التقوي من صفات المتقين وقد قال ابن كثير رحمه الله: وأصل التقوى التوقي مما يكره، لأن أصلها وقوى من الوقاية.
وحقيقة التقوى فعل المأمورات واجتناب المنهيات.
قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى. قالوا: يا أبا علي: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى، فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك. قال: بلى. قال: فما عملت. قال: شمرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى، وقد أخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال: خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى، واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى،لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} : يأمر تعالى أهل الإيمان بالتزام التقوى في سرهم وعلانيتهم والتي تتلخص في فعل المأمور والانتهاء عن المحرم, ولينظروا لغد منتظر سيحاسب الله فيه كل عامل بما قدمت يداه, فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته, والله خبير بما قدمت أيدي عباده مما خفي أو دق أو صغر. كما أمرهم سبحانه بعدم تكرار سير الغافلين الذين نسوا الله ونسوا أوامره ورتعوا في محرماته وأصروا عليها ولم يتوبوا حتى انساهم الله تعالى حقيقة أنفسهم وافتقارهم إليه وحقيقة مصالحهم الدنيوية والأخروية التي تجتمع في يد الملك سبحانه, فعميت البصائر وانطفأ النور , فتخبطوا في ظلمات النفس والهوى والجهل والشيطان. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19).
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.