إلى عدة مشكلات طبية وليس مجرد عرض من أعراض البرد.
احتقان الأنف
يعاني الكثيرون من ظاهرة انسداد الأنف، أو كما يسميها الأطباء احتقان الأنف والتي تتزايد خلال فصل الشتاء، وتتسبب في أضرارا جسيمة لنوعية الحياة، وفي كثير من الحالات ترتبط بمشكلات طبية مثل بعض أنواع الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية واضطرابات النوم والربو وغيرها.
عندما يكون الأنف مسدودا ومحتقنا، نواجه صعوبة في التنفس والأكل والشرب والنوم. كثيرا ما تزول الظاهرة من تلقاء نفسها، خاصة إذا كانت ناجمة عن نزلة برد، لكن أحيانا نعاني من احتقان الأنف المزمن ويجب إجراء فحص طبي للتعرف على أسباب المشكلة وتلقي العلاج.
الأسباب
لاحتقان الأنف أسباب عدة، وغالبا ما يكون أحد الأعراض المعروفة للأمراض الشائعة مثل نزلات البرد أو الحساسية، وقد يكون مرتبطا بأمراض أكثر خطورة.
الأسباب الرئيسية لاحتقان الأنف هي:
1.التهاب الجيوب الأنفية
يعد التهاب الجيوب الأنفية أحد الأسباب الأكثر شيوعا لاحتقان الأنف. الجيوب الأنفية هي مساحات هوائية تقع في الجمجمة حول تجويف الأنف. هناك نحو أربعة جيوب على كل جانب – الجبهة، والخد، وبين الأنف والعين، وخلف الأنف.
التهاب الجيوب الأنفية الحاد، الذي يستمر لمدة تصل إلى أربعة أسابيع، يبدأ عادة بالبرد الذي يسبب احتقان والتهاب الأغشية المخاطية للأنف، وانسداد قنوات تصريف الجيوب الأنفية، وحدوث عدوى بكتيرية.
تزيد الحالات التي تسبب احتقان الغشاء المخاطي للأنف، مثل تلوث الهواء والرطوبة العالية والدخان، من خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
2. الحساسية
الحساسية هي رد فعل التهابي مفرط تجاه بعض المواد مثل: حبوب اللقاح، أو العفن، أو وبر الحيوانات، أو بعض العناصر الموجودة في الغبار المنزلي. ولدى الشخص المصاب بالحساسية تحدث زيادة في إفراز الهستامين، ما يسبب احتقانا وزيادة في إفراز سيلان الأنف.
3. الأورام الحميدة
الأورام الحميدة في تجويف الأنف والجيوب الأنفية غير شائعة نسبيا، وأكثرها شيوعا هو الورم الحليمي المقلوب والورم الوعائي والورم العظمي.
العلاج لمعظم المرضى الذين يعانون من أورام حميدة في الأنف والجيوب الأنفية هو الاستئصال الكامل، باستخدام طريقة التنظير الداخلي للأنف.
والأورام الحليمية المقلوبة هي نموات حميدة تشبه الإصبع في الأنسجة الظهارية الرخوة التي تبطن تجاويف الأنف والتي تمتد إلى العظم الأساسي. يمكن أن تنمو بسرعة وقد تصبح خبيثة.
والأورام الوعائية الجيبية الأنفية نادرة نسبيا وهي أورام وعائية حميدة تنشأ في الأغشية المخاطية للتجويف الأنفي والجيوب الأنفية.
أما الأورام العظمية فهي نموات عظمية حميدة توجد بشكل رئيسي في عظام الجمجمة. هذه الأورام بطيئة النمو وعادة لا تسبب أي أعراض.
أعراض احتقان الأنف
يتميز احتقان الأنف بما يلي:
– انسداد أو سيلان الأنف.
– صعوبة التنفس من الأنف.
– ألم الجيوب الأنفية.
– تراكم المخاط.
– تورم أنسجة الأنف.
– مخاط أخضر أو أصفر سميك من الأنف.
– ألم عند لمس الأنف.
– ضغط في منطقة الخدين والعينين يزداد مع الانحناء للأمام.
– الصداع أو آلام الوجه.
– الشخير.
– حكة في العيون والأنف والفم أو الحلق.
– العيون الدامعة.
أعراض أقل شيوعا:
– ألم في الفك العلوي أو الأسنان
– الحمى
– الإرهاق
– رائحة الفم الكريهة
– السعال
– ضعف حاسة الشم أو التذوق
– ضغط وألم الأذن
– التهاب الحلق
المضاعفات المحتملة
إذا ترك احتقان الأنف دون علاج، فقد يؤدي إلى السلائل الأنفية (أورام أنفية حميدة) أو التهابات الأذن الوسطى، وصعوبة التركيز وإمكانية تفشي عدوى التهاب الجيوب الأنفية لأجزاء حيوية من الجسم مثل العين والدماغ والسائل النخاعي والعظام، ما يمكن أن يؤدي للإصابة بالتهاب النسيج الخلوي حول العين، وخراجات الدماغ والتهاب السحايا وهي حالات خطرة قد تهدد الحياة.
عندما تعاني من احتقان الأنف قد يصعب عليك النوم ليلا، وتتأثر حاسة الشم التذوق ويصعب الاستمتاع بالطعام، كما تعاني من صعوبات في التنفس.
يمكن أن يؤدي احتقان الأنف إلى تفاقم أعراض انقطاع التنفس الانسدادي خلال النوم في أثناء الحمل، وهو ما يرتبط بارتفاع ضغط الدم، ومضاعفات تسمم الحمل الخطيرة المحتملة، ومضاعفات نمو الجنين.
العلاج
يؤدي الهواء الجاف إلى تجفيف الأغشية المخاطية وتهيجها، لذا يمكنك تجربة العلاجات المنزلية، للحفاظ على رطوبة الممرات الأنفية.
يمكنك استخدام مزيلات الاحتقان التي يتم تناولها من خلال الفم ولا تحتاج إلى وصفة طبيبة لكن لا تستخدمها لأكثر من أسبوع دون مراجعة طبيبك. يجب ألا تستخدم رذاذ الأنف المزيل للاحتقان لأكثر من 3 أيام، وإلا فقد يؤدي إلى تفاقم الاحتقان. كما أنها يمكن أن ترفع ضغط دمك، لذا استشر طبيبك أولاً إذا كان لديك أي مشكلات صحية أو تتناول أدوية أخرى.
إذا كانت الحساسية هي السبب وراء احتقان الأنف فيجب عليك استخدام أدوية الحساسية التي تحتوي على مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف الستيرويدية، بالإضافة إلى مزيل الاحتقان.
تناول الأدوية
هناك أنواع مختلفة من الأدوية التي يمكنها علاج انسداد الأنف، ويختلف اختيارها حسب السبب الأساسي:
مزيلات الاحتقان عن طريق الفم والأنف
تعمل مزيلات الاحتقان المتاحة دون وصفة طبية عن طريق تقليص الأوعية الدموية داخل الأنف. هناك تركيبات عن طريق الفم والأنف.
سودافيد (السودوإيفيدرين) هو مزيل للاحتقان عن طريق الفم يستخدم لتخفيف احتقان الأنف أو الجيوب الأنفية الناجم عن نزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية وحساسية الجهاز التنفسي.
بخاخات الستيرويد للأنف
يمكن الحصول على راحة طويلة الأمد باستخدام بخاخات الستيرويد الأنفية والتي تعمل عن طريق تقليل الالتهاب في أنسجة الأنف أو الجيوب الأنفية وتوفر تخفيفا سريعا للاحتقان مثل “Flonase” أو “Nasonex”.
نظرا لأن الستيرويدات الأنفية تضعف الاستجابة المناعية، فإن الإفراط في استخدام الدواء يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية.
مضادات الهيستامين عن طريق الفم
تعمل بعض الأدوية بشكل أفضل على الاحتقان الناجم عن الحساسية مقارنة بالاحتقان الناجم عن الفيروسات. وتسمى هذه الأدوية مضادات الهيستامين وتشمل: أليجرا (فيكسوفينادين) وكلاريتين (لوراتادين) وزيرتيك (السيتريزين) وبينادريل (ديفينهيدرامين) .
كيفية العلاج في المنزل
بالمقارنة مع الآثار الجانبية للأدوية، هناك العديد من الاستعدادات والطرق المختلفة لتخفيف انسداد الأنف، وهي طبيعية وسهلة الاستخدام، ويمكن القيام بها في المنزل:
1. غسل الأنف بالملح
يعد غسل الأنف بالمياه المالحة جزءا من النظام العلاجي والوقائي للعديد من الحالات مثل احتقان الأنف وعلاج التهاب الجيوب الأنفية في المنزل.
يساعد غسل الأنف والجيوب الأنفية بالمياه المالحة على تنظيف التجاويف والتخلص من سيلان الأنف والمخاط وتخفيف أعراض الاحتقان، والتخلص من مسببات الحساسية والمواد الأخرى التي قد تسبب التهيج.
يمكن تحضير المحلول الملحي في المنزل أو يمكنك شراء خلطات الملح الجاهزة من الصيدليات (“أكياس الملح”) والتي يمكنك إضافة الماء إليها (يجب غليه بغرض التعقيم)، كما يتوفر في الصيدليات مجموعات جاهزة لشطف الأنف، والتي تباع دون وصفة طبية وهي مخصصة لحالات مثل التهاب الجيوب الأنفية، على شكل قنينة مضغوطة معقمة أو محاقن.
2. استنشاق البخار
هو ببساطة تنفس البخار من الماء الساخن عبر جهاز التبخير أو وعاء من الماء الساخن، لتهدئة وفتح الممرات الأنفية، وتخفيف المخاط والمساعدة في تخفيف احتقان الأنف.
يعد استنشاق البخار من خلال غلي الماء، وسكبه في وعاء كبير، والانحناء بحيث يكون الوجه فوق الماء مباشرة وتغطية الرأس بمنشفة، والتنفس من خلال الأنف.
3. ترطيب الهواء
إضافة الرطوبة إلى الهواء باستخدام جهاز ترطيب يعد أمرا جيدا بشكل عام لصحة الجيوب الأنفية وتخفيف انسداد الأنف وتفتيت المخاط.
4. الكمادات الدافئة
ضع الكمادة الدافئة على أنفك وجبهتك عدة مرات في اليوم، فهذا يمكن أن يساعد على التنفس وعلاج احتقان الأنف.
5. الثوم
الثوم مضاد للجراثيم بشكل طبيعي، وعندما يتم سحقه، فإنه يطلق مكونا علاجيا يسمى الأليسين يساعد على ترقيق المخاط الذي يسد الممرات الأنفية ويقلل الالتهاب الذي يساهم في انسداد الأنف.
يرى الخبراء أن أفضل طريقة لاستخدام الثوم هي إضافته إلى الطعام، لكن آخرين يذهبون إلى إمكانية سحقه ووضعه في الماء المغلي واستنشاق البخار.
6. الزنجبيل
يعتبر الزنجبيل من أكثر الأعشاب الموصى بها في الطب الشعبي لعلاج وتخفيف احتقان الأنف، لاحتوائه على نسبة عالية من الخصائص المضادة للالتهابات.
يمكنك تحضير شاي الزنجبيل وشربه 3 مرات يوميا للحصول على راحة فورية من انسداد الأنف.
كما يمكنك غلي كوبين من الماء مع قطع الزنجبيل فيه، ثم نقع قطعة قماش جديدة في المشروب ثم وضعه بلطف على وجهك لمدة 15 دقيقة.
7. الكركم
يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة ومعروف بخصائصه المضادة للالتهابات التي ستساعد في تخفيف التورم والالتهاب الذي يؤدي إلى تضييق الممرات الأنفية.
يمكن نقع ربع ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم في الماء المغلي وتحليته بالعسل (اختياري) وشربه 2-3 مرات يوميا.
8. الزيوت العطرية
الزيوت التي تعتبر الأنسب لعلاج احتقان الأنف هي زيت النعناع، الكافور، إكليل الجبل، الزعتر، الخزامى، وزيت شجرة الشاي.
إحدى التوصيات هي تنقيطها في جهاز ترطيب ساخن أو في وعاء من الماء الساخن واستنشاق البخار.
توصيات الأطباء
– شرب الكثير من الماء- ففي أثناء احتقان الأنف يحتاج جسمنا إلى الكثير من السوائل لتحويل المخاط – الذي يتراكم فيه – إلى سائل، وتسهيل عملية إخراجه ما يقلل الضغط في الجيوب الأنفية.
– التقليل من تناول القهوة خلال احتقان الأنف- تثبت الدراسات أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة استهلاك الكافيين والإصابة بالأنفلونزا المزمنة.
– التمخط بلطف من فتحة أنف واحدة في كل مرة هو أفضل طريقة لإزالة المخاط.
– وضع كمادة دافئة على خديك وجبهتك يمكن أن يخفف الضغط في الجيوب الأنفية.
– استخدام رذاذ الأنف الملحي للحفاظ على الممرات الأنفية من الجفاف.
– تجنب حمامات السباحة المكلورة، التي يمكن أن تهيج الممرات الأنفية.
– إبقاء رأسك مرتفعا في أثناء النوم قد يجعل التنفس أكثر راحة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.