جمال اللهو يوثق مسيرة صاحب القلب النظيف

مفرح الشمري

تجسيداً للدور الذي يقدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للفن والفنانين، أصدر كتابا من 343 صفحة بعنوان «الفنان القدير محمد جابر العيدروسي 1961 – 2022»، أعده رئيس مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الفنان جمال اللهو، وهو متوافر لدى مركز إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مبنى الأمانة العامة.

الكتاب تضمن كلمة للأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مقدمته، جاء فيها «العناية بالفنانين مهمة أساسية تقع على عاتق مؤسسات المجتمع، فإن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كان حاضرا دائما في هذا الجانب، من خلال رعاية الأنشطة الفنية والمهرجانات المسرحية، وعقد الندوات الفنية، وبالطبع تكريم الفنانين والاحتفاء بهم، ومن هؤلاء الفنانين الذين يحتفى بهم المجلس الوطني الفنان محمد جابر العيدروسي. يعد الفنان محمد جابر الصخي، الشهير بالعيدروسي، واحدا من كبار نجوم الفن الكويتي البارزين الذين ارتبطت أعمالهم بالمشاهدين والمتابعين، ليس في الكويت فقط، ولكن في كل دول الخليج، لما قدمه من أعمال مميزة، ظلت راسخة في ذهن ووجدان محبيه»، وفي هذا الكتاب توثيق ضخم للمسيرة الفنية الحافلة للفنان محمد جابر، يضم صورا تعرض للمرة الأولى، وشهادات فنية من كبار نجوم الفن الذين بدأوا معه المسيرة، أو الذين التحقوا بها، على مدى أكثر من 60 عاما، هي عمر الرحلة التي قطعها الفنان المحتفى به، منذ أن وقف أمام «الأب الروحي للمسرح في الكويت» زكي طليمات، في العام 1961، لأداء امتحان القبول للعمل في المسرح، وحتى آخر أعماله الفنية مسلسل «البوشية». وأكد المجلس في كلمته «إننا في المجلس الوطني لنؤمن بأن رواد نهضتنا وصانعي بهجتنا يستحقون منا الكثير والكثير، وأن هذه الشهادات والكلمات والرسائل التي حملها هذا الكتاب بين دفتيه إنما هي وثائق حب وتقدير واحترام من أصحابها تجاه هذه القامة الفنية الكبيرة».

جهد ومثابرة

في اتصال هاتفي مع الفنان القدير محمد جابر، أشاد بجهود اللهو في إعداده للكتاب وتوفيره المعلومات والصور النادرة، لافتا إلى أنه أشركه في إعداد الكتاب خطوة بخطوة، وعلق قائلا: «الحمد لله الكتاب أخرج بصورة جميلة ويتضمن معلومات ثرية، وأتمنى التوفيق في يوم انطلاق المهرجان».

أما معد الكتاب جمال اللهو فاستهل كلمته بتقديم مجموعة من الشكر والتقدير لعدد من الأسماء التي دعمت الكتاب ووفرت له المعلومات، واستهل بشكر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.محمد الجسار، وأيضا الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، بالإضافة إلى رئيس المسرح العربي أحمد الشطي، والفنانين فاضل الرئيس وسهيلة العطية على رسوماتهما، وأيضا شكر اللهو الباحث والمؤرخ فيصل بوناشي لتقديمه الوثائق النادرة، ومصمم الكتاب رؤوف يحيى، وكل الأساتذة المشاركين في الكتاب.

وأضاف اللهو: «لقد بذلت ما أستطيع من جهد لإصدار هذا الكتاب الذي أرجو أن أكون قد وفقت في إعداده بشكل يليق بهذه القامة الفنية محمد جابر العيدروسي، أحد أعمدة الفن الكويتي والخليجي. وذكر اللهو أنه منذ بداية 2019 بدأ يعد للكتاب وتلقى التوجيهات من الفنان القدير محمد جابر في كيفية إعداد الكتاب، ويبحث عن المعلومات في المكتبات، وأرشيف المسرح العربي، وغيرها من المراجع». وفي الختام، قال اللهو: «بوخالد يستحق منا الكثير والكثير لما قدمه، بوخالد القلب الكبير.. بوخالد العطاء والوفاء.. صانع الابتسامة.. العيدروسي».

نقلة نوعية

ويرصد اللهو مسيرة الفنان العيدروسي، متتبعا أبرز المحطات الفنية التي شكلت نقلة نوعية في مشواره. ويتضمن الإصدار صورا نادرة منتقاة بعناية من مختلف المراحل العمرية للنجم الكبير. ويعد الكتاب مرجعا يضم في فهرسه عدة فصول، وهي كالتالي: من أطلق اسم العيدروسي، والدنا وفاء بلا حدود، البداية والنشأة والتكوين، العيدروسي والإبداع 1961 – 1974، العيدروسي والفرق المسرحية الأخرى، العيدروسي والتلفزيون، العيدروسي والإذاعة، العيدروسي والسينما، العيدروسي كاتبا، العيدروسي والرياضة، العيدروسي ذكريات ومواقف كوميدية، أقوال الصحف وأرشيف الصحافة، من أقوال العيدروسي، العيدروسي ورحلة العلاج، العيدروسي التكريم والجوائز، العيدروسي وشهادات الأصدقاء، العيدروسي وألبوم الذكريات، العيدروسي وتجربة جديدة.

من أقواله

كما رصد المعد باقة من العبارات والأقوال التي صدرت عن الفنان العيدروسي، أقوال آمن بها وحقق النجاح معها ومن أقواله: «معجب بـ3 شخصيات في الكويت، شخصية عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج وخالد النفيسي، وهؤلاء أعتبرهم أساتذة لي»، «لم ولن أفكر في اعتزال الفن لأن الفن يجري في عروقي»، «الكويت بلد الفن والثقافة، ولدينا طاقات فنية رائعة ومن بيننا جيل جيد يتمنى بناء مسرح متطور»، «الجمهور لم يعد يتقبل الطرح الفكري الجاد أو الكوميديا الهادفة، وأصبحت البضاعة الرائجة في مسرح هذا الزمان هي الإسقاطات المسطحة المأخوذة عن نكتة الشارع، وسخرية الممثلين بعضهم من بعض، وهذا اللون لا يتماشى معنا ولا نصلح لتقديمه»، «إلغاء استوديوهات الدراما بالتلفزيون قرار غير صاحب».

شهادات فنية

تضمن الكتاب عدة شهادات فنية منها شهادة وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون التلفزيون السابق سعود الخالدي، وشهادة الفنان والمخرج عبدالعزيز المسلم، وشهادة المخرج صادق بهبهاني وشهادة للمؤلف بدر محارب بالإضافة إلى عدة شهادات فنية من نجوم الخليج والإعلاميين الذين عاصروا مسيرة «العيدروسي» محمد جابر.