هيفاء أبو غزالة تشيد بدور مصر في دعم الشعب الفلسطيني خلال أزمته



 أشادت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة هيفاء أبو غزالة بجهود مصر في دعم الشعب الفلسطيني في غزة إنسانيا وسياسيا في مواجهة الأزمة الطاحنة التي يمر بها، مشيرة إلى قيامها مع وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج بزيارة معبر رفح لتوصيل المساعدات الإنسانية، وزيارة المصابين، بما فيهم الأطفال الخدج التي تستضيفهم المستشفيات المصرية.

جاء ذلك في كلمة السفيرة هيفاء أبوغزالة، اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح “ملتقى الشباب العربي واستشراف المستقبل”، الذي انطلقت أعماله بمقر جامعة الدول العربية، ويستمر لمدة أربعة أيام بتنظيم من قبل مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة (الإدارة المركزية للتعليم المدني)، وبرعاية الجامعة العربية وتحت شعار “شركاء لتعزيز الاستدامة للعمل العربي المشترك”.

وقالت أبو غزالة “إن الملتقى ينعقد في ظل تطورات خطيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ومواصلة ارتكاب القوة القائمة بالاحتلال لمجازرها بحق الأطفال والنساء والشيوخ وعدم استجابتها للدعوات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار والعدول عن سياسة الأرض المحروقة باستهداف المدنيين العزل بالألة الحربية المدمرة دون مراعاة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف ومواثيق حقوق الإنسان”. 

كما أشادت بدور الشباب الفلسطيني في تخفيف وطأة العدوان على أهالي قطاع غزة خلال طيلة أشهر القصف الثلاث الماضية، حيث يصلون الليل بالنهار في المساهمة في عمليات الإغاثة وتقديم خدمات صحية واجتماعية وتوزيع المساعدات الإنسانية في مشهد اقترن فيه العمل التطوعي والمدني بمعاني نكران الذات والتضحية، بما جسد أسمى معاني المقاومة والصمود. 

وأضافت: “لقد أثبت الشباب الفلسطيني للعالم صلابة إرادته ورسوخ إيمانه بعدالة قضيته وتشبثه بأرضه ومقاومته لكل محاولات الاحتلال للتهجير القسري، وهو ما يعد مصدر فخر واعتزاز لكافة الشباب العربي الذي يرنو إلى بناء المستقبل الذي هو جدير به، ويستجيب لتطلعاته في حياة كريمة ومزدهرة”. 

وأكدت أن جامعة الدول العربية حرصت على تكثيف جهودها لدعم دور منظمات المجتمع المدني والشباب وإشراكهم في العمل العربي المشترك من خلال حزمة من القرارات الصادرة عن القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية، والتي تدعو جميعها إلى تعزيز دور المجتمع المدني العربي وتمكين الشباب للمساهمة في المسيرة التنموية بالدول العربية، منوهة بأنه على مدار السنوات الماضية تعمل الجامعة العربية على تعزيز دور القطاع المدني ومواكبة ما تحققه مؤسساته من إنجازات في عدد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وربط جسور التواصل معها. 

وأوضحت أنه في هذا الإطار تعقد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية منتدى الشباب العربي بشكل منتظم على هامش دورات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعد المنتدى آلية من آليات العمل العربي المشترك التي تم اعتمادها لضمان مشاركة الشباب العربي في رسم خريطة العمل التنموي في الدول العربية، وهو الأمر الذي يتحقق من خلال الرسائل والتوصيات التي تصدر مع نهاية أعماله ليتم اعتمادها من قبل القادة العرب.

وبينت أن منتديات الشباب العربي، التي عُقدت على هامش الدورات الأربعة السابقة للقمة العربية التنموية، ركزت على مجموعة من أولويات العالم العربي المتعلقة بقضايا الشباب، كالبطالة والهجرة والسلوكيات الخطرة في قمة الكويت (2009)، وتعزيز أدوار الشباب وتواصلهم مع متخذي القرار في قمة شرم الشيخ (2011)، والتنمية المستدامة في قمة القاهرة (2013)، ورؤية الشباب العربي 2030 في قمة بيروت (2018).

وتابعت: أنه “على غرار الدورات الأربعة السابقة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، تم عقد منتديات الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، والمقرر عقدها بنواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث خصص يوم 24 أكتوبر 2023 لمنتدى المجتمع المدني والأمن الغذائي، في حين عقد منتدى الشباب العربي والأمن الغذائي يوم 25 أكتوبر 2023 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة”.

 

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابى “إن هذا الملتقى يحقق عدة أهداف مهمة، منها تعزيز مشاركة الشباب وتعزيز التضامن العربي، وكذلك تعزيز جهود تحقيق التنمية المستدامة”.

وأضاف: “أننا بهذا الملتقى نشكل أرضية صلبة قوية للعمل العربي المشترك”، معربا عن تمنياته في أن تقدم مخرجات هذا المؤتمر إلى القمة العربية الدورية القادمة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة مشيرة أبوغالي مؤسس ورئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، الذي ينظم الملتقى، “إنه رغم ما يبذل من جهد إلا أن هناك تحديات جسام تتطلب مشاركة أكبر للشباب وتكاتف الأيدي مع كافة فئات الشعب في إطار استراتيجيات زمنية ممنهجة تعمل علي تحويل التحديات إلى إنجازات تلقي بثمارها علي شعوبنا العربية، خاصة الشباب الذي يمثل العمود الفقري للآمة العربية، وتمثل بطالة المتعلمين منهم نسبة 60 من نسبة السكان بالوطن العربي”.

وأكدت أن التحديات لا تنفصل عن بعضها، مشددة أنه ينبغي على الدول العربية توفير ما لا يقل عن خمسة ملايين فرصة عمل سنوياً، حتى لا يصل عدد العاطلين الي 80 مليوناً عام 2025.. ولفتت إلى أن تحدي البطالة لا يتوقف عند حد صعوبة إيجاد الشاب أو الشابة فرصة عمل فقط، وإنما يمتد بتأثيرها سلبا على اقتصاديات الدول العربية، حيث تكلف البطالة اقتصاديات الدول العربية نفقات تقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا، في الوقت التي يشير فيه معدل النمو بالقوة العاملة في الدول العربية من بين الأكثر ارتفاعا في العالم، وينمو بنحو 3% سنويا.
وأضافت أبو غالي أنه انطلاقا من هذه التحديات جاء تنظيم مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة لهذا الملتقي المهم “الشباب العربي واستشراف المستقبل” تحت شعار “شركاء لتعزيز الاستدامة للعمل العربي المشترك” تحت رعاية كريمة ومستدامة من جامعة الدول العربية، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة الإدارة المركزية للتعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية، بهدف تعزيز الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني للعمل الشبابي العربي المشترك تجاه تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والعمل على تحقيق شراكة مستدامة في ريادة الأعمال والأمن الغذائي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة والبحث العلمي والابتكار، والتي تعد ضروريات يتوقف عليها استشراف مستقبل الشباب العربي ليكون أكثر تأثيرا وأكثرا عطاء بخطوات إيجابية مثمرة.

وتابعت: أن “مؤتمر اليوم ينعقد في ظل حراك عربي للعمل العربي المشترك أحدثته جامعة الدول العربية بدعوتها الشباب والمجتمع المدني للمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك يهدف خلق شراكة حقيقية بين الشباب والمجتمع المدني والحكومات من أجل دور أكبر للشباب للمساهمة في دفع عجلة التنمية بدولنا العربية، وتمكينهم من المشاركة الحقيقية في نشاطات التنمية وبناء القاعدة العلمية وتوطين التكنولوجيات المتقدمة”.

وقالت إن “هذا ما نسعي إليه في ظل حقبة زمنية صعبة وحرجة أصبح سلاحها التقدم الاقتصادي الذي أصبح مصدرا لسيطرة الدول على بعضها البعض، ونحن أمة تحسد علي شبابها، ومن هنا تكمن المشكلة الحقيقية في كيفية المساهمة بالتحرك بعيدا عن الأطر التقليدية لتوظيف وتشغيل الشباب”.
وأشارت إلى أن ثروة الأمم أصبحت تقاس بقيمة المعلومات ونوعيتها وسرعة اكتسابها ومعالجتها واختيار المناسب منها للتطبيق، كما يقاس العائد الاستثماري بعدد الشباب المشاركين في بناء التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وفي تقديم المعلومات العلمية والدعم الفني لمشاريع التنمية.

 




اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading