قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية، إن أسعار الخام وصلت لأدنى مستوياتها المسجلة في 5 أشهر خلال الأسبوع الماضي، وذلك على خلفية المخاوف المتعلقة بالطلب إلى جانب زيادة إمدادات السوق.
وأشار التقرير إلى أنه تم تداول العقود الآجلة لمزيج خام برنت دون مستوى 80 دولارا للبرميل ليصل إلى 73.2 دولارا في 12 ديسمبر 2023، فيما يعد ذلك أدنى مستوى يصله الخام منذ نهاية يونيو 2023.
وتم تداول النفط دون مستوى 80 دولارا للبرميل خلال أول أسبوعين من ديسمبر الجاري على خلفية المخاوف المتعلقة بجبهة الطلب، في الوقت الذي وصل فيه الإنتاج الأميركي إلى مستويات قياسية، وانخفضت الأسعار على مدار 7 أسابيع متتالية حتى الأسبوع المنتهي في 8 ديسمبر 2023، تبع ذلك تسجيل مكاسب هامشية بنسبة 0.9% الأسبوع الماضي.
ويعكس هذا التراجع ضعف توقعات الطلب من الصين إلى جانب توقعات تباطؤ الطلب من الهند في العام 2024. وتعتبر هاتان الدولتان هما السبب الرئيسي لنمو الطلب العام الماضي، إلا انه في ظل تلاشي الطلب المكبوت منذ الجائحة فيما يتعلق بالسفر والاستهلاك، تتجه كافة الأنظار للتركيز على النشاط الاقتصادي في هاتين الدولتين.
وكان تراجع متوسط سعر سلة الأوبك المرجعية وخام التصدير الكويتي أقل قليلا بنسبة 7.5% و7.1%، وصولا إلى 84.9 دولارا للبرميل و86.3 دولارا للبرميل على التوالي، وفي ذات الوقت، تم خفض التقديرات المجمعة لسعر مزيج خام برنت مقارنة بتوقعات الشهر الماضي.
ومن المتوقع الآن أن تصل الأسعار إلى 87 دولارا للبرميل بنهاية الربع الرابع من 2023 مقابل 90 دولارا للبرميل المتوقعة الشهر الماضي لهذا الربع، كما تم خفض توقعات الربعين المقبلين، وفقا لتقديرات الإجماع التي أصدرتها وكالة بلومبيرغ، كما خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها للنفط في تقريرها الأخير الخاص بالتوقعات.
وذكر التقرير ان ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة بوتيرة هامشية على أساس شهري في نوفمبر 2023، أدى إلى التأثير سلبا على معنويات السوق، حيث كان من المتوقع أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما سيؤثر على الطلب على النفط.
إلا أن الانخفاض المفاجئ لمخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وكذلك الهجمات التي استهدفت الناقلات في البحر الأحمر، أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 4.6% خلال جلستي التداول التاليتين.
وقد تم تسجيل مكاسب إضافية بعد أن قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير وأشار إلى أن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها وأن خفض أسعار الفائدة العام المقبل مطروح على طاولة النقاش.
كما أن الانخفاض الحاد الذي شهده الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات الرئيسية ووصوله إلى أدنى مستوياته المسجلة في 4 أشهر على خلفية الإشارة إلى وصول أسعار الفائدة إلى ذروتها ساهم في ارتفاع أسعار النفط هذا الأسبوع.
من جهة أخرى، فإن التخفيضات الطوعية الإضافية لحصص إنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا التي أعلنت عنها «أوپيك» وحلفاؤها لم يكن لها سوى تأثير ضئيل على الأسعار. ومن المقرر ان يتم تنفيذ هذه التخفيضات خلال الربع الأول من العام 2024، على أن يتم التراجع عنها تدريجيا حسب ما تقتضيه أوضاع السوق.
وأشارت أحدث الاستطلاعات الاقتصادية إلى خفض أسعار الفائدة بدءا من منتصف العام المقبل وتراجع إمكانية الدخول في حالة من الركود نتيجة للهبوط الناعم للنمو الاقتصادي. كما يتوقع أيضا أن يتجه التضخم نحو الانخفاض، ويقترب تدريجيا من مستوى 2% المستهدف، وذلك على الرغم من أن معدل التضخم الأساسي ما يزال مترسخا.
وكشفت أحدث قراءة لتصويت الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة عن توقع 17 من أصل 19 مسؤولا بالمركزي الأميركي أن تنخفض أسعار الفائدة بنهاية العام 2024 عما هي عليه الآن، ولم يتوقع أي منهم رفع أسعار فائدة.
وعلى صعيد الطلب، أبقت «أوپيك» على نظرتها المتفائلة بشأن توقعات الطلب على النفط للعام المقبل، حيث حافظت على توقعاتها الصادرة في تقريرها السابق لشهر ديسمبر 2023.
من جهة أخرى، كشف أحدث تقرير شهري صادر عن وكالة الطاقة الدولية تباطؤ الطلب بوتيرة حادة في الربع الرابع من العام 2023 وفي العام 2024.
وعزت الوكالة ذلك إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي في الدول الرئيسية. وأظهر تقرير صادر عن وكالة بلومببرغ أنه من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب في الصين العام المقبل في ظل بدء تلاشي الطلب المكبوت بعد الجائحة. ومن المتوقع أن نشهد اتجاها مماثلا للطلب على النفط في الهند، حيث من المتوقع أن يشهد الاستهلاك نموا بوتيرة أقل بكثير مقارنة بعامي 2022 و2023.
ومن المتوقع أن تشكل آسيا الجزء الأكبر من نمو الطلب العالمي على النفط العام المقبل، كما يتوقع أن تلعب الهند دورا جوهريا في تعويض التباطؤ الاقتصادي للصين. أما على صعيد الفئات المختلفة للمنتجات، ما يزال وقود الطائرات يتميز بفرص هائلة غير مستغلة، يليه البنزين في بعض الأسواق.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.