اسم الله الفتاح



من أسماء الله تعالى الحسنى: الفتاح، وهو الذى يفتح أبواب الرحمة والخير والرزق لعباده، ويفتح لهم أبواب الحكمة والعلم، ويفتح قلوبهم وبصائرهم للحق، وهو الذى يفتح لهم أبواب النصر، وهو الحكم العدل الذى يفتح بينهم بالحق. 

فهو الفتاح الذى يحكم بين عباده ويفصل بينهم، حيث يقول سبحانه: «قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ» (سبأ: ٢٦)، ويقول سبحانه: «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ» (الأعراف: ٨٩)، ويقول (عز وجل) على لسان سيدنا نوح (عليه السلام): «قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِى وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» (الشعراء: ١١٧ – ١١٨)، ويوم الفتح هو يوم الفصل، حيث يقول سبحانه وتعالى: «قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ» (السجدة: ٢٩).

وهو سبحانه الذى يفتح لعباده أبواب الخير والرزق وييسرها لهم، حيث يقول سبحانه: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (فاطر: ٢)، ويفتح عليهم أبواب السماء بالخيرات والبركات، يقول تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ» (الأعراف: ٩٦).

وهو الذى يفتح لمَنْ يَشاء مِنْ عباده أبواب الحِكْمة والعِلم، والفقه فى الدِّين، ويكون ذلك بحَسب التقوى والصلاح، والإخْلاص، والصِّدق، يقول تعالى: «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ» (البقرة: ٢٦٩).

وهو الذى يلهم عباده سبل الرشاد، حيث يقول سبحانه: «وَاللَّهُ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (البقرة: ٢٨٢)، وقال تعالى: «أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» (الزمر: ٢٢).

وهو الذى يفتح لعباده باب التوبة فلا يغلقه حتى تطلع الشمس من مغربها، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا».

وهو الذى يفتح على العبد المؤمن قبل موته بعمل صالح، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا عَسَلَهُ، قيلَ: وما عسَله؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللهُ لَهُ عَمَلًا صَـالِـحًـا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ».

وهو الذى يفتح على نبيِّه (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة مِن أنواع المحامد، فعن أبى هريرة (رضى الله عنه) أنَّ النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِى مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِى، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ». 

فإذا ضاقت عليك الأرض، فالْـجأ إلى ربِّك الفتاح، واسأله أن يفتح لك كل مُغْلَق، وييسر لك كل عسير، ويرزقك من خيرى الدنيا والآخرة، وكُنْ أنتَ مفتاحًا للخير فيما تقدر عليه، فطوبى لِعَبْدٍ عاش حياته مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ».

وزير الأوقاف 




اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading